مصطفى محمد كبار يشدو … أنا و الليل
الإثنين 05-12-2022 00:19
سوريا بقلم : مصطفى محمد كبار
أنا و الليل
صديقان
بحلم النسيان
نتذوق الضياع بالهذايان
هو لا ينتظر أحد
بباب الرحيل
و انا كذلك لا أنتظر
الذين طعنو
و رحلوا بيوم
الإنكسار
هو يغمرني بجناحه
و يدفئني كالرضيع
و أنا أحضنه و أسكنه
بوجع جروحي
و حينما أبكي يسترني
بظله و يبكي معي
كلما زرفتُ دمعة
راح يحملني
لذاك الحلم البعيد
يسرقني من ألم
الهلاك
يشرقني في الضياء
يسافر بين ضلوعي
كالغيم
يدنو بمطر
جسدي
هو مثلي لا ينام
من التشتت
و لا يبتسم مثلي بوجه
السراب
فكلانا نشكو من الألم
و الظلام
فحين أمشي في
الريح
هو يمشي ورائي
خافياً كالشبح
المريض
و يلحقني بسواده بكل
الدروب
ليعيدني لنفس الظلام
لنفس المكان
العاثر
و حينما أتزمر من
الوقت
يحضنني بدمعه
يسقني من ملح الدمع
أرقٌ
و يصمت مع الحجر
بصلاتي
هو لا يفارقني
و أنا كذلك لا أُفارقه
أو عنه أغفل
متى كان ميلاده
الأخير ……. ؟
هو مثلي لا يتذكر
في هذه الحياة
الا تاريخ وفاته
و أنا كذلك
لا أتذكرُ
ألا وقت السقوط و
الهزيمة
هو كان يحلم يوماً ما
بعناق الحياة
و أنا مثله كنت
أحلم
أن أعانق روح أبي
ببيتنا القديم
و أنام كلما داهمني
الوجع
حضن أمي
هو مثلَ دور الحي
بهذه الحياة
و أنا كذلك
مثلتُ دور المقتول بفشلي
الزريع
هو دائماً يكتبُ على نهد
القمر رغبته
ليحلم في المدى من
جديد
و أنا أيضاً
مازلتُ أكتبُ رغبتي
على قبر الغريب
لأقظَ ذاكرتي المتعبة
من نومها
هو يرسو بصورة الماء
واقعٌ متبدل
و أنا أرسو بصورة
الأحلام
بهذا الزمن المتبهدل
هو لا يشرب الخمر
من ثغر إنثى و
يسكر
و أنا كذلك لا أشرب
سكرتي
من دموع أنثى
تشكو من الوحدة و
الضجر
فالليلُ يشبهني بكل
الأشياء
إلا بشيء واحد
فقك
ف بيننا إختلافٌ
بسيط
هو يبقى بأنين الأحلام
هادئٌ كالحجر
أما أنا
فأرقص بجرحي
طرباً
بالوغى من وجعي
فيحرقني صور
الغياب
و لا أهدءُ و أكن
من وجع الحياة
فهو يعيشُ بلا عنوان
و أنا كذلك
لا عنوان لي على
أرصفة المنفى
هو وحيدٌ معلقٌ بصدر
السماء
و أنا كذلك مثل
اليتيم
أنا معلقٌ كالمشنوق
بحبال القهر و
العناء
و أبكي بخيبتي بسر
الحكاية
فكل حروفُ القصيدة
تبكي الآن
و تصرخُ و تبوح
أأأأأأأأأأخ …………. يا ……….. وجعي
يا وجعي