الزمن الجميل … “رجاء الجداوي” عارضه ازياء و ممثله تخلت عن نمط حياتها الباذخ ، للوقوف إلى جانب والدتها في أزمتها الاقتصادية
الخميس 15-12-2022 12:38
كتبت : آيه شعيب
هوليود الشرق مصر والسينما المصرية فيها برع عدد من النجوم فى السينما المصرية، في العديد من الأعمال الفنية واستطاعوا حفر اسمائهم في تاريخ السينما، وها هى ” رجاء الجداوي ” تميزت داخل المجتمع الفني بأناقتها وشياكتها ولمساتها الرقيقة، فلم تكن ممثلة قديرة وفنانة متميزة فقط، بل كانت أشهر عارضة أزياء في مصر والعالم العربي فى الستينيات كانت تُعدّ من أبرز الفنانات العربيات، بدأت مسيرتها الفنية من خلال فيلم غريبة عام ١٩٥٨م، واستمرت سنوات عملها الفني ما يقارب ٦٢ عامًا .
اسمها الحقيقي «نجاة علي حسن الجداوي»، من مواليد مدينة الإسماعيلية في شرق مصر. وخالته هي الفنانة الشهيرة تحية كاريوكا. ولدت رجاء لأسرة عربية ميسورة الحال تعود أصولها إلى ينبع في غرب الجزيرة العربية حيث ان الأب من أصل حجازي وأم من أصل نجدي وكان والدها يعمل في تجارة البحر بين مصر والحجاز، تزوج بسيدة من العقيلات واستقر في السويس وانجب رجاء واخوتها و في ذلك قالت: «أن جدها حسن من مواليد جدة، ووالدها علي من مواليد ينبع، وكان يملك صندلا بحريا قبل الانتقال والعيش في السويس بمصر، في ثلاثينات القرن العشرين، وأشارت إلى أنه ما زالت لهم أصول تعيش في الحجاز حتى اليوم».
انتقلت “الجداوي” و هي بعمر ثلاثة سنوات إلى القاهرة برفقه شقيقها الأصغر فاروق للإقامة مع خالتها الفنانة “تحية كاريوكا” التي تولت رعايتهما بعد طلاق والدتها. وتحدثت “رجاء الجداوى” عن دور خالتها في تربيتها قائلة: «والدتي اتطلقت وكنا ٥ أشقاء، فقررت خالتي تحية إنها تاخدني أنا وكان عمرى ٣ سنوات وشقيقي الأصغر فاروق، لتتولى رعايتنا وانتقلنا من الإسماعيلية للقاهرة ودخلتنا مدارس فرنسية داخلية، وكانت أكثر من أم وأدين لها بكل حياتي وبقيت معها حتى سن ١٤ سنة»
تربت “رجاء” في تلك الفترة على يد مربية إيطالية تدعى ‘بينا’، تولت رعايتها منذ طفولتها، وتعلمت منها اللغة الايطالية، بعدها قررت رجاء أن تتخلى عن نمط حياتها الباذخ ، للوقوف إلى جانب والدتها في أزمتها الاقتصادية، بعدما أفقدتها قرارات التأميم بمصر في زمن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مصدر رزقها. وتلقت “الجداوي” تعليمها الأول في مدارس الفرانسيسكان في القاهرة حيث تعلمت الفرنسية والإيطالية والإنجليزية في سن مبكر، ثم عملت في قسم الترجمة بإحدى الشركات الإعلانية.
تزوجت من حارس مرمى النادي الإسماعيلي ومنتخب مصر الأسبق “حسن مختار” ، وأنجبت منه ابنتها الوحيدة “أميرة”. وكانت “رجاء” قد تعرفت إلى حسن مختار في السودان تحديدا في مدينة ود مدني ، حين كانت تقيم في فندق هناك، ولاحقاً طلب يدها عندما كانا يستقلان الطائرة. وحسن مختار يصغر الجداوي بعشرة أعوام ، واستمر زواجهم ٤٥ سنة حتى يوم وفاة مختار عام ٢٠١٦م
بمسيرتها المهنية حصلت على “وشاح سمراء القاهرة” في كرنفال بحديقة الأندلس الذي حصلت من خلاله لاحقًا على جائزة «ملكة جمال حوض البحر المتوسط». كما فازت بلقب ملكة جمال القطر المصري عام ١٩٥٨م وحازت على جائزة ملكة القطن المصري في مسابقة ثقافية باعتباره أشهر المنتجات المصرية التي كان يتم تصديرها في خمسينيات القرن العشرين، وفازت باللقب بعد نجاحها في الإجابة على سؤال حول أنواع القطن المختلفة والفرق بينها. وبعدها عملت عارضه أزياء. وخاضت خلال ذلك تجربة التمثيل. وكان أولها دعاء الكروان، مثلت فترة الستينات والثمانينات، ولها مسرحيات خاصة مع عادل إمام مثل الواد سيد الشغال والزعيم. خاضت تجربة التقديم التلفزيوني من خلال برنامج تحت عنوان «اسألوا رجاء» مع الإعلامي عمرو أديب.
كانت لها رحلة مع الجمال والموضة وعالم الأزياء، وذلك بعد أن لقبت بملكة جمال القطر المصرى عام ١٩٥٨م.
حيث خطت أول خطوة في عالم الأزياء من خلال مشاركتها في عرض أزياء عام ١٩٦١م وكانت أول عارضة أزياء مصرية، حيث لم يكن هناك فتاة مصرية تعمل في هذا المجال، والذي كان مقتصرًا فتيات على الجاليات الأجنبية التي تعيش في مصر، ولكن” رجاء” تحدت كل هذا وأثبتت جدارتها وتميزها في مجال عشقته وهذا وهبها فرصة كبيرة لتعمل مع مجموعة من أشهر مصممى الأزياء في العالم ومن بينهم “كوكو شانيل”.
و بعد أن حققت الراحلة الفنانة “رجاء الجداوى” شهرة كبيرة في عالم الأزياء لمدة ٢٤ عاما جذبتها الشاشة الفضية وعالم الفن والسينما، فقررت اعتزالها كعارضة أزياء عام ١٩٨٦م وذلك بعد نجاحها في أول مشاركة لها في السينما المصرية من خلال فيلم “دعاء الكروان ” عام ١٩٥٩م، بعده بدأت مشوارها في الفن والتثميل .
تتخطت أعمال “رجاء الجداوي” بين التلفزيون والمسرح والسينما ٢٥٠ عملا، وكانت إلى وقت قريب تشارك الإعلامي عمرو أديب تقديم برنامجه “الحكاية” على شاشة إم بي سي مصر.
عكست الأعمال السينمائية التي قدمتها “الجداوي” التغييرات التي طرأت على المجتمع المصري، وكان من أبرزها “دعاء الكروان”، وهو أول أعمالها، و “إشاعة حب”، و”أيام في الحلال”، و”بريق عينيك”، و”حنفي الأبهة”، و”البيه البواب”، و”من 30 سنة”،و”الثلاثة يشتغلونها”.
وعلى خشبة المسرح أيضا، قدمت العديد من الأعمال منها “الواد سيد الشغال” و”الزعيم” و”من فات قديمه” و”أكابر أكابر” و”الثعلب في الملعب” و”آخر كرم”.
وفي الدراما التلفزيونية برعت في أدوار متعددة بالمسلسلات مثل “عائلة الحاج متولي” و”حق مشروع” و”للعدالة وجوه كثيرة” و”الرجل الآخر” و”السندريلا” و”تامر وشوقية” و”سارة” و”حكايات زوج معاصر” و”اللص الذي أحبه” و”حكايات بنات” و”جراند أوتيل” و”حلوة الدنيا” و”ريح المدام” وآخرها “لعبة النسيان”.
في ٢٤ مايو ٢٠٢٠م أعلن عن إصابتها بمرض فيروس كورونا وذلك أثناء تصوير الحلقات الأخيرة من مسلسل لعبة النسيان. فنقلت إلى مستشفى أبو خليفة، وهو إحدى مستشفيات العزل بالإسماعيلية وفقًا لتوصية من وزيرة الصحة هالة زايد بقيت تحت العلاج في المستشفى لمدة ٤٣ يومًا، وخلال الأيام الأخيرة لها تدهورت حالتها الصحية بشكل حرج