رئيس التحرير

تعرف على كسوة الكعبة تاريخها وأسمائها وتقسيمها كقطع صغيرة تهدى لكبار المسئولين كل عام

الخميس 01-12-2022 00:51

كتب : عبد الله هيثم 

كسوة الكعبة من الشعائر الاسلامية وهى شروعة او مستحبة ، لأن ذلك من تعظيم بيت الله الحرام

أسماء غطاء الكعبة

هناك أسماء كثيرة يستعملها الناس لتسمية مواليدهم الجدد من الإناث والتي تحمل معنى غطاء أو كسوة الكعبة، ومن أبرز هذه الأسماء: لمار ومعناه برادة الألماس، وسدين، وراما، كما يطلق اسم ريتاج على باب الكعبة الذي يفتح ثلاث مرات في السنة، وذلك لغسل الكعبة من الداخل بماء زمزم، ويقال أنّه يدلّ على اسم قفل الكعبة، ويسمّى مفتاح باب الكعبة لارين.

كسوة الكعبة

كسوة الكعبة أو غطاء الكعبة هي دليل على تعظيم وتبجيل مكانة الكعبة المشرفة لدى المسلمين، وتتميز كسوة الكعبة باللون الأسود، والنقوش القرآنية المنقوشة عليه بلون ماء الذهب، ومن أسماء غطاء الكعبة تبرز أسماء عديدة تحمل معنى غطاء الكعبة وهي: لمار، وسدين، وراما، ويُغيَّر غطاء الكعبة بمراسم خاصة مرة واحدة كل سنة مع صباح يوم عرفة الموافق التاسع من ذي الحجة، مع بدء وقوف الحجيج على جبل عرفة.

كسوة الكعبة هي قطعة من الحرير الأسود المنقوش عليه آيات من القرآن من ماء الذهب، تكسى بها الكعبة ويتم تغييرها مرة في السنة وذلك خلال موسم الحج، صبيحة يوم عرفة في التاسع من ذي الحجة. وبرع فيها أكبر فناني العالم الإسلامي، حيث أنه يعتبر شرفا عظيما في العالم الإسلامي.

تاريخ كسوة الكعبة

 كسوة الكعبة قبل الإسلام

ذكرت كتب التاريخ حسب الروايات الأولى أنّ أول من كسا الكعبة المشرفة قبل ظهور الإسلام هو تبع الحميري ملك اليمن، وذلك عندما زار الكعبة أول مرة، فكساها بالخصف؛ وهي قطع قماش غليظة، ثم كساها بالمعافير نسبة إلى البلد الذي صنعت فيه الكسوة، ثم بالثوب الرقيق أو ما يسمى الرابطة، ثم كساها بالوصائل؛ وهو ثوب يماني لونه أحمر مخطط، وبعد ملك اليمن استُبدلت الكسوة بالجلد والقباطي، وأصبحت واجباً وشرفاً عظيماً للتسابق على كسوتها.

كسوة الكعبة في الإسلام أكدت الروايات الإسلامية أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم هو أول من كسا الكعبة بالقباطي أو الثياب اليمانية، وفي زمن الخلفاء الراشدين كساها أبو بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم بالبرود اليمانية، ولكن في زمن الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه كساها بكسوتين؛ إحداهما فوق الأخرى، فكان هذه الكسوة هي الأولى من نوعها في الإسلام، وعلى مرّ العصور المختلفة تواصل واجب صنع غطاء الكعبة إلى يومنا هذا.

كسوة الكعبة في الإسلام

أكدت الروايات الإسلامية أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم هو أول من كسا الكعبة بالقباطي أو الثياب اليمانية، وفي زمن الخلفاء الراشدين كساها أبو بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم بالبرود اليمانية، ولكن في زمن الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه كساها بكسوتين؛ إحداهما فوق الأخرى، فكان هذه الكسوة هي الأولى من نوعها في الإسلام، وعلى مرّ العصور المختلفة تواصل واجب صنع غطاء الكعبة إلى يومنا هذا.

كسوة الكعبة في العصر الحالي

كانت مصر تصنع كسوة الكعبة لفترات طويلة بسبب الصراعات التي كانت تحدث في المنطقة، ولكنها توقفت عن ذلك بسبب حادثة المحمل السياسية التي وقعت عام 1344هـ ، فأنشأت المملكة العربية السعودية أول دار أو مصنع مخصص لصنع وخياطة غطاء الكعبة، فكانت أول كسوة صنعت في المملكة العربية السعودية في مكة المكرمة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالعزيز آل سعود رحمة الله عام 1346هـ، ويقع هذا المصنع في أم الجود بمكة المكرمة، وهو مجهز بأحدث ماكنات الخياطة الطويلة، والمختبرات الحديثة التي تشرف على جودة غطاء الكعبة.

الحكمة من كسوة الكعبة أنها تعتبر من الشعائر الإسلامية ، وهي اتباع لما قام به النبي محمد والصحابة من بعده، فقد ثبت أنه بعد فتح مكة في العام التاسع الهجري كسا الرسول في حجة الوداع الكعبة بالثياب اليمانية وكانت نفقاتها من بيت مال المسلمين.

وذلك أنه عند فتح مكة، أبقى النبي كسوة الكعبة القديمة التي كُسيت بها قبل الفتح ولم يستبدلها، حتى احترقت الكسوة على يد امرأة تريد تبخيرها فكساها النبي محمد بالثياب اليمانية، ثم كساها الخلفاء الراشدون من بعده، أبو بكر وعمر بالقباطي والبرود اليمانية، ثم كساها عثمان بن عفان بكسوتين أحدهما فوق الأخرى فكان هذا العمل الأول من نوعه في الإسلام، أما عن علي فلم ترد روايات أو اشارات مؤرخين أنه كسا الكعبة، نظرا لانشغاله بالفتن التي حدثت في عهده، ثم واصل من بعدهم ملوك الإسلام والسلاطين في شتى العصور يتعهدون الكعبة بكساءها.

و في الإسلام فإن كسوة الكعبة «مشروعة» أو «مستحبة» على الأقل، لأن ذلك من تعظيم بيت الله الحرام، حيث ورد في القرآن: «ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ، وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ، فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ»، وكانت الكعبة معظمة في شرائع الأنبياء السابقين، وجاء الإسلام والكعبة تُكسى، واستمر الأمر على ذلك إلى يوم الناس هذا.

وأما رفع كساء الكعبة المبطن بالقماش الأبيض في موسم الحج، إنما يُفعل لحمايتها من قطعها بآلات حادة للحصول على قطع صغيرة طلبا للبركة أو الذكرى أو نحو ذلك. وليس أنها إحراماً للكعبة فإن الكعبة جماد لا تُحرِم ولا تؤدي نسكاً، وإنما يكسوها المسلمون اتباعً النبي محمد.

مراسم تغيير كسوة الكعبة

تستبدل الكعبة كسوتها مرة واحدة كل عام وذلك أثناء فريضة الحج وبعد أن يتوجه الحجاج إلى صعيد عرفات، يتوافد أهل مكة إلى المسجد الحرام للطواف والصلاة ومتابعة تولي سدنة البيت الحرام تغيير كسوة الكعبة المشرفة القديمة واستبدالها بالثوب الجديد، استعدادا لاستقبال الحجاج في صباح اليوم التالي الذي يوافق عيد الأضحى.

وبعد إحضار الثوب الجديد تبدأ عقب صلاة العصر مراسم تغيير الكسوة، حيث يقوم المشاركون في عملية استبدالها عبر سلم كهربائي بتثبيت قطع الثوب الجديد على واجهات الكعبة الأربعة على التوالي فوق الثوب القديم. وتثبت القطع في عرى معدنية خاصة (47 عروة) مثبتة في سطح الكعبة، ليتم فك حبال الثوب القديم ليقع تحت الثوب الجديد نظرا لكراهية ترك واجهات الكعبة مكشوفة بلا ساتر.

ويتولى الفنيون في مصنع الكسوة عملية تشبيك قطع الثوب جانبا مع الآخر، إضافة إلى تثبيت قطع الحزام فوق الكسوة (16 قطعة جميع أطوالها نحو 27 مترا) و6 قطع تحت الحزام ، وقطعة مكتوب عليها عبارات تؤرخ إهداء خادم الحرمين الشريفين لثوب الكعبة وسنة الصنع، ومن ثم تثبت 4 قطع صمدية (قل هو الله أحد الله الصمد) توضع على الأركان، و11 قطعة على شكل قناديل مكتوب عليها آيات قرآنية توضع بين أضلاع الكعبة الأربعة.

تغسل الكعبة مرتين في السنة: الأولى في شهر شعبان، والثانية في شهر ذي الحجة. ويستخدم في غسلها ماء زمزم، ودهن العود، وماء الورد، ويتم غسل الأرضية والجدران الأربعة من الداخل بارتفاع متر ونصف المتر، ثم تجفف وتعطر بدهن العود الثمين.

أصعب مراحل تغيير الكسوة

آخر قطعة يتم تركيبها هي ستارة باب الكعبة المشرفة وهي أصعب مراحل عملية تغيير الكسوة، وبعد الانتهاء منها تتم عملية رفع ثوب الكعبة المبطن بقطع متينة من القماش الأبيض، وبارتفاع نحو مترين من شاذروان (القاعدة الرخامية للكعبة) والمعروفة بعملية (إحرام الكعبة).

ويرفع ثوب الكعبة لكي لا يقوم بعض الحجاج والمعتمرين بتمزيقه للحصول على قطع صغيرة طلبا للبركة والذكرى. ويتم تسليم الثوب القديم بجميع متعلقاته للحكومة السعودية التي تتولى عملية تقسيمه كقطع صغيرة وفق اعتبارات معينة لتقديمه كهدية لكبار الضيوف والمسؤولين وعدد من المؤسسات الدينية والهيئات العالمية والسفارات السعودية في الخارج.

ويستهلك الثوب الواحد للكعبة نحو 670 كيلوغراما من الحرير الطبيعي و150 كيلوغراما من سلك الذهب والفضة، ويبلغ مسطحه الإجمالي 658 مترا مربعا ويتكون من 47 لفة، طول الواحدة 14 مترا بعرض 95 سنتيمترا. ويكلف الثوب الواحد نحو 17 مليون ريال سعودي.

ونقل الحافظ في الفتح إجماع المسلمين على جواز ستر الكعبة بالديباج، وذكر آثاراً كثيرة تدلُ على أن كسوتها كانت معروفة بين السلف، بل كانت مما يحرصون عليه، فمن هذه الآثار: ما أخرج الفاكهي من طريق ابن خيثم قال: حدثني رجل من بني شيبة قال: رأيت شيبة بن عثمان يقسم ما سقط من كسوة الكعبة على المساكين.

وأخرج من طريق ابن أبي نجيح عن أبيه: أن عمر كان ينزع كسوة البيت كل سنة فيقسمها على حجاج البيت العتيق.

وروى الواقدي عن إبراهيم بن أبي ربيعة قال: كسي البيت في الجاهلية الأنطاع، ثم كساه رسول الله صلى الله عليه وسلم الثياب اليمانية، ثم كساه عمر وعثمان القباطي، ثم كساه الحجاج الديباج.

التعليقات مغلقة.