الكاتب الصحفى وسام العطار يكتب : من الجانى
الثلاثاء 05-07-2022 22:55
بقلم : وسام العطار
يا عزيزي كلنا قتلة .. كلنا مذنبون
كلنا يستحق ضرب ” الجزم ”
كلنا ولاد ستين فى سبعين فى تمانين فى تسعين ، اضرب ستين فى جدول الضرب كله .
يا صديقى .. من منا لم يقتل كل يوم .
بل من منا لم يقتل كل ساعة .
كلنا يستحق الإعدام شنقاً .
كلنا يستحق الإعدام جلداً .
يا عزيزي .. كلنا يستحق الإعدام رجماً ” بالـ” طوب و الزلط و الحجارة و الآبأئيب ” .
لن اتحدث هنا عن القتل عن القتل مع سبق الإصرار و الترصد ، لن اتحدث هنا عن القتل بالرصاص ، او الذبح بالسكين ، او بآية طريقة أخرى للقتل ، او حتى القتل الخطأ .
اتحدث هنا عن القتل المعنوي ، عن القتل النفسى ، اتحدث هنا عن قتل المشاعر .
عن قتل الاحساس .
تلك الجريمة التى ترتكب يومياً بدون عقوبة ؟!!!
اين ذهبت الرحمة من قلوبنا ؟!!
لماذا أصبحنا من غلاظ القلوب و القاسية قلوبهم ؟!!
لماذا اصبحت قلوبنا كالحجارة بل اشد قسوة من الحجارة ؟!!
اين الرحمة .. اين العفو .. اين ذهب التسامح .. اين التعاليم السماوية .. اين الدين ؟!!!!!
اتحدث هنا عن قتل الحب ووأده ف القلوب ، عن اغتيال المشاعر .
عن قتل الحب .. عن قتل الحب بين العاشقين ، عن قتل الحب بين الرجل و المرأة ، بين الأزواج ، بين الام و ابنائها ، بين الأب و أولاده ، بين الأخوة .
قتل صلة الأرحام .. قتل الرحم ؟!!
يا سادة كلنا لصوص .. تعلمنا سرقة المشاعر ، تعلمنا الخداع و الغش و الخيانة .
و ان كان القانون الوضعي الـ ” فرنسى او انجليزي او طليانى ” او آية قوانين وضعية من صنع البشر ، قد تكفلت بفرض العقوبة فى حالات ازهاق الأرواح عمداً او خطأ.
و أيضاً تكفلت تلك القوانين بالبراءة فى حالات منها الدفاع عن النفس .
و ارى انه مع التطور الحاصل فى ملف حقوق الانسان ” بتاع الأمم المتحدة ” و مع دخول مصطلحات جديدة و غريبة القواميس و المعاجم العربية .
ان يكون القتل بسبب “السخرية” دفاعاً عن النفس .
ان يكون القتل بسبب “التنمر” دفاعاً عن النفس .
ان يكون القتل بسبب كسر القلوب و اللعب بها دفاعاً عن النفس .
ففى مثل هذه القضايا .. من يكون الجانى و من يكون المجنى عليه ؟!!!!
من يكون القاتل و من يكون المقتول ؟!!!!
ايكون من قتل المشاعر و الاحاسيس برئ ؟!!
ايكون من قتل الحب فى قلب المحب برئ ؟!!
ايكون من سخر و تنمر برئ ؟!!
يا سادة القتل ليس بالرصاص او السكين ، بل أفظع انواع القتل هو قتل الحب .
هذا هو السبب الحقيقى لما يحدث ف مجتمعنا .. لاننا قتلنا الحب ؟!!
لا اتحدث هنا عن قاتل نيرة او شيماء جمال و لا عن جرائم القتل الأخرى التى حدثت خلال الايام القليلة الماضية ، و كل اصحاب تلك الجرائم كانت تربطهم علاقات عاطفية او حب او حتى علاقات صلة رحم .
فيه حاجة غلط ، لا حاجات غلط ؟!!
العشوائية تعدت المبانى إلى المشاعر .
المخالفات تعدت إشارات المرور إلى إشارات القلوب إلى علاقات البشر .. الكل مخالف .
يجب فتح حوار مجتمى للوقوف على اسباب انتشار تلك المخالفات و العشوائية و العمل على ازالتها ، و محاكمة القاتل الحقيقى .. و محاكمة الجانى .
اخشى ان يقال على ” مجتمع قاتل بطبعه ” بعد ان كان يقال عنه ” مجتمع متدين بطبعه ” .
و ان كانت قوانين البشر قد أغفلت عقوبة القتل المعنوي ، فرب الكون و رب البشر لم يغفلها و سوف يحاسب كل من سخر و تنمر و من كسر بخاطر العباد .
و أخيراً
انثروا بذور الحب فى ربوع الوطن
اذرعو شجر التسامح
اذرعوا الامل
غنوا للحب فوق المآذن و على أصوات أجراس الكنائس .
فكل الأديان تدعو للحب و التسامح