بنيامين حيدر يشدو … ذاكرة وطن وكيف ننسى…
الأحد 14-08-2022 23:53
بقلم : بنيامين حيدر
ويبقى معكم اللّقاء
فلا البعد يعني النّسيان
ولا الطّريق ضلّ الطّريق
ولا المعاني
غابت بكلمات…
فانتحبت حروفها
واتّسعت صرخاتها
تستحضرُ لحنَ وجودها
تمشي
كالشّمس
لا تلتفتُ وراءَها
تمنحُنا القدرةَ
والصّبرَ
تبحث عن نورٍ
قبلَ انطفاءِ الشمسِ
لتخبرَنا
أنّنا على قيدِ حياة
فكيف ننسى؟!
ومعكم
يبقى السّؤالُ
في وجعِ الجوابِ
ويبقى حجمُ الاشتياقِ
يفوق فكرةَ الزّمنِ
ويُشفي الجروحَ النازفةَ
والعيون َالدامعةَ
والأوجاعَ الصّامتةَ
لقلوب تُعتصرُ
ابتلعها
حزنٌ عميقٌ
ليس لها ذنبٌ
سوى أنّها كانت تنتظرُ الربيعَ
تبحثُ عن فرصةٍ
لتقول شيئًا
فكلّ شيءٍ حولَنا تغيّر
فالحياةُ جريمةٌ
والسكوتُ جريمةٌ
وأحلامُنا مصلوبةٌ على أكتافِ الخيبةِ
وإرادة فسُدت
وضميرٌ ماتَ
وجراحٌ تزدادُ جراحَ
وعمرٌ رحلَ
فكيف ننسى؟!
وأنتم تغريدةُ الأملِ
توقظ عواطفنا
بجرعة من اكسير الحياهِ
فبقيتم
كأزهار نمت في الذاكرة
كهواء بارد آتٍ
من جهة الرّوح
كشمسٍ دافئة بعد المطر
كنجوم ساهرة فوقنا
تغسل وجهَ اللّيلِ
تجعلنا أقوياءَ أمام ظُلمة العالم
فكيف ننسى؟!
وحروفي
ملآ بالانتظارِ
كأُمنية طفلٍ
وحلم شاعرٍ
يعانق أفق السّماءِ
باحثةً عن لقاءِ
يرفض النّسيانَ
آه … فكيف لنا أن ننسى؟!
يتسع ثقبُ الغيابِ
ويمحو لعنةَ الغيابِ
ويعود معها
الوفاءُ
لزمن سُلبت فيه القيمُ
فكيف ننسى؟!
أيّها الرّاقدون
بين ضلوع الحروف
ذاكرة أبديّة
لا تهرم
لا تزول
تبشّرنا
بولادة جديدة
فثمة ضوء
يرسم عصفورًا
يغرد في قلوبنا
يُنبت زهورًا
تتفتّح
تريد الحياةَ
فلذكراكم السّلام ….