هيثم زينهم رئيس التحرير يكـتـب : (الهداف ) .. (أحلم أن لانصفّق ولا نعرف لماذا ؟ (أو نكيل السباب ولا نعرف العلة) .. ؟!
الخميس 29-09-2022 21:35
بقلم : هيثــم زينهــم .. رئيـس التحــريــر
أحلم أن نعيش طهر الحبِّ ونقاوته ، الحبُّ الذي يعكس جمال إنساننا
أحلم بألا تضيق بنا الأرض فنختلف على السماء وألاندعي امتلاك مقاليد الأرض
احلم الا نتجرّع سموم الإعلام التجاريّ وألايحتكم وطنى إلى شريعة الإستقواء
داخل الملعب : مازلت احلم بوطنى وفى وطنى وأحلم أن لانصفّق ولا نعرف لماذا ؟ أو نكيل السباب ولا نعرف العلة ؟!أحلم بألا تضيق بنا الأرض فنختلف على السماء ؟! احلم الا ارى الفضائيات تنشر غسيلنا على شرفات الأقمار احلم الا نحتكم الى هيمنة الموروثات ، وقداسة الأعراف وان نشفى من ادمان نعم .. أحلم بأن تكون لاصرخة رفض ؟! ونعم يدا تصوّت للوعي وللحرية والتغيير ! أحلم ألاندعي امتلاك مقاليد الأرض ومفاتيح الجنان, وأننا زبدة الأمم تحضراً وتطوّراً ورقيّا, وأنّه من حقنا أن نعيب على الآخرين تشوّههم, بفضل أقنعتنا التي لو انكشفت للحظة توسّلنا الظلام ستّار العيوب ولا نأخذ من الدين ما يرضي غرائزنا وتركنا منه ما يرضي عقولنا أحلم . ألا يظل الغرور يتملكنا وأطلنا الوقوف على الأطلال نتغنى بأمجاد القدماء وما حفلت به مكتباتهم, دون أن نأخذ من تلكم المكاتب ما يبني مدرسة أو يشيد مصنعاً أو يرفع بنيان حضارة .. أحلم ان لا نسجل تقدّماً وتفوّقا من خلال ما تعرضه شاشاتنا الصغيرة من برامج واعلانات مبتذلة والتي تخدش ما تبقّى من حياء عام في المجتمع وتسوّق لمفاهيم وإيحاءات جنسيّة رخيصة . احلم بانتهاء الفوضى الإعلامية التى تجري على مرأى ومسمع المجتمع المنقسم على نفسه إمّا إلى مؤيّد ومشجّع أو إلى ناقم ومعارض وأصحاب القرار يقفون موقف الصامت المحايد إن لم يكونوا هم أنفسهم معجبين ومأخوذين بتلك البضاعة البخسة .احلم الا نتجرّع سموم الإعلام التجاريّ على مدار السنة إلى أن نكون في ليلتها الأخيرة على موعد مع الشعوذة والإستخفاف بالعقول .. أحلم بأن لا يحتكم وطنى إلى شريعة الإستقواء والإستضعاف, ويفتقر إلى القانون الرادع والعدالة التي تعطي لكل ذي حقٍّ حقه, وترسّم الحدود بين الإنسان والآخرعلى قاعدة الإنصاف والإحترام والرعاية والا أجد ضعفاً وقصوراً في بنية التشريعات القانونية الوضعية, وانحيازاً وعنصرية .
على الخط : مازالت احلم بوطن أن يكون وطن أحلم بحرية الإعتقاد ففى ايات الوحي السماوي الرحيمة نجد :” لا إكراه في الدين (2) ” وقرأت :” كل نفس بما كسبت رهينة ” و ( قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين). صدق الله العظيم …. أحلم … فى وطنى بضمان الملكية الفردية :
(قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ).
احلم بإحترام خصوصية المكان والزمان :
(يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلّموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون فإن لم تجدوا فيها أحد فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم).
أحلم بإحترام خصوصية الناس المعنوية وحفظ الكرامات :
(يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون).
(يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم ) . صدق الله العظيم
أحلم فى وطنى بالحب إنَّ الحبَّ الذي يتبنّاه الإسلام هو الحبُّ بمفهومه الكلي الذي ينطلق من حبِ الإنسان لربِّه وحب ِّ الإنسان لنفسه ، وحبِّ الإنسان لوالديه ، وحبِّ الإنسان لأولاده ، وحبِّ الإنسان لزوجه ، وحبَّ الإنسان لأخيه الإنسان .
لقد أراد الله لنا أن نعيش بالحبّ لأنه بالحب وحده تنفذ إلى قلب الأخر وروحه ، ولا بدّ لك حين تحب أن تعبر عن حبك للأخر أولا ، لأنَّ لكلمة الحبِّ وقعها الأخّاذ في وجدان المحبوب ، ولقد شبّه القرآن الكريم الكلمة الطيبة التي هي كلمة الحب بالشجرة الطيبة حيث يقول تعالى :
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء{24} تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ{25} سورة الجنّ. لذا نحتاج ان نحب بعضنا بعضا . ولابد أن يتجاوز الحب حدّه اللفظي إلى مرحلة التعبير الفعلي الذي ينعكس على سلوك المحبّ اتجاه حبيبه ، ففي حبّ الإنسان لربّه نرى أنَّ أجمل مظاهر الحب وتجلياته تكمن في الإنقياد والطاعة والعبودية المطلقة وهكذا في حبِّ الأبناء لآبائهم والذي يجب أن ينعكس إحساناً ووفاء وحبّ الزوجين الذي يجب أن يترجم عطاء وتضحية وإيثاراً ، وأن يعيش كلُّ واحد منهما الرحمة والإنسانية اتجاه الأخر ، وأن يتفانى كلُّ منهما في سبيل إسعاد الأخر وإدخال الفرح إلى قلبه والسكينة إلى روحه ، و بهذا يتحوّل البيت الزوجي إلى جنّة غنّاء ، ويعبر الحب عن ذاته بنقاوة وصفاء ، وعندها تكون كلُّ الأيام عيداً لهذا الحب المتأصّل والمتجدّد وأن يسود الحب بين الجميع فى كل مجالاتنا العملية والحياتية لأن الله تعالى هو المحبُّ الودود وقد أراد لنا أن نعيش طهر الحبِّ ونقاوته ، الحبُّ الذي يعكس جمال إنساننا وطهارة فطرتنا هذا هو الحبُّ الذي يراه الإسلام لائقاً بالإنسان .