فنانات خلعن الحجاب بعد سنوات طويلة من تمسكهن به والدفاع المستميت عنه..
السبت 17-09-2022 22:57
تحقيق / حســــام الأطيـــر
هـل كان حجابهن واعتزالهن مـوضة وأنتهت ؟؟…أم سياسة مرحلية حققت اهدافها أو ربما اخفقت ؟؟
بدايـة ً أود أنوه أن هذا التحقيق ليس الهدف منه الحديث عن الحجـاب بصفة خاصة أو الخوض في تفاصيل دينية او تناول قضية دينية ليس محور البحث هنا ..وليس قضيتي في هذا التحقيق .إنمـا فقط أتناول ظـاهـرة اكتسحت مجتمعنا وكان نجومها هم صدارة عناوين مانشيتات الصحف والمجلات وعناوين الاخبـار لسنوات طويلة مضت , وكـان لهم تأثير على المجتمع المصري والعربي ككل , وأثـروا في تغيير المشهد الثقافي المصري والعربي على حدً سواء .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
برغم من أن قرار إرتداء الحجاب أو خلعه قرار شخصي بحت ويدخل في إطار ( الحرية الشخصية ) ولكن كان قـرار اعتزال بعض الفنانات وارتداء الحجاب في وقت متزامن مثيراً للأقـاويل وأيضـاً الإتهامات , فكان قـرار النجمة السينمائية شمس البـارودي في بداية الثمانينات باعتزال الفن وارتداء الحجاب قراراً غريباً ومفاجئاً للوسط الفني بل والمجتمع المصري والعربي كله وكان صدى هذا القرار مدويـاً , خصوصاً بعد أن فاجأت الفنانة الكبيرة شادية في منتصف الثمانينات جمهورها بالإعتزال وارتداء الحجاب أثناء عرض مسرحية ريا وسكينة وفي ظل النجاح المنقطع النظير الذي كانت تحققه وقتها .
وتوالت بعدها قرارات الإعتزال المماثلة لعدد كبير من الفنانات والفنانين , وشهدت فتـرة بداية التسعينات وخصوصاً في الفترة التي أعقبت زلزال 92 المدمـر , اعتزال عدد كبير جداً من أكبر نجمات الفن والسينما في مصر , والذي كان قـرارهم بمثابة صدمة للكثير من الوسط الفني , وكان أبرزهم الفنانة ياسمين الخيام ابنة شيخ المقرئين ( خليل الحصري ) وشهيـرة وسهير رمزي و مديحة كامل وهالة فؤاد وعفاف شعيب وهدى رمزي وسهير البابلي ونـورا ومنى عبدالغني وحنان وصـابرين والراقصات سحـر حمدي وهالة الصافي وهنديـة وغيرهـم ، واستمرت هـذه ( الموجـة ) لسنوات طويلة حتى بداية الألفية الجديدة والتي شهدت أيضاً اعتزال عدد كبير من النجمات على الساحة منهم صـابرين وعبيـر صبري وحنان ترك وغادة عادل وحلا شيحة وميرنا المهندس والموناليزا وعبير الشرقـاوي و ميار الببلاوي .
كما كان للرجال أيضاً نصيب من هذه الموجة , فقد اعتزل الفنان حسن يوسف مع زوجته الفنانة شمس البارودي والفنان محمد العربي وزوجته الفنانة هناء ثروت وأخيه الفنان وجدي العربي وشقيقتهم المذيعة كامليا العربي , والفنان محسن محي الدين وزوجته الفنانة نسرين , والفنان مجدي إمام .
وقد كان لهذه الموجة صدى واسع جداً داخل المجتمع المصري والعربي , فقد قـررت الكثير من الفتيات ارتداء الحجاب اقتداءاً بأشهر نجمات السينما , وانتشرت ظاهـرة الحجاب في المجتمع المصري وداخل أكبر الأوساط فيها انفتاحاً وتحرراً , وظل هؤلاء الفنانات يدافعون عن حجابهم ويدعـون ويروجون لإرتداء الحجاب واعتزال الفن , وانتشرت الجلسات الدينية داخل الوسط الفني , وفي أحياء القاهـرة الراقية , وظهر جيل جديد من الدعاة ( دعاة السوبر ستارز ) , أصبحوا نجوم فضائيات فيما بعد وذاع صيطهم داخل مصر وخارجها.
العودة التدريجية
هل هـو الإشتياق للمجد وللأضواء , أم هو الإحتياج للمال ..لا أدري , ولكن الواقع أنه ما لبث هؤلاء الفنانون والفنانات أن احتجبوا وابتعدوا عن عالم الفن , إلا وبدأوا في الظهور مرة أخرى , وهذه المرة في دور ( دعاة )
حيث ذهبت عدد من الفنانات إلى العودة للظهور الإعلامي مرة أخرى بعد غياب سنوات وذلك من خلال تقديم برامج دينية على بعض المحطات الدينية الفضائية والتي كانت أشهـرهم قنـاة ( إقـرأ) لمالكها رجل الأعمال السعودي الشيخ ( صالح كامل ) زوج الفنانة الإستعراضية ( صفـاء أبو السعود .
فكانت الفنانة شهيـرة صاحبة أشهر برنامج ديني على تلك القناة , والفنانة ميار الببلاوي على قناة المحـور والفنان محسن محي الدين أيضاً على نفس القناة .
القنوات الفضائية الدينية ودورهـا :
كان للإنفتاح الإعلامي تأثيره في عملية التحول المجتمعي التي طرأت فجأة على المجتمع العربي , كان منبراً لعدد من الفنانات المعتزلات , ولعل كانت أبرز تلك القنوات قنـاة ( اقـرأ الفضائية ) ذات التوجه الديني والتي كانت أشهر قناة دينية في تلك الفترة , ولعبت تلك القناة دوراً كبيراً في نشر الفكـر الوهابي والإخواني على حد سـواء فقد طل من خلالها عدد من دعـاة التيار السلفي والإخواني أبرزهـم الداعية السلفي ( محمد حسـان ) والذي كان يعتبر الظهور الإعلامي الأول له على شاشات التلفزيون وأيضاً الداعية الإخواني المتطرف الهارب من مصر ( وجدي غنيم ) , هذا بجانب برنامج للفنانة المعتزلة والمحجبة وقتها ( شهيرة ) , وبرنامج ديني للمذيعة المحجبة وقتها أيضاً ( بسمة وهبة ) بعنوان قبل أن تحاسبوا , والتي خلعت الحجاب أيضاً واتجهت لتقديم البرامج الفنية .
العودة الفعلية وخلع الحجاب
لم يلبث هؤلاء اللائي طالما نصحوا الفتيات بضرورة إرتداء الحجاب , والإعراب عن سعادتهم البالغة بالحجاب وبالحياة الجديدة التي يعيشونها , بعيداً عن الأجواء الفنية الصـاخبـة وأضواء الشهرة اللامعـة , والحديث عن الحياة الإيمانية والحالة الروحانية التي تسكن قلوبهن وعقولهن , حتى وجدنا أغلبهن نسف كل كلامه في الماضي القريب , وخرجوا من عباءة التدين اللائي كن يرتدونها , أو كذلك كن يقنعن الجماهير بها , عاد إلى التمثيل مـرة أخرى ( دفعة واحدة ) ومنهن من تخلى عن الحجاب بعد سنوات طويلة من ارتدائه , ففوجئ الجمهور , بخلع الفنانة عبير صبري وغادة عادل للحجاب , وبعودة الفنانانت المعتزلات عفاف شعيب وسهير رمزي وسهير البابلي وصابرين للفن , ثم تلاها بعد ذلك خلع بعضهن للحجاب مثل صـابرين والتي استبدلته بالباروكـة والتي أثير حولها جدل كبير , وأيضاً الفنانتان شهيـرة وسهير رمزي اللتان خلعا الحجاب تدريجياً بعد سنوات طويلة من ارتدائه والتمسك به والدفاع عنه .
وتظل التساؤلات هنا كثيرة …حول هذا التغير المفاجئ من شكل إلى شكل ومن إتجـاه إلى إتجـاه ..وعن حالة التراجع…وتظل الإجـابات مختلفة من فنانة إلى أخرى وفقـاً لقناعات كل منهن , وظروفهـا الشخصية وحالتها النفسية ..لكن الذي لاشك فيه أنهم لم يستطعن الصمود أمام رغبـة الفن وشهوته التي تملكت منهن .