الزمن الجميل … الفنان سعيد صالح سلطان ضحك السينما المصرية وقصتة من قرية مجريا بالمنوفية ودخوله السجن مرتين
الجمعة 21-10-2022 18:58
كتب : عبد الله هيثم
هوليود الشرق مصر والسينما المصرية فيها برع عدد من النجوم فى السينما المصرية، في العديد من الأعمال الفنية واستطاعوا حفر اسمائهم في تاريخ السينما، ورغم وفاتهم الا اأن أدوارهم مازالت محفورة في أذهان جمهورهم إلى الآن ومنهم الفنان سعيد صالح (31ولد يوليو 1940 – توفى 1 أغسطس 2014)، ممثل كوميدي مصري، عمل في أكثر من (500) فيلم وأكثر من (300) مسرحية. يقول عن نفسه ” السينما المصرية أنتجت 1500 فيلم أنا نصيبي منهم الثلث “، وقد أكد في أغلب اللقاءات المتلفزة التي أجريت معه على انتمائه للمسرح وتعلقه به واصفا نفسه ب(فتى المسرح). حصل على ليسانس الآداب عام 1960 عمل في المسرح، واكتشفه حسن يوسف الذي قدّمه إلى مسرح التلفزيون كما أنه شارك عادل إمام في الكثير من أعماله السينمائية.
حياته
ولد سعيد صالح إبراهيم في قرية مجيريا مركز اشمون بمحافظة المنوفية، لكنه تربى في حي السيدة زينب في القاهرة، وكان والده رجلاً ازهرياً يعمل في شركة الغاز ووالدته ربة منزل طيبة، وكان لسعيد صالح أخ وثلاث شقيقات اناث، وعلى الرغم من الشدة التي كان يتمتع بها والده لكن سعيد صالح اعترف بأنه كان طفلاً مدللاً خاصة وأنه كان اول حفيد في عائلته، فحظي باهتمام كبير من أسرته، وبعد مرض والدته وافقت على أن يتزوج الأب من امرأة اخرى عاشت معهم وكانوا على علاقة طيبة، فكان يقول عنها إنها كانت أماً ثانية له.
وقد أكمل سعيد صالح دراسته الجامعية ليحصل على ليسانس الآداب في عام 1960، ولم يدرس التمثيل بشكل أكاديمي لكنه مارسه كهواية على مسرح الجامعة مع مجموعة من الفنانين، الذين كانوا معه في ذلك الوقت منهم الممثلين المصريين صلاح السعدني وعادل إمام.
وقد إكتشفه الممثل المصري حسن يوسف وقدمه للمسرح، وكان أول عمل مسرحي له بعدها “هاللو شلبي” وبعدها قدم مسرحية “مدرسة المشاغبين”، والتي ظلت تعرض لـ 6 سنوات بنجاح منقطع النظير، وبعدها قدم مسرحية “العيال كبرت”، والتي حققت الحالة نفسها أيضاً.
ي أواخر الستينيات وبدايات السبعينيات كان لـسعيد صالحمشاركات في السينما والدراما والمسرح أيضاً، فقدم شخصية إسماعيل لطيف في فيلم “قصر الشوق”، ومن أفلامه أيضاً “الدخيل” و”إضراب الشحاتين” و”كيف تسرق مليونير” و”الحرامي” و”ورد وشوك” و”ربع دستة اشرار” و”شقة مفروشة” و”لعبة كل يوم” و”العذاب فوق شفاه تبتسم” و”أجمل أيام حياتي” و”الرصاصة لا تزال في جيبي” و”آنسات وسيدات” و”بمبة كشر” و”حتى آخر العمر” و”الرداء الأبيض” و”هذا أحبه وهذا أريده” و”بيت بلا حنان” و”قمر الزمان” و”شوق” و”الحب قبل الخبز أحياناً” و”صانع النجوم” و”البنت الحلوة الكدابة” و”شفاه لا تعرف الكذب” و”الحب وحده لا يكفي” و”لن اغفر ابداً” و”المحاكمة والسادة المرتشون ولكن شيئا ما يبقى” ،وقدم اعمالاً من بطولته لم تحقق النجاح المتوقع، منها “المحظوظ” و”مسعود سعيد ليه” و”المتشردان” و”اضراب المجانين” و”المشاغبون في الجيش”، كما شارك جيل الشباب في افلام منها “بالألوان الطبيعية” و”متعب” و”شادية” و”بحر النجوم” و”جواز بقرار جمهوري” و”فل الفل”.
ومن مسرحياته أيضاً “ذات البيجاما الحمراء” و”القاهرة في ألف عام” و”هاللو شلبي” و”كباريه” و”قصة الحي الغربي”، ومن أشهر مسرحياته “العيال كبرت” والتي حققت نجاحاً منقطع النظير ، وفي الدراما قدم بطولة مسلسل الجاسوسية في “السقوط في بئر سبع” وهو العمل الذي تخلى من خلاله عن الكوميديا وقدم شخصية الجاسوس، ومن مسلسلاته أيضاً “رجل بلا ماضي” و”يا مولاي كما خلقتني” و”أحلام مؤجلة” و”السيف الوردي” و”صبيان وبنات” و”دموع في حضن الجبل”، وآخر مسلسل ظهر به كان “المرافعة” وقدم أيضاً “فرح العمدة
سجن لأسباب سياسية وتعاطي المخدرات
دخلسعيد صالحالسجن 3 مرات، فأثناء عرض مسرحيته “لعبة اسمها الفلوس” وفي جملة خارجة عن النص حيث قال (امي اتجوزت 3 مرات الأول أكلنا المش والتاني علمنا الغش والتالت لا بيهش ولا بينش) في اسقاط سياسي على رؤساء مصر جمال عبد الناصر والسادات وحسني مبارك، اتُهم بالسخرية من رؤساء مصر وحُكم عليه بالسجن 6 اشهر وغرامة خمسين جنيه وذلك عام 1981، وكان اول حكم على فنان حيث اثارت القضية جدلاً كبيراً، فقضى سعيد صالح 7 ايام في الحبس الاحتياطي وتنحّى القاضي وقتها، ثم اصدر القاضي الذي تولى القضية قراراً بالإفراج عن سعيد صالح بضمان مالي قدره 100 جنيه، وقد انهار باكياً بعد الحكم بالافراج عنه، وفي حوار أجراه سعيد صالح لاحقاً قال إن السبب الحقيقي هو سخريته من أحد حضور المسرحية والذي تبين في ما بعد أنه قاضٍ.
وفي عام 1991 تعرض سعيد صالح للسجن مرة أخرى بتهمة تعاطي مخدر الحشيش، ورغم الإفراج عنه لعدم كفاية الأدلة ظلت هذا الخبر الاشهر، ولكن في عام 1996 عاد مرة أخرى للسجن بالتهمة نفسها .
فنان كوميدي من الطراز الأول، حفر اسمه بين نجوم جيله بموهبة فذّة، انتمت للمسرح وترعرت فيه، حتى أنّه وصف نفسه في معظم لقاءاته مع الصحافة والإعلام، بأنّه «فتى المسرح» الذي ظلّ عاشقا له حتى النهاية، ومنتميا لـ«أبو الفنون»، هو الفنان سعيد صالح، الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده الـ81، وغدا تحل ذكرى وفاته السابعة.
زواجه
لم يحظ سعيد صالح طوال مشواره الفني بدور «البطل الأوحد»، لكنه كان قاسما مشتركا في جميع الأفلام الناجحة، حيث قال في حوار قديم لصحيفة الوفد، أجراه عام 1990: «معظم الأفلام التي شاركت بها كنت رقم واحد، أنا قاسم مشترك في جميع الأفلام الناجحة»
وقع سعيد صالح في الحب لأول مرة وهو في عمر التسع سنوات، فأُغرم بطفلة اسمها نجاة، ولكن العلاقة انتهت بعد أن انتهى من دراسته بالشهادة الإبتدائية.
وبعدها في عمر الـ19 عاماً، أحب راقصة في فرقة فنون شعبية لكن العلاقة أيضاً انتهت سريعاً، وأحب بعدها أكثر من مرة وكان يعترف بأنه لا يمكنه العيش بدون حب.
وتزوج سعيد صالح لأول مرة من نادية التي أنجبت ابنته الوحيدة هند، وكان يرفض الإنجاب مجدداً وكان يقول مازحاً “أنا عيل” ولكن بعد فترة إنفصلا. فعاد ليتزوج من فتاة تصغره بأعوام كثيرة وهي شيماء فرغلي، والتي طلب يدها للزواج أثناء عرض مسرحي شاركت فيه ليتزوجا في عام 2008، والتي إتهمتها ابنته في ما بعد بأنها تقوم بضربه وتهينه وتمنعه من رؤية إبنته، كما رفضت إبنته هند وجودها أثناء العزاء، وبعدها قالت شيماء أيضاً في تصريحات صحفية إنه نقل لها ملكية شقة الإسكندرية، وستطالب بحقوقها في الميراث بحسب الشرع ولن تخاف من ابنته وطليقته.
فنان كوميدي من الطراز الأول، حفر اسمه بين نجوم جيله بموهبة فذّة، انتمت للمسرح وترعرت فيه، حتى أنّه وصف نفسه في معظم لقاءاته مع الصحافة والإعلام، بأنّه «فتى المسرح» الذي ظلّ عاشقا له حتى النهاية، ومنتميا لـ«أبو الفنون»، هو الفنان سعيد صالح، الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده الـ81، وغدا تحل ذكرى وفاته السابعة.
أنا رقم واحد
لم يحظ سعيد صالح طوال مشواره الفني بدور «البطل الأوحد»، لكنه كان قاسما مشتركا في جميع الأفلام الناجحة، حيث قال في حوار قديم لصحيفة الوفد، أجراه عام 1990: «معظم الأفلام التي شاركت بها كنت رقم واحد، أنا قاسم مشترك في جميع الأفلام الناجحة».
نجم مسرحي مخضرم
رغم أنّ صالح لم يحظ بأدوار البطولة في السينما، لكنه كان نجم مسرحي مخضرم، وبطل للكثير من المسرحيات المهمة في تاريخ «أبو الفنون»، وبينها «الشحاتين، كعبلون، زيارة المستر جو، إزاز في إزاز، نحن نشكر الظروف، وشرم برم»، وغيرها الكثير من الأعمال التي أمتعت جمهوره، في المسرح والسينما والتلفزيون والإذاعة.
وتقول شيماء فرغلى ارملة ” سعيد صالح طلب منى ألبس الحجاب وأبعد عن الوسط، وقالى أنا خايف عليك ولبست الحجاب فعلا 5 سنين عشان كنت بحبه جدًا، لكن لما تعب حسيت إن الدنيا هتخنق علينا جدًا فقلعت الحجاب وقررت أرجع للشغل ولا أقصد بذلك أنى كنت أنفق أموالى عليه، ولكن فكرت أن الحياة مشاركة ولابد من كل طرف إسناد الآخر”.
وتابعت “أنا ساعدت سعيد صالح لأن خيره مغرقنى، هو ماكنش عنده رصيد فى البنك، كل اللى كان بيملكه شقة فى الإسكندرية، وأنا كنت بصرف من خيره؛ لأنه كان عاملى مصروف ومعظم فلوسى اللى فى البنك كانت من فضله، فهو صاحب فضل فى حياتى، وحفظنى القرآن الكريم، وعلمنى بعد الانتهاء من الصلاة أن أسبح، وعلمنى العديد من الأشياء فى الدين والحياة”.