رئيس التحرير

” احسان عبد القدوس” من محامي فاشل الي رئيس تحرير مستقيل ثم الي روائي كبير وناجح لديه ٦٠٠ رواية وقصه

الإثنين 19-12-2022 20:05

كتبت : ايه شعيب

عرف عنه كاتب الحب و الحريه و هو أحد أوائل الروائيين العرب الذين تناولوا في قصصهم الحب البعيد عن العذرية، وتحولت أغلب قصصه إلى أفلام سينمائية ، نجح في الخروج من المحلية إلى حيز العالمية وترجمت معظم رواياته إلى لغات أجنبية متعددة هو الكاتب الادبي و الروائي احسان عبد القدوس

” احسان عبد القدوس ” هو كاتب مصري ، تعود جذوره إلى قرية الصالحية بمحافظة الشرقية، تخرج من جامع الأزهر وعمل كرئيس كتاب بالمحاكم الشرعية، ودرس في مدرسة خليل آغا بالقاهرة، ثم في مدرسة فؤاد الأول بالقاهرة، ثم إلتحق بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، وله حوالي أكثر من ستمائة قصة، وقدمت السينما عدداً كبيراً من قصصه والتي من أبرزها ( “لا أنام ” ، “لا تسألني من أنا” ، ” أنا حرة” )، كذلك تم تحويل عدد من رواياته إلى مسلسلات منها ( “لن أعيش في جلباب أبي” ، ” دمي ودموعي وإبتسامتي” )، تولي رئاسة تحرير مجلة روز اليوسف خلفاُ لوالدته فقد كانت والدته الفنانة والصحفية السيدة روز، سيدة متحررة تفتح بيتها لعقد ندوات ثقافية وسياسية يشترك فيها كبار الشعراء والأدباء والسياسيين ورجال الفن، وكان ‘ احسان ‘ له مقالات سياسية تعرض بسببها للسجن والمعتقلات ومن أهم تلك القضايا قضية الأسلحة الفاسدة، مما عرضه للإغتيال عدة مرات، كما سُجن بعد الثورة مرتين في السجن الحربى

درس إحسان في مدرسة خليل آغا بالقاهرة ١٩٢٧م -١٩٣١م، ثم في مدرسة فؤاد الأول بالقاهرة ١٩٣٢م -١٩٣٧م ، و بعد ذلك التحق بكلية الحقوق بجامعة القاهرة. و تخرج إحسان من كلية الحقوق عام ١٩٤٢م ، وفشل في أن يكون محامياً. ويتحدث عن فشله هذا فيقول: “كنت محامياً فاشلاً لا اجيد المناقشة والحوار وكنت أداري فشلي في المحكمة إما بالصراخ والمشاجرة مع القضاة، وإما بالمزاح والنكت وهو أمر أفقدني تعاطف القضاة، بحيث ودعت أحلامي في أن أكون محامياً لامعاً”.

وبعد ذلك تولى ‘ إحسان ‘ رئاسة تحرير مجلة روز اليوسف، وكان عمره وقتها ٢٦ عاماً، وهي المجلة التي أسستها والدته. وقد استلم رئاسة تحريرها بعد ما نضج في حياته، ولكن لم يمكث طويلاً في مجلة روز اليوسف حيث انه قدم استقالته بعد ذلك، و ترك رئاسة المجلة لأحمد بهاء الدين، وتولى بعدها رئاسة تحرير جريدة (أخبار اليوم) من عام ١٩٦٦م إلى١٩٦٨م عام ، ومن ثم عين في منصب رئيس مجلس الإدارة إلى جانب رئيس التحرير في الفترة بين ١٩٧١م إلى ١٩٧٤م .

وكانت ‘لإحسان’ مقالات سياسية تعرض للسجن والاعتقالات بسببها. ومن أهم القضايا التي طرحها قضية الأسلحة الفاسدة التي نبهت الرأي العام إلى خطورة الوضع. وقد تعرض إحسان لمحاولات اغتيال عدة مراتبسبب هذه القضيه كما سجن بعد الثورة مرتين في السجن الحربي، احداها كانت من الفترة ٢٩ ابريل ١٩٥٤م إبزنزانة انفرادية رقم ( ٩١ ) بسبب مقالة نشرها بمجلة روز اليوسف بعنوان “الجمعية السرية التي تحكم مصر” هاجم فيها مجلس قيادة الثورة وأصدرت مراكز القوى قراراً بإعدامه.

كتب إحسان عبد القدوس أكثر من ٦٠٠ رواية وقصة، و قدم في السينما المصرية عدداً كبيراً منها حيث تحولت ٤٩ رواية إلى أفلام، و ٥ روايات إلى نصوص مسرحية ، و ٩ روايات أصبحت مسلسلات إذاعية، و ١٠  روايات أخرى تحولت إلى مسلسلات تليفزيونية، إضافة إلى أن ٦٥ من رواياته ترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والأوكرانية والصينية.

كانت معظم رواياته تصور فساد المجتمع المصري وانغماسه في الرذيلة وحب الجنس والشهوات والبعد عن الأخلاق، ومن هذه الروايات (النظارة السوداء) و(بائع الحب) و(صانع الحب) والتي أنتجت قبيل ثورة ٢٣يوليو ١٩٥٢م . ويتحدث إحسان عن نفسه ككاتب عن الجنس فيقول: “لست الكاتب المصري الوحيد الذي كتب عن الجنس فهناك المازني في قصة “ثلاثة رجال وامرأة” وتوفيق الحكيم في قصة “الرباط المقدس” وكلاهما كتب عن الجنس أوضح مما كتبت ولكن ثورة الناس عليهما جعلتهما يتراجعان، ولكنني لم أضعف مثلهما عندما هوجمت فقد تحملت سخط الناس عليّ لإيماني بمسؤوليتي ككاتب ونجيب محفوظ أيضاً يعالج الجنس بصراحة عني ولكن معظم مواضيع قصصه تدور في مجتمع غير قارئ أي المجتمع الشعبي القديم أو الحديث الذي لا يقرأ أو لا يكتب أو هي مواضيع تاريخية، لذلك فالقارئ يحس كأنه يتفرج على ناس من عالم آخر غير عالمه ولا يحس أن القصة تمسه أو تعالج الواقع الذي يعيش فيه، لذلك لا ينتقد ولا يثور.. أما أنا فقد كنت واضحاً وصريحاً وجريئاً فكتبت عن الجنس حين أحسست أن عندي ما أكتبه عنه سواء عند الطبقة المتوسطة أو الطبقات الشعبية دون أن أسعى لمجاملة طبقة على حساب طبقة أخرى”.وكذلك في روايته(شي في صدري) والتي صاحبتها ضجة كبيرة في العام ١٩٥٨م ، والتي رسم فيها صورة الصراع بين المجتمع الرأسمالي والمجتمع الشعبي وكذلك المعركة الدائرة بين الجشع الفردي والإحساس بالمجتمع ككل.

كان ‘لإحسان ‘ دوراً بارزاً في صناعة السينما ليس فقط عن طريق الأفلام التي أعدت عن قصصه ورواياته ولكن بالتي شارك في كتابة السيناريو والحوار للكثير منها، فقد كان على النقيض من الأديب نجيب محفوظ، فهو لم يكن يؤمن بأن صاحب العمل الأدبي الأصلي لا علاقة له بالفيلم أو المسرحية التي تعد من عمله الأدبي. فقد شارك في صياغه وكتابة حوار العديد من الأفلام مثل فيلم (لا تطفئ الشمس) للمخرج صلاح أبو سيف الذي كتب نص الحوار فيه ، كما كتب الحوار أيضاً لفيلم (إمبراطورية ميم) الذي كانت قصته مكتوبة على أربعة أوراق فقط والذي أخرجه حسين كمال، كما شارك كذلك الكاتبين سعدالدين وهبة ويوسف فرنسيس في كتابة سيناريو فيلم (أبي فوق الشجرة).

أخرج ايضا ‘ لإحسان ‘عدد محدود من المخرجين وصل إلى ١٦ مخرجاً، وقد كان نصيب الأسد منها للمخرجين حسين كمال وصلاح أبو سيف وحسام الدين مصطفى وأحمد يحيى. وهذا يدل على أنه لم يكن يتعامل مع أي  في وقته نقله جديدة في السينما الاستعراضية، ومن ثم اتبعهم بفيلم (أنف وثلاث عيون) من بطولة نجلاء فتحي ومحمود ياسين، وتلاها بتقديم فيلم (إمبراطورية ميم) الذي كان نقلة نوعيه جديدة في السينما المصرية، وقد شهد فيه عودة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وليخرج بعدها فيلم (دمي ودموعي وابتسامتي) من بطولة نجلاء فتحي ونور الشريف، وكذلك فيلم (بعيدا عن الأرض)، ومن ثم قدم فيلمين للنجمة نبيلة عبيد هما (العذراء والشعر الأبيض) والذي كان انطلاقه كبيرة للفنانة نبيلة عبيد في عالم النجومية و(أرجوك أعطني هذا الدواء)، وآخر ما قدم المخرح حسين كمال من أعمال إحسان عبد القدوس كان فيلم (أيام في الحلال).

وبالرغم من كمية الأفلام التي انتجت من رواياته إلا أن هنالك جزء منها نجح نجاحاً باهراً في السينما المصرية مثل فيلم (لا أنام) وهو من بطولة فاتن حمامة وإخراج صلاح أبو سيف و (في بيتنا رجل) من بطولة زبيدة ثروت وعمر الشريف وغيرها من الأفلام التي أثرت السينما المصرية. ولكن كذلك هنالك بعض الأفلام التي كتبها لم تنجح كما كان متوقع لها بل وصفها بعض النقاد بأنها فشلت فشل ذريعاً.

حصل احسان عبد القدوس علي منحه الرئيس المصري الأسبق “جمال عبد الناصر” وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى ، و منحه الرئيس المصري السابق ” محمد حسني مبارك ” وسام الجمهورية، و حصل أيضا علي جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة ١٩٨٩م.

وحصل علي الجائزة الأولى عن روايته: “دمي ودموعي وابتساماتي” في عام ١٩٧٣م ، و جائزة أحسن قصة فيلم عن روايته “الرصاصة لا تزال في جيبي”.

التعليقات مغلقة.