فيها حاجة حلوة … بعد أن ضربه معلمه 3سنوات انقطاع عن الدراسة تغير حياة الدكتور مصطفى محمود وحكاية لقب المشرحجى
الثلاثاء 20-12-2022 20:35
كتبت : ايه شعيب
فيها حاجة حلوة تلك هي مصر و ها هو ابن مصر ” مصطفي كمال محمود حسين ال محفوظ” فيلسوف وطبيب وكاتب مصري ألف ٨٩ كتاب منها الكتب العلمية والدينية والفلسفية والاجتماعية والسياسية و ألف أيضا الحكايات والمسرحيات وقصص الرحلات تميز أسلوبه بالجاذبية مع العمق والبساطة .
عاش مصطفى في ميت الكرماء بجوار مسجد ” المحطه” الشهير و الذي يعد أحد مزارات الصوفيه في مصر و الذي كان لديه تأثير عليه في أفكاره ، بدأ حياته متفوقا في دراسته حتي ضربه مدرسه اللغه العربيه ، فغضب و انقطع ٣سنوات عن الدراسه حتي انتقل الي مدرسه اخري و عاد إلي الالتزام بالمدرسه مره اخرى ، أنشأ في بيت والده معمل صغير يصنع فيه الصابون و المبيدات الحشرية ليقتل الحشرات و يقوم بتشريحها حتي أنه أطلق عليه ” المشرحجي” بعد التحاقه بكليه الطب .
مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ، من الأشراف ينتهي نسبه إلى علي زين العابدين. توفي والده عام ١٩٣٩م بعد سنوات من الشلل، درس الطب وتخرج عام ١٩٥٣م وتخصَّص في الأمراض الصدرية و لكن تفرغ للكتابة والبحث في عام ١٩٦٠م و تزوج عام ١٩٦١م و انتهي هذه الزيجه عام ١٩٣٧م رزق بولدين هما “أمل” و”أدهم”. تزوج ثانية عام ١٩٣٨م من السيدة زينب حمدي وانتهى هذا الزواج أيضا بالطلاق عام ١٩٧٨م .
أنشأ عام ١٩٧٩م مسجد له في القاهرة و المعروف بـاسم “مسجد مصطفى محمود” ويتبع له ثلاثة مراكز طبية تهتم بعلاج ذوي الدخل المحدود و شكل قوافل للرحمة من ١٦ طبيب ، ضم المركز ٤ مراصد فلكية و متحف للجيولوجيا يقوم عليه أساتذة متخصصون. ويضم المتحف مجموعة من الصخور الجرانيتية، والفراشات المحنطة بأشكالها المتنوعة وبعض الكائنات البحرية. أُطلق على كويكب اسم مصطفى محمود تكريما له.
و من الناحيه الادبيه و الفنيه كتب الدكتور الراحل مجموعة من الأشكال الأدبية ما بين الروايات والمسرحيات والقصص القصيرة وتجسدت في أعمال مثل شلة الأنس والعنكبوت والمستحيل وغيرها. تعد “شلة الأنس” هي مجموعة قصصية صدرت عام ١٩٦٢م ، تبرز شخصيات واقعية شعبية، تجتمع كل يوم وقت العصاري، يدخنون المعسل والجوزة ويتحدثون في الفن والاختراعات، وتحولت الرواية إلى فيلم سينمائي يحمل نفس الاسم في عام ١٩٧٦م و لعب بطولة الفيلم كلا من نور الشريف و عزت العلايلي و نيللي و هدى سلطان و آخرين، بعدها كتاب “العنكبوت” وهي من أشهر رواياته وصدرت عام ١٩٦٥م وهي رواية فلسفية لا تخلوا من لمسة خيال علمي وتناقش فكرة مصير الروح وارتباطها بالإنسان وماذا يحدث بعد الموت، و قدمت الرواية في مسلسل عام ١٩٧٣م و لعب بطولته كلا من عزت العلايلي و محمود المليجي، و مديحة كامل وآخرين و كتب غيرها من الروايات مثل “المستحيل” و ” رجل تحت الصفر ” و التي حصلت علي جائزة دوليه عام ١٩٧٠م .
قدم أيضا “مصطفي” برنامج تلفزيوني أكثر ٤٠٠ حلقه من برنامجه الشهير ( العلم و الايمان) على مدار ٢٨ سنة في التلفزيون المصري، وكان يهدف إلى تناول العلم على الأسس الإيمانية كان الهدف الرئيسي للبرنامج هو المزج بين عجائب وغرائب هذا الكون وبين الإيمان بوجود الله وقدرته على تغيير الأشياء والتأمل في قدرته، وقد تناول الدكتور مصطفى العديد من المواضيع التي تجعل الإنسان يقف متحيرا أمام الغرائب والعجائب التي يتناولها.
توفي مصطفى محمود ٣١ أكتوبر ٢٠٠٩ بعد رحلة علاج استمرت عدة شهور عن عمر ناهز ٨٧ عام و قد شيعت الجنازة من مسجده بحي المهندسين و لم يحضر التشييع أي من المشاهير أو المسؤولين و لم تتحدث عنه وسائل الإعلام إلا قليلا مما أدى إلى إحباط أسرته و يذكر أن الإعلامي وائل الإبراشي قام بالتعقيب وقتها على التجاهل الرسمي للراحل، وقال الإبراشي إن مصطفى محمود كان يمثل خطرا على إسرائيل لأنه كان الوحيد الذي يرد على ادعاءاتها من خلال قراءته المتأنية في العقائد والتاريخ والعلوم، وهو ما تسبب في حرج شديد للمسؤولين في الدولة، مما قد يفسر تخليهم عنه في محنة مرضه وحتى لحظة وفاته.