رئيس التحرير

هيثم زينهم رئيس التحرير يكتب : ( الهداف )  .. عندما أبدع صديقى الفنان احمد رفعت فى الاختيار فلابد أن افتخر لانه لم يستدر الشفقة على شاشات الفرجة

الأربعاء 28-09-2022 20:13

بقلم : هيثم زينهم رئيس التحرير

على غير العادة يدفعنى قلمى ان أكتب عن أحد أصدقائى الخلوقين الفنان أحمد رفعت والذى أعتبره فنان من زمن فات فبعد انقضاء الموسم الرمضانى  ودراما رمضان اثبت البارع احمد رفعت انه فنان من الزمن الجميل فنان لا يمثل بل يجسد ويرفض انصاف الفرص لا يؤدى الا الفن الهادف الراقى اخذنى قلمى ان اكتب عنه  كما الحكايات تُحكى, كما الألحان تنتزع الولادة من الأوتار, كما النفوس الكبيرة تفرض حقيقتها على الوجود, هكذا ابداعه ينساب  على ورقي كأجمل ما تكون القصائد, وأروع ما يتمخض عن الواقع

فرغم أعاصير الوجع وحتميّة الضعف, رفض أن يتجر بألمه, أن يستدرّ الشفقة على شاشات الفرجة, بل  أطلق نداءً يوقظ النفوس للعطاء, و صرخة تعرّي المرائين من أقنعة مزيّفة . فله اهدافه ورؤاه وفكره الفنى  ومبادئه التى لايحيد عنها ومواقفه الفنية كما يملك ثقافة كبيرة ولم يلمس ابداعه الكثيرون الا عندما ظهر فى مسلسل الاختيار بعد ان جسد دور وحياة الشهيد البطل  احمد جاد الجميل ضابط الأمن الوطني رغم أن أحمد ايقونة فكرية وفنية رائعة ولكنه يبتعد عن ادوار المقاولات ويرفض مشاهد القبلات والاثارة ولا يعرف الطرق الملتوية كى يظهر على الشاشات فقد رفض أن يعيش فى مدينة لمن يهب لها مال البقاء مقابل ماء الكرامة, وحين باح الجسد الموجع بسرّ الاحتياج تطوّع الرحم, وهل يعبء بالموجعين إلا من شاركهم وشيجة الدّم, ومعتصر الشقاء..هذا هو الفنان أحمد رفعت اذى اقنعنى بدوره وانا صعب الاقناع وجعلنى احس اننى اشاهد الشهيد البطل ضابط الامن الوطنى احمدجاد فقد خرج علينا بدوره فى الاختيار كلوحة إبداع متمازجة الألوان.. أعارتها الشمس شالاً من خيوطها، وتمخّض ترب الفن  بحكايا المتأوهين إشتياقاً.. بين حناياها يختال الفرح وينبض الحرف طرباً بين أصابع تحوك النور والأمل..جعلنا نرى مصر صديقة الشّمس, والحصن المصون, تخبّئ حكاياها في كتب الزمان, تحفر على الصّخر المستحمّ وجوه أبنائها, تحدّث أخبارهم, تحرس أحلامهم, يؤرّقها ابتعاد المراكب عن الموانئ, فتحبس في مقلتيها دموع الحنين, وعند المساء يفيض حبّها في حضرة القمر .. وفى مشوار تجسيده للدور وقبل نهايتة همس الفنان أحمد رفعت ( المقدم الشهيد أحمد جاد ) في أذن مصر آخر أسراره, يخبرها أنّه سيرحل, ولكنّه سيترك لها جميل الذكرى, سيعلّق على صدرها وسام البنوّة النجيبة, سيوفي قليلاً من كثيرها.. كان يتحضّر لرسم لوحتة الأخيرة على رمال صور الذهبيّة, وصور الجميلة تليق بها اللوحات والكلمات, وصور العظيمة مساحة لا نهائيّة للفرح, للحزن, للتضحيات .. امتعنا صديقى الذى لابد وأن افتخر به لانه تماسك قبل الاختيار رافضا ألا يؤدى إلا الفن الجميل الراقى

أعذرني يا صديقي ربما قادني إيماني بأنّ الأرض ما عقمت عن النجباء, وأنّ أهل الفن  لم يعدموا, وما زالت عيوننا تقع على آثارهم, وإن خفيت عنّا أسماؤهم, ولأنّك لوحة فنية إنسانيّة, حملتُ آلامك  وفنك كتاباً مفتوحاً لتقع عليه العيون المبصرة, ليلبي نداءك لمشاهدى الفن الراقى  لقد أفصحتُ عمّا لم تقبل  الإفصاح عنه, لأجل أن تبقي في وطننا  أيقونة فن راق ومشعل رجاء, ولأنّك حقّاً تستحق  ان نرفع لك قبعة  الابداع  !..

التعليقات مغلقة.