شرين هلال تكتب : مهمة في جوبا
الجمعة 02-09-2022 22:41
بقلم : شرين هلال
في دولة من دول حوض النيل تسمى جنوب السودان أقامت جمهورية مصر العربية معرضا تجاريا لأول مرة في تاريخها تحت إسم “صنع في مصر”
إيه القصة وإيه أهميتها؟
عادي يعني ما هي مصر بتصدر منتجاتها من عهد قدماء المصريين وحتسبوت وبلاد بونت ولحد النهاردة يعني.. إيه بقى أهمية معرض زي دا إن القارئ يقرأ عنه ويعرف داخلياته؟
أولا: لأن القارئ متعودتش على تغطية فعاليات من النوع دا، في إحتمال يطلع بفكرة جديدة
ثانيا: من حقي أقدم تجربة مختلفة وإن كانت فنية بعض الشئ
ثالثا: أكشف جوانب النجاح والقصور في أحد الخطوات اللي بتقوم بيها الدولة بشكل غير مسبوق ولكن من غير ما تلبس نضارة ستة على ستة
رابعا: في جنود مش متشافة في معركة أصيلة لازم نسلط عليها الضوء
خامسا: في أواني مستطرقة كتير عايزين نوقف دوشتها
سادسا: معركة الوعي اللي كل واحد فينا جزء منها مبتتجزأش، عملية كاملة متكاملة ولم تعد تحتمل التأجيل
سابعا: التغطية الإعلامية للحدث مكانتش كافية وكلنا بنكمل بعض
ثامنا: مقدرتش أسكت
تاسعا: لأني كنت هناك
عاشرا: كلنا نستاهل نشوف مصر أحسن لأن مصر إمكانياتها أكبر بكتير من اللي كل واحد فينا يعرفه لوحده
أنا عارفة إن المقدمة دي طويلة جدا، بس المرة دي هتسمعو مني حاجات يمكن بتسمعوها لأول مرة على الإطلاق و خصوصا مني.
وإسمحولي لو مطلبتش منكم المرة دي أي صبر على القراءة،
اللي حاسس إن الموضوع ميخصوش أو لايستحق عناء القراءة أو رافض لنقد أحد المسؤوليين في الدولة، أنا اللي بطلب منه ميكملش قراءة. المرة دي هكتب كما لم تتعودوا علي من قبل.
أن مش بكتب بقلمي المرة دي بس،
أن بكتب بخبرتي في شغلي ومجال دراستي ومعايشتي للأحداث اللي عمري ما حاولت أظهرها على العام بأي شكل من الأشكال.
لكن معادش السكوت مقبول ومكنتش هحترم قلمي ولا هعرف أكتب تاني لو مقولتش الكلمتين دول:
أنا واحدة شغلتي إسمها “صنع في مصر”
مهمتي في الحياة أشوف المنتج المصري مرصوص على الرفوف خارج الحدود المصرية. وتصنيفي الوظيفي مدير تصدير. بشتغل في القطاع الخاص ومش هقول أكتر من كدة… لأن لو جاز لي التعبير هقول إن أمثالي بيحاربوا عشان المنتج المصري ياخد مكانه برة وينافس في ظل سوق عالمي طاحن مبيرحمش.
أظن دلوقتي كل واحد من القراء والمتابعين إفتكر لي حمقة على الإنتماء او وقفة ضد كل ما هو مفروض علينا من الخارج، أو حتي يمكن علقت معاه ليه دايما أن بدافع عن قرارات الإصلاح الإقتصادي اللي إتخذتها الدولة وجايبة منين الثقة في المؤسسات مع إنها تعتبر ضد مصلحة القطاع الخاص وغيره من الإكليشيهات إياها…. لكن يمكن لما تقرا كلامي المرة دي تفهم حاجة من أرض الواقع بعيدة شوية عن زاوية رؤيتك وثقافتك المجتمعية لأنك مش لامسها.
قرارات الإصلاح الاقتصادي ساهمت بنسبة في ضبط سعر الدولار اللي بنتعامل بيه كعملة بيع وشراء في مجال التصدير، بالتالي لما شبه إتلغت السوق السودة في الحصول على الدولار دا عمل عندنا نوع من الحوكمة ومكنا من الوصول لأسعار أكثر تنافسية أمام السلع المماثلة من دول أخرى. ودا مثال واحد، أنا أصريت أذكره عشان أفكر حضراتكم بخلفية ودوافع كاتب هذا الكلام.
ندخل على معرض جنوب السودان أوام أوام
لكن وسعو صدركو معايا شوية للي وصل للنقطة دي وحابب يكمل
ووعد مني لا هجيب أرقام معقدة ولا هدخلكو في دهاليز الاقتصاد والتجارة الخارجية ولا هلغوص في رحنا وجينا وقالو وعيدنا
منذ أحداث 25 يناير الدامية وما تلاها من أحداث شغب وسطو وصلت لإغلاق موانئ أمام عمليات التصدير، وإحنا كمصر واجهنا موجة عالية جدا من التشويه الإعلامي وصل لحد تحريم التجارة معانا. والأمثلة كتير والحكايات الدامبة كتير”اه أنا عارفة إنك مستغرب إزاي كل دا كان بيحصل وحضرتك عينك مسلطة على ميدان التحرير فقط” بس دا الواقع اللي سبق ونوهت انه بعيد عن دايرتك كمتابع.
ترتب على دا خسارة أسواق عريضة كان المنتج المصري بيتمتع فيها بسمعة جيدة . مش بس كدة، خد عندك المصنعين المصريين اتفاجؤا بخسارة أسواق إعتيادية لهم زي السوق الليبي واليمني والعراقي و طبعا السوري ودا خسارات لا تعوض بالتأكيد. وبناءا عليه، كان لازم الدولة المصرية تتخذ خطط طموحة لإعادة الثقة في منتجاتها وكمان إعادة فتح الأسواق اللي تم خسارتها قدر المستطاع، لكن الأصعب كان فتح أسواق جديدة لم تطرقها أقدام المصريين إلا على إستحياء ومنها سوق جنوب السودان.
جنوب السودان دولة حصلت على إستقلالها من شمال السودان في 2011 وللاسف هي دخلت في دوامة صراعات داخلية ما بين صراعات إثنية وأخرى على السلطة، صعبت تطور العلاقات بينها و بين المجتمع الدولي وطبعا بينها وبين مصر. لكن مصر إحتفظت لنفسها بمميزات نسبية وهى إنها شاركت في مفاوضات الصلح بين الفرقاء الجنوبين ومفاوضات الوساطة بينهم وبين الشمالين وكمان قدمت القاهرة على مدار العشر سنوات الماضية حفنة من المساعدات للدولة الوليدة كانت تمهيد للإنجازات اللي هحاول أبرزها كما رأيتها رؤى العين.
السياق اللي بنتكلم فيه مش بعيد أبدا عن توجه الدولة الضخم نحو إفريقيا بعد الإعلان عن سد النهضة في 2011. إبتدت الأوساط المصرية تردد ضرورة العودة للقارة في كافة المجالات وتبني سياسة من الإستيعاب للحفاظ على المورد المائي الأساسي للبلد من ناحية ومن ناحية تانية محاولة إنقاذ الإقتصاد المصري عن طريق تفعيل التجارة ةالاستثمار مع الدول الإفريقية عشان نعمل دايرة مصالح مشتركة تسهل علينا الدفاع عن أمننا المائي والإقتصادي كمان.
وقفنا عند حزم المساعدات المصرية لجنوب السودان اللي شملت المساعدات الغذائية والصحية والمنح الدراسية وتكاليف الزيارات الرسمية وحاجات كتيييير مش معلن عنها أصلا.و أكبر مستشفى طبي في العاصمة هي المستشفى المصري اللي الجنوبيين بيعتبروها صرح غير مسبوق نظرا لأنهم قبل التاريخ دا كان علاجهم الأساسي كان إما من مصر أو على أيد الأطباء المصريين في مصر! وكمان إرسال مصر أكبر بعثة ليها في جنوب السودان ضمن بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لحد ما وصلنا لقمة نضوج العلاقات بينا وبينهم وهو زيارة الرئيس السيسي العظيمة لجوبا عاصمة جنوب السودان في نوفمبر 2020 واللي تمخض عنها رغبة في إقامة معرض مصري في جوبا العاصمة كان من المفترض إنه يقام في فبراير 2021. مين المنوط بيه تنظيم هذا المعرض؟
وزارة التجارة والصناعة المصرية
لحد هنا كله ماشي منطقي جدا
الوزارة برئاسة السيدة الدكتورة نيفين جامع من نوفمبر لفبراير أخدت القرارات الأتية:
أولا: حجز 70% تقريبا من أماكن العرض للقطاع العام ممثلة في مجموعة من شركات قطاع الأعمال العام وكمان شركات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة
ثانيا: إسناد تنظيم المعرض لشركة تنظيم معارض خاصة وتركت لها باقي النسبة اللي هى تقريبا 30% للطرح على القطاع الخاص
ثالثا: صنفت المعرض على إنه معرض عرض للمنتجات المصرية وأبلغت شركات القطاع العام بأن الشحن هيكون بالطيران ولذلك مطلوب منهم عينات للعرض فقط
دي قرارات الوزارة إلى أن تولت الشركة المنظمة دفة التنظيم،
نفند القرارات دي ونشوف حصل إيه على أرض الواقع بعد إقرار بعد الوقائع الحقيقية:
وزارة التجارة والصناعة بتدعم المعارض الخارجية من خلال هيئة تابعة لها إسمها هيئة المعارض الخارجية والدعم عادة بيكون بنسبة 80% قبل طرحه على الشركات سواء القطاع العام او الخاص، برافو وزارة التجارة والصناعة الحقيقة كان ممكن يحتسب جون كبير اوي، لكن الواقع احتسبه تسلل المرة دي زي كل مرة ..ليه؟
لأن لما معرض في دولة زي جنوب السودان تاخده الوزارة ب$551 دولار و تطرحه على الشركات ب$168 دولار دا ميبقاش اسمه دعم، ليه برضو؟
لأن اتخن المعارض في أوروبا ولا أمريكا لا يزيد المتر فيها عن $200 إلى$300 للمتر!!
أرفض يا فندم قبول الوزارة للمتر بالسعر دا من جنوب السودان ، لأن دا يندرج تحت بند من إنعدام الاكتراث أو الخبرة، حاجة في الرينج دا…. سعر المعرض لو كان مشى في سياق من التفاوض و الدبلوماسية، بتصور إننا كان ممكن نحصل عليه بسعر رمزي نظرا لما رأيته من ترحيب من الداخل الشعبي الجنوب سوداني او من المستوى الرسمي الرئاسي والوزاري! الناس كانت فخورة وحابة الوجود المصري بشكل كبير وعبروا عن دا بحفاوة شديدة جدا، تسمح بأن حضرتك أو أي حد من طقم المساعدين يتفاوض أو يكلف السفارة بالتفاوض في هذا الشأن!! أنا مش حابة أقول بعتذر لان لو في اعتذار يتقدم فهو يتقدم للمصريين اللي المفروض مفوضين حضراتكم عشان تراعوا مصالحنا و تعملو لنا الافضل، لكن دا اسمه دعم وهمي لان التكاليف مبتقفش بالنسبة لاي شركة بس على مبلغ حجز المعرض، في ديكورات ومواد دعاية وتسويق وتكلفة طيران وإقامة للأفراد من الشركات دا غير طبعا البدالات وطبعا مصاريف أخري لاتقل بحال من الأحوال عن 200الف جنيه لكل شركة!
ندخل بقى على قرار إسناد الوزارة ل70% للقطاع العام، اللي مش هقدر أتغاضى عنه او أعتبره قرار سيادي، لأننا بنتكلم تجارة وأسواق حرة وتنافس للسلع وعملنا إصلاح إقتصادي وتحملناه جميعا مع الدولة والكلام الكبير اللي سيادتك بتلقيه علينا من فوق المنصات في إجتماعات اتحادات الصناعات ودعم الصادرات وتشجيع المنتج المحلي في القاعات المغلقة. بناءا عليه توزيع أنصبة في أجنحة المعرض بالشكل دا كان غير متماشي بالمرة مع سياسة الدولة المعلنة من جهة بشكل عام ومع تصريحات سيادتك بشكل خاص. امكانيات الدولة المصرية “القطاع العام+القطاع الخاص” كبيرة جدا وضخمة وكان المفروض تمثل بشكل أكبر من كدة بكتير، مش بس عشان في إنعدام لعدالة التوزيع، لأ عشان نعرض نفسنا أمام الأسواق الخارجية بشكل أفضل يفتح مجالات أوسع في التسويق ويحقق عائد ربح يعود على الناتج القومي المصري الإجمالي يا فندم. يعني أنا هنا بهدف من النقطة دي لمصلحة مصر ككل مش مصلحة قطاع على حساب قطاع أخر.
ندخل على قرار إسناد تنظيم المعرض لشركة خاصة اللي معنديش إعتراض عليه بالعكس دا متعارف عليه في كل الدنيا مش إختراع ولا تفضيل وميفرقش معايا ولا مع الصالح العام عملية الإسناد طالما المعرض خرج بصورة مشرفة لأنه في الأول والأخر بيحمل إسم مصر. وإحقاقا للحق، الشركة بذلت مجهود جبار في التجهيز لأن مفيش إمكانيات فرش معارض في جنوب السودان و دا خلاهم يبذلوا مجهود مضاعف ومن هنا كان لازم يتم شحن معداتهم بالبحر في كونتينرات واتفتح القوس لشحن بضايع الشركات العارضة كمان في الكونتينرات…. ودا ساهم في تخفيض نفقات الشحن الجوي . جنوب السودان دولة حبيسة والطرق للوصول اليها غير ممهدة وعشان المعرض ،الوزارة كانت شايفة إن الشحن يكون طيران، الحمد لله أنها اسندت الشحن لشركة خاصة هي اللي رتبت وصول الكونتينر لميناء مومبسا بكينيا ثم وصوله عن طريق البر لجوبا. نطلع من الموضوع دا إن الوزارة كانت مفروض تقيم تكلفة الشحن من الأول وتعرف إن الشحن الجوي عمره ما كان حل يتناسب مع الحدث، وكان محتاجة كشاف نور من طرف تالت يوضح لها إجتياجات المعرض “التجاري”
ناخد بقى قرار السيدة الفاضلة الوزيرة وكتيبة المستشارين التجاريين وخبراء الإقتصاد اللامعين اللي أفتوا بإن معرض بيتعمل لأول مرة في دولة جمعتنا بيها أواصر تاريخية وجغرافية وعوامل مشتركة من لغة ودين وتعليم واحتكاك بشري مباشر يكون معرض عرض لعينات فقط مش معرض للبيع المباشر!!
دا اللي بيسموه في الطب Fatal Mistake
بالمعنى الحرفي خطأ مميت أو خطأ جسيم، ليه؟
المعرض توجه دولة ، يعني تكليفات من حكومة وزيرة التجارة والصناعة واحنا جزء منها “مينفعش هنا نقول قطاع عام وقطاع خاص” القرارات لما بتكون نافعة بنستفيد منها كلنا ولما بتكون كارثية بندفع تمنها كلنا. وهشرح لحضراتكم القرار دا تسبب في ايه بالتفصيل:
المواطن الجنوبي كان لحد عشر سنين فاتو بيحمل الجنسية السودانية اللي هي في وقت من أوقات التاريخ كانت جزء من مملكة مصر والسودان ودا كان رابط قوي بين ثقافته الجنوبية والثقافة المصرية وكمان كونه كان مواطن سوداني كان كثير التردد والعيش في مصر اللي كانت بتجمعه بيها حدود مشتركة. وعشان كان في تبادل ثقافي وحركة ابتعاث طلابي كبيرة وطبعا زادت مع التوجه المصري المكثف تجاه افريقيا ، فأصبح معظم الساسة الجنوبين او الوزراء او اصحاب المناصب العليا في الدولة من خريجين المدارس والجامعات في مصر وعلى دراية كبيرة جدا بالداخل المصري ومتعرفين على المنتجات المصرية ومتعلقين بيها تعلق كبير مش مفاجئ لا بالنسبة لي ولا بالنسبة لعارضين كتير ولا بالنسبة لأي حد مهتم إنه يعمل شغل تجاري مع بلد بيستهدف سوقها!!
أنا لست مبالغة لو قلت لحضراتكم إن المواطنين كانوا بيتخانقوا مع العارضين عشان يشتروا بكميات كبيرة وللاسف عشان مكانش في بضايع للبيع، كلها كان للعرض فقط مكنش العارضين قادرين يلبو الرغبات!! تخيلو بقى كل شركة متكلفة معرض زي دا ما بين حجز العرض والطيران والاقامة والانتقالات وتكلفة الشحن وبدلات الموظفين ومصروفات الدعاية والتسويق وغياب الموظفين دول من على مكاتبهم مدة المعرض وأشياء أخرى كتيرة بتترجم بأرقام كبيرة راحت علينا فرصة تعويضها عشان إدارة في وزارة التجارة أخدت قرار إنها تعرض منتجات فقط بينما لو كان القابع في ادارة البحث والمتابعة بوزارة التجارة والصناعة كان ساعد سيادة الوزيرة بالمعلومة المفيدة كانت كل شركة باعت بملايين الجنيهات!! بدل ما خسرت مجموع الشركات العارضة ملايين الجنيهات !! ليه نفوت فرصة مكسب وليه راضيين نطير من غير جناحات وليه مفيش تخطيط سليم لحدث مهم وفرصة كنا بنستناها من زمان؟
ومش عايزة القارئ ينسي ان الخاسر الأكبر هو القطاع العام لأن هوالعارض الأكبر!!
مفيش اي مبرر لخسارة فرص بيعية بالحجم دا، مفيش أي سبب في الدنيا ممكن يغفر هذه الغلطة اللي موتت المكسب المحقق!!
أحب أنوه عن ما نتعلمه عن التجارة الدولية الحديثة من خلال دورات التصدير الإجبارية التي تتلقاها كل شركة او مصنع يقومون بالتجارة الخارجية شريطة الحصول على رخصة التصدير او الإستيراد واللي السادة المحاضرين بيدرسوا لنا فيها كيفية إستهداف الأسواق الخارجية حديثا و منها الإطلاع على خريطة التجارة العالمية والتي يطرحها البنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية مجانا لكافة الدول لمعرفة حجم ونوعية التبادل السلعي بين كل الدول وبعضها. يعني الوزارة بتجبرنا ناخد كورسات عشان نتعلم إستهداف الأسواق ، والوزارة نفسها متستعملش الإسلوب اللي بتعلمه لنا ؟ معلومة أخيرة في هذا الصدد: السادة المحاضرين في الكورسات الإجباري، بيتم إختيارهم ودفع أتعابهم من قبل وزارة التجارة والصناعة معاليكي. يعني حتى أبسط عمليات البحث والتقارير متعملتش ويمكن كمان متقدمتش على مكتب حضرتك!
نسيب دا كله و ندخل على المعرض ذاته:
حضرت وزيرة التجارة والصناعة و بصحبتها وفد من 15 فرد، لا أعلم تحديدا عن كينونتهم شيئ ولكنه ما حدث وتكرمت بإفتتاح المعرض بدون زيارة أجنحة الشركات المصرية العارضة.
جقيقي زي ما بقول لحضراتكم كدة!!!
السيدة الفاضلة حضرت المعرض وقامت بقص الشريط ومرت بين أروقة المعرض والتقطت بعض الصور ولم تدخل الأجنحة المصرية بل ولم تجتمع مع العارضين المصريين البتة يا سادة!
نعم هذا ما حدث
تلقينا دعوة لحضور حفل استقبال على شرف حضور معالي الوزيرة، وكان من المقرر أن نلتقي بها في جلسة نقاشية لتلقي طلباتنا و سماع ما لدينا، فهو كما يلقبونه “عشاء عمل” لكن جاء العشاء و إعتذر العمل لظروف لم نتبين منها بعد!
اللي حصل دا نقدر نستشف منه أمور وأحداث لا تقل سوءا عن اللي حصل في الإفتتاح:
هى صورت مع التلفزيون المصري والجنوبي وتحدثت في المؤتمر الصحفي وأعلنت عن إنشاء معرض دائم للمنتجات المصرية وعن مشروعات إمضاء بعض بروتكولات التعاون لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، لكن لم تتحدث مع الشركات المصرية العارضة إطلاقا طوال فترة إقامتها بالدولة المستهدفة.
طيب إزاي الدولة تتكلف حدث بالحجم دا قبل ما وزارة التجارة والصناعة تكون ماضية إتفاقية ثنائية بينا وبين جنوب السودان؟ وإذا كان المعرض فكرته من نوفمبر الماضي وإحنا في يوليو، ليه لم يتم التوصل لهذا الإتفاق، علما بإن على المستوي الرئاسي والحكومي من البلدين في ترحيب شديد بهذا التعاون؟
أسأل كمان هو المعرض مكانش ممكن يتأجل لحد الإتفاق دا ما يتم يا سادة عشان البضائع المصرية تدخل بمعاملة تفضيلية في سوق بيستورد كل حاجة من دول سبقتنا بسنين، فيكون عند المنتج المصري ميزة تنافسية سعرية، تسمح له بالنفوذ إلى السوق الجنوبي في سلاسة؟
طيب معلش هو مش الوزارة بتستهدف زيادة التبادل التجاري عن طريق الشركات اللي حضرتك لم تتحدثي معهم ولم تتلقى منهم الطلبات او تعطيهم حتى توجيهات او تطمينات؟
كل دا بيفسر أشياء كانت غريبة بالنسبة لي:
عدم وجود مندوب من وزارة التجارة والصناعة مشرف مع الشركة المنظمة
محصلش إجتماع مع الوفد المصري قبل المعرض لتلقي تعليمات أو شرح برنامج المهمة، مما تسبب في الكثير من غياب التنسيق والتصرفات العشوائية بما حددته كل شركة لموفدينها، ولكم طبعا أن تتخيلو التفاوتات اللي كانت بين كل شركة وأخرى، حتى برنامج مؤتمرات الوزيرة وإجتماعتها وحفل العشاء لم نبلغ بهم رسمي، اللي عرف حضر واللي معرفش مجاش!
أشرح بعض من العشوائية بالأرقام :
المعرض مدته 7 أيام، بعض شركات القطاع العام بالخصوص حضرت قبلها ب3 أيام للتحضير للمعرض!
معرض عرض منتجات، يعني هنرص العينات على الرفوف الألمنيوم في مساحة عرض صغيرة جدا، نحجز قبله بالمدة دي كلها ليه؟ علما بإن تكلفة الفرد قاربت ال90 ألف جنيه وفي شركات كانت موفدة 3 أفراد وفردين لمعرض عرض فقط! دا كان بالنسبة للقطاع العام إنما القطاع الخاص حضر يوم المعرض، حضر نفسه في ساعات معدودة. وطبعا تكلفة إقامته لم تدخل في هذه الأرقام العالية لأن عنده حساب ورقابة ومتعود على المهمات اللي من النوع دا دا غير إن ميزانيته محدودة مقارنة بالقطاع العام.دا مثال واحد بس على ارتفاع التكاليف نتيجة لسوء الإدارة وهناك من الأمثلة أكتر من كدة بكتير، كان ممكن نتفاداها، لكن لللأسف محصلش. وهقول كلمة مكررة “قيس على ذلك باقي الإختيارات والقرارات للناس دي مشيت إزاي!
نرجع بقى لفنيات الشغل في هذا المجال:
إحنا إتعلمنا من دراسات السوق إننا لما نكون في بلد بنستهدف سوقها لازم ندرس شرائح المستهلكين وكمان أنواع البائعين يعني لازم يكون عندنا نوع من أنواع الدراسات الحية في الأسواق نقوم إحنا بعملها على أرض الواقع بخلاف ما لدينا من معلومات
“معلش فوتكم في الكلام، أي جهة منظمة لمعرض بتوفر للشركات معلومات عن البلد تخص التجارة والتصدير والجغرافيا والسكان والإستقرار السياسي وما شابه، بس الوزارة معملتش دا كله” وفي ظل إن محدش إدانا معلومة مسبقا عن البلد، كنا مضطرين نتحرك لوحدنا “كقطاع خاص” لأن القطاع العام مش بيتحرك غالبا إلا بأوامر وطبعا محدش من الوزارة إداله الأوامر دي! الناس كانت طالعة تعمل شغلها الإعتيادي، لم تقصر في تواجدها في مكانها في أوقات العمل المحددة لها مسبقا، اللي قصر هو اللي أخدهم بلا توجيه واللي حرم البلد من فرص محققة للمكسب!
البلد دي على الرغم من وفرة المية والأراضي الخصبة فيها و إنخفاض تكلفة الزراعة إلا إنها بتستورد معظم أكلها وشربها!! تخيلي بقى يا وزارة التجارة والصناعة ، إيه الفرص البيعية اللي كان ممكن نحصل عليها لو موفد من الوزارة لف السوق وشاف وخاطب وزارة الزراعة بلاش المزارع الخاصة، تعالوا استثمروا وازرعوا هنا أو تعالوا صدروا منتجات مصر الزراعية كلها بمعنى كلمة كلها؟ بس عشان محدش من الوزارة أخد الموضوع دا على عاتقه الفرص دي لا ظل لها من واقع إلى الأن!
ندخل على نقطة متخصش الحدث دا لوحده بل من وجهة نظري تخص كافة الفعاليات اللي بنمثل فيها مصر في الخارج وخصوصا إفريقيا. أعتقد إننا محتاجين توعية وتأهيل لكل من يشارك في المعارض الخارجية بإسم مصر، الموضوع معادش ينفع يتساب للعشوائية ولا يمشي من غير قيادة توجه الناس هما طالعين يعملو إيه والمفروض يتصرفوا إزاي:
نتيجة لأن العارضين من خلفيات مختلفة وبالطبع خبرات مختلفة لم يكن البعض منهم على مستوى الحدث ودي غلطة حقيقي لا تغتفر.
ليه؟
مصر بتسوق لنفسها في القارة قبل ما تسوق لمنتجاتها، ودا معناه إن اللي طالع معرض دولي، هو سفير للبلد قبل ما يشتغل أي شغلانة تانية، يعني اللي بيمثل مصر لازم يكون قدوة و مثال مشرف للبلد في الكلام والمظهر و جودة المعروض و و و و حاجات كتير أوي. لو كانت الوزارة عملت الإجتماع و ألقت على العارضين محاضرة واحدة بهذا المعنى، مكناش شفنا كتير من التجاوزات اللي مفيش داعي أسردها. لإن في إنطباعات تسبب فيها البعض في أزمنة سابقة كانت من الأسباب الرئيسية في كتير من عوامل خروجنا برة الأسواق دي وخسارتنا لعمقنا الإفريقي الذي نستحقه عن جدارة. وفي العصر اللي إحنا فيه مكنش يليق بينا إننا نشوفها في هذا الحدث “شيء محزن”
وعشان أكمل رؤيتي بأمانة، وإسمحولي أذكر شيء كان بالنسبة لي مستفز جدا كمواطنة مصرية. بعد هذا الكم من سوء الإدارة والتخطيط، إكتشفت إن معالي الوزيرة حضرت إلى جنوب السودان بطائرة خاصة على موعد إفتتاح المعرض وغادرت جوبا بعد إتمام لقاءتها مع المسؤولين في البلد أيضا بطائرة خاصة!
مش الغريب إن وزيرة تسافر لمهامها الوزارية بطائرة خاصة، أنا مش في موضع يخول لي أرفض أو أقبل شكل البروتوكلات الوزارية تمشي ازاي ولا اي حد فينا من حقه، فقط نظرت للموضوع من زاوية التكلفة العالية. إذا كنا في بلد بيصحح مساره وبيقلل نفقاته عشان يعمل إصلاح إقتصادي، يبقى أول حد مفروض يضرب المثل في هذا المسلك، المفروض يكون وزراء المجموعة الإقتصادية! فرق التكلفة المصريين أولى بيه، فرق التكلفة الوزارة أولى بيه، فرق التكاليف ممكن يعمل كتير في بلد بتعافر وتسابق الزمن عشان تطلع من خندق العوز، سامحوني مقدرتش أعدي النقطة دي وأعمل نفسي مش شايفة!
أخد جانب مختلف المرة دي وأتكلم عن الإعلام اللي إبتدى يغطي الأحداث اللي من النوع دا و كنت لسة هرفع له القبعة بس للأسف مدانيش فرصة. كانت مشرفة الحدث من الأعلام عندنا قناة سي بي سي إكسترا اللي حضرت تغطي المعرض و تتقابل مع المسؤوليين و العارضين والجنوبيين و تعمل لقاءات مع الوزيرة و غيرها، بس كل دا إتعرض في التلفزيون المصري على قنواتنا إحنا بس. الجزء الأكبر من رسالة الإعلام مطلوب يكون موجه لإفريقيا أكتر من مصر. يعني مكنش هيزود تكلفة الدولة ولا المحطة لو قامت بتأجيير عدد من الدقائق في البرامج على القنوات الجنوب سودانية، ووصلت لعدد أكبر من الشعب الجنوبي عشان تعرفه إن مصر موجودة على أرضه. البلد دي مرتبطة بينا بشكل محدش ينكره ولازم رسالتنا الإعلامية تكون أكثر شمولا بشكل رأسي وأفقي مع بعض. ودا تعليقي شبه الوحيد لأني ما زلت سعيدة بوجودهم وقرار تغطيتهم للحدث.
في سؤال هنا بيفرض نفسه:
لو كان هذا الحدث يخص الصين ولا تركيا، تفتكروا دا كان هيكون أداء الوزارة المعنية؟
أنا هسيب فرق أرقام الصادرت ما بينا وبينهم هى اللي تجاوب!
طيب بلاش دا كله، فين الملحق التجاري بالسفارة المصرية في جوبا؟
-لا مفيش ملحق تجاري
عشان السفارة جديدة ووزارة التجارة والصناعة لم تعين ملحق تجاري.
طيب ليه لم يتم إنتداب شخص من إدارة البحث التجاري يطلع قبل إتخاذ قرار المعرض، تكون مهمته دراسة حالة السوق وعمل تقارير من أرض الواقع تساهم في رؤية أفضل وتقدم لتسهيل التخطيط لحدث بهذا الحجم؟
أنا مش بتكلم في شيئ مستحيل ولا اللي بقوله غريب!
طيب مش دا توجه دولة؟
وإحنا كلنا بنخدم التوجه، طيب ليه ميكونش فيه عمق ودراسة وإحنا بنفذ الأوامر؟
وهنا ياخدنا السؤال :أمال المعرض دا إبن مين لما الوزارة ملهاش حد في السفارة؟
إسمع يا سيدي
السفارة هناك عاملة زي ما تكون خلية نحل أو فرقة صاعقة يتهيألك أنها هادية وفي الظل، لكن في الواقع هى لابسة المموه وبتتحرك بخفة لكن محدش غريب يشوفها!!
أبسطها لك أكتر وأعرفك على بعض من ولاد بلدنا المخلصين أكتر وأكتر
في الغالب الأعم وفي السنوات الماضية كان ممكن نشوف السفير المصري في إفتتاح المعرض و أدي وش الضيف، إنما اللي شفته من سفيرنا الدكتور محمد قداح بيقول إن مصر طورت بشكل كبير من الوقود المغذي للسلك الدبلوماسي. أنا شفت شاب متعلم نشيط وحاسم، كلام دبلوماسي وفعل سياسي ورؤية رئاسي!
السفير وطقم السفارة بالكامل فردا فردا كانوا اما موجودين في المعرض او متابعين لخطواتنا بشكل يومي وبيقدموا لنا دعم عمري ما شفته على مدار سنوات شغلي في المجال دا الطويلة!!
الكلام دا عايم مش كدة
طب خد عندك يا سيدي:
استقبال للوفد المصري من المطار من قبل القنصل
تسهيل أوراق السفر والإصطحاب للفندق
ترتيب خروجنا من الفندق للمعرض وكذلك العودة
تأمين حركتنا داخل البلد ومدنا بالمعلومات اللازمة وقت الحاجة
لا لا لا لا
مش كفاية الكلام دا كله
الملحق العسكري المصري بسفارتنا بدولة جنوب السودان السيد المحترم العميد جمال الجبيلي كان يجتمع بشكل يومي مع طاقم شركات الخدمة الوطنية ويتابع احتياجاتهم ويقوم بتوجيهم يوميا!
مش بس كدة سيادة العميد كمان قام مع بعض شركات القطاع الخاص بخدمات جليلة لتسهيل مهمتهم “مع إننا لا تحت سلطته، ولا حد طلب منه، ولا هيتجازى علينا، ولا كان يعرف أصلا إن اسمه هيكون مكتوب دلوقتي” لكنه حب خدمة الوطن يا سادة، لا مستني تعليمات ولا محتاج توجيهات غير من الضمير الحي اللي بيكون مع صاحبه فين ما راح.
السفارة المصرية تحت قيادة السفير قداح تستحق السلام والتحية من السفير لنائبه لشباب الدبلوماسين وحتى سائقين السفارة والأمن، كلهم الحقيقة حسسونا بالأمل وعملهم خلانا نشوف طاقة نور في رحلتنا الشاقة. بسبب الناس دي و شغلها اللي مش متشاف الواحد كان عايز يعلق باسبوره المصري في رقبته عشان كل الناس هناك تعرف إنه مصري. شكرا للأمان وشكرا للعمل المخلص وشكرا للأمانة اللي شيلتوها بإحتراف و شكرا لكل اللي مساعنيش المجال أقوله وتستحقوا عليه الشكر.
طيب معلش وقبل ما نقفل المعرض ممكن أقول لكم على شيء مبهر حصل هناك مكنش أبدا متوقع يحصل في قلب حدث تجاري. السفارة المصرية طلبت من وزارة الثقافة إرسال كتب للعرض في جناح خاص بالمعرض يكون جزء منها هدايا. إلا إن السيد رئيس الهيئة العامة للكتاب الدكتور هيثم علي صمم إن الكتب بالكامل هتكون هدية مجانية لشعب جنوب السودان. مش بس كدة، حاول عزيزي القاريء تستوعب القادم ، زي ما حضراتكم شايفين معايا إن العامل المشترك في أغلب قرارات المعرض كان “عدم الإكتراث”، لكن بمجرد ما حضر هذا التكليف للهيئة إتحرك رئيس الهيئة ومعه نائبه الدكتور أحمد بهي الدين لصرف الكتب متخطين كافة أشكال الروتين في 48 ساعة فقط! الكلام دا حصل لأن التكليف وصل للهيئة قبل موعد الشحن ب48 ساعة بس! الناس دي إتحركت وتفوقت على الروتين وأخدت المسؤولية على عاتقتهم عشان بيعملوا حاجة للبلد، ميعرفوش أصلا مصير الكتب دي هيكون ازاي هناك ولا إن في حد في اللحظة دي بيكتب عنهم ولا إن في حد في الشعب المصري حاليا بيقرا عن عملهم النبيل. والواقائع دي بشهادة الشهود اللي استلموا منهم الكتب، مش منهم مباشرة! يعني قادرة أتخيل المفاجأة الكبيرة اللي هيكونو فيها لما يعرفوا إن اللي عملوه من حسن تقدير وعمل جاد لخدمة أهداف مصر إتشاف وإتحكى عنه من غير هما أنفسهم يجيبوا سيرته! متستغربش يا فندم، هى دي مصر وهما دول ولادها اللي بيحبوها بالعمل مش بالكلام، اللي لما بيتحطوا في منصب مبيستنوش أوامر ولا بيتقيدوا بروتين ولا بيسمحوا لحد يعطل مصلحة مصر. شكرا للي إختار حضراتكم في المكان دا، لأنكم تستحقون وأكثر!
وبالفعل طلع السفير المصري أعلن عن إن الحكومة المصرية بتقدم للشعب الجنوبي 10 آلاف كتاب مجاني كهدية وتعبير عن الصداقة وتعميقا لشلال من الثقافة المشتركة بتجري مع جريان النيل. والحقيقة الصدى كان هايل من الأوساط الجنوبية وخصوصا الشعبية و ساهم في زيادة المشاركة من الزوار. أما جناح الكتب فكان عليه إقبال يشرف ويرفع الراس ويحسس كل مصري أد أيه أحنا أصحاب تأثير وقوتنا الناعمة ما زالت قادرة على حسم أي سجال ثقافي ومعرفي لصالحنا. بس أنا هفاجئ القارئ بالأتي: الموضوع موقفش عند الكتب اللي إتوزعت في المعرض، علمت من مصادري الخاصة إن في تنسيق بيتم حاليا لإستغلال هذه الخطوة الناجحة، بحجز مزيدا من الأماكن للكتاب المصري على الرفوف الجنوب سودانية بالتعاون ما بين السفارة المصرية والهيئة العامة للكتاب! بجد دا بيحصل عشان يثبت شيء مهم جدا، متلومش على البلد وتاخد عاطل في باطل ، لوم على الشخص اللي مش في مكانه، لوم على الإنسان اللي مش كفء ومع ذلك مكمل يعطل مسيرة الدولة المصرية بإستهتاره.
وبكدة متستغربش يا سيادة القارئ لو قلت لك إن إقتراح عمل المعرض كان نابع من السفارة دي مش من الوزارة المعنية !!
———————————————-
سامعاك يا اللي بتقولي مش يمكن الوزارة بتنفذ تكليف من الجهات السيادية و عشان كدة الموضوع مش تجاري بحت
سامعاك وهرد عليك:
هو إحنا مينفعش ننفذ التوجيهات والتكليفات والمؤموريات و كل الحاجات اللي بيتم تكليفنا بيها من غير ما نخسر فلوسات؟
طيب ليه منقمش بالمطلوب مع تحقيق مكاسب إن أمكن؟
يا تري رئيس الوزراء المشرف والدؤوب والحصيف والأمين الدكتور مصطفى مدبولي، يقبل إن تكون دي صورة مصر ولا دا أداء العاملين معه؟ ولا حتى يسكت على الخسارة المادية اللي كان ممكن تبقى مكسب لأحد وزارته؟
طيب هو الريس كان هيزعل لو دخلت خزينة الدولة أرباح جراء تنفيذ تكليفاته؟
أظن أني جيبت سيرة اكبر سلطة في البلد أهو يعني مفيش بعد كدة يا ناس!
سبق وقلت مفيش مبرر لهذا الفشل وأنا كلامي كله بيفترض حسن النوايا
طيب أنا كدة خلصت هذا الحدث وأقدر أبني عليه رؤية للقادم.
وهقدم الرؤية كاملة ومطبقة بالمثال وعلى أرض الواقع