رئيس التحرير

شيرين خلف عصام تكتب : لم يكن طريقي …

السبت 07-01-2023 22:42

بقلم : شيرين خلف عصام

فتاه تعيش باسره مستوره الحال لا هي فقيره ولا غنيه تعاني من رغبتها في استمرار تعليمها رغم ضيق رزق والدها ،  وامها ربه منزل و لها العديد من الاخوه و الاخوات حيث من فضل عدم دخول المدرسه و منهم من فضل السفر للعمل و منهم من خرجت لتعمل بالطبخ و كلهم يحسنون الدخل حتي يستطيعوا العيش و  الانفاق علي انفسهم الا فتاه وسطهم فضلت ان تدرس و تعمل بنفس ذات الوقت ما انهم ارادوا اخراجها من التعليم لعدم القدره علي الانفاق و تحمل مصاريف تعليمها ، الا ان الفتاه ظلت مصره تمام الاصرار ان تتعلم فكانت تخرج كل يوم تبحث عن عمل ايا كان المهم ان تعمل فقط ، تاره تعمل بصالون تجميل سيدات و مره تعمل طاهيه مثل اخت لها و تاره عامله نظافه في مستشفي حتي تتعرض لمواقف محزنه من قبل اهل المرضي و بينما هي تمسح الارض مرت سيده و كادت تقع ارضا بسبب ماء علي الارض فقامت بشد يد الفتاه و نهرها نهرا شديدا و توبيخها بل و دعتها بمساحه الارض الم تحترسي لما هذا الماء علي الارض ، فنظرت اليها الفتاه و هي تكتم دموعها  لتكن قويتا امام المرأه و عندما انصرفت الفتاه صعدت لاعلي درج و انهارت بكاءا بصوت مكتوم حتي لا يسمعها احدا و ظلت تبكي الي ان نادتها رئيسه عاملات النظافه ان تكمل عملها و نزلت و اكملت مسح الارض حتي استيقظت من النوم وذهبت لمدرستها و دفعت ثمن الكتب الدراسيه و استاذنت مدرسها بحضور الحصه فوافق المدرس و بينما هي تدرس مر ناظر المدرسة ووجدها جالسه و  قال لها : لما انتي هنا انتي طالبه منازل ، فاستوقفه المدرس و قال له انا اذنت لها و استاذنك ان تبقيها بالحصه ، فغادر الناظر و ترك الفتاه و ذهبت الفتاه بعد المدرسه لتكمل عملها بالمستشفي عامله نظافه حتي انتهت و غادرت بيتها لتذاكر الكتب الدراسيه و بينما هي تذاكر دخل  شاب بلطجي السمعه بيتها بدون استاذان و نادي علي والدها بانه يود منه طلب و جاء الاب ليستمع اليه بدون ان يبوخه علي دخوله البيت هكذا و استكمل الشاب لابيها : اود الزواج من ابنتك التي بالثانويه   حتي فزعت الفتاه من مقامها معبره عن استيائها فعل صغيره السن ، لديها احلام و طموحات كثيره ، و ظلت تستمع للحديث الي ان انتهي و انصرف الشاب عن البيت و كان الاب سعد لهذا الخبر لما سيزول عن عاتقه فتاه لتوفر عليه مصاريف و فاتحها الاب في الموضوع و رفضت الفتاه رفضا قاطعا ، حتي فاض الدمع من عينيها و هي تستمع لوالدها و قالت : لا يا ابي اود استكمال تعليمي انها اخر سنه لي بالمدرسه العليا  و انتهي الامر بخطوبتها بهذا الشاب البلطجي الذي يعمل سائقا لاحدي سيارات الاجره الكبيره و عندما انتهت السنه و قبل ظهور النتيجه اقبل الشاب من الزواج من الفتاه فتوسلت له بانتظار النتيجه ووافق الشاب و حتي حصلت الفتاه علي مجموع متوسط و بدون علم احد كانها تخرج للعمل فقامت بالتنسيق بكليه التجاره و قامت بشراء ملابس جديده و اخفائها عن اسرتها حتي لا يعلموا ماذا تفعل ،  فاخبرتهم الفتاه انها تود دخول الجامعه و رفض الجميع و خطيبها رفضا شديد الا انها اصرت و هددتهم بفسخ الخطبه ان رفض احد و استمرت في العمل عامله نظافه حتي تصرف علي جامعتها و كل هذا و خطيبها ينتظرها و  كانت الفتاه تذاكر و تعمل حتي حصلت علي تقدير امتياز باول سنه لها و  اصر خطيبها بالزواج و رفضت و قامت بفسخ الخطبه و تكرر تقديرها للسنه الثانيه ثم الثالثه الي ان اعجب بها معيد بالجامعه علي تفوقها المستمر و حسن خلقها و جمالها الي ان رأها احدا من زمائلها انها تغير ملابسها باحدي الاماكن فتتبعها ليعرف انها تعمل عامله نظافه باحدي المستشفيات و يقوم بتصويرها و في اليوم التالي تري ان زمائلها يضحكون عليها وهي تجهل السبب الي ان حدثتها احدي زميلاتها ودعتها بعامله النظافه فانهمرت بالبكاء لانكشاف سرها و تركت كتبها و غادرت الكليه الي ان رأها المعيد تجري فتبعها و اوقفها و اخذها ليتحدث معها ما سبب هذا البكاء لتحكي له ما مرت به ليعحب بها اكثر و اكثر و عرض عليها خطبتها فتعجبت و قالت : لم يكن طريقي، لم اختار حياتي و عائلتي ، ان ابي رجلا شريفا  ، انا لا استحقك انت تستحق من هي افضل مني فاستنكر كلامها و اخبرها انها كبرت بنظره كثيرا و برغبه الشديده في خطبتها ففرحت ووافقت و تمت خطبتهما  فعندما علم استاذ زميل له حذره من الارتباط بهذه الفتاه و انه يستحق  فتاه من عائله  حسبا و نسبا الي ان اخبره انها خير من الف فتاه تنتمي لحسب و نسب فالاشخاص بانفسهم لا بعائلاتهم و قام من مجلسه و تكرر تقدير الفتاه لاخر سنه حيث حصلت علي المركز الاول بكليه التجاره حتي عينت معيده بالجامعه الي ان تزوجت من المعيد الشاب و هو يفتخر بها و يراها اجمل فتاه رأها

و من هنا نري ان العلم يرفع بيوت لا عماد لها

وان الاراده و الصبر هم سبيل للتقدم و الرقي و ان الاشخاص بانفسهم لا بعملهم ولا عائلتهم ولا برتبهم و انما بمقدار النجاح الذي احرزوه بحياتهم

وان  علي قدر تعليمك تنال زوجا من مجالك بل و احسن

وان الاستقلاليه المطلقه تعبر عن ميول في اخد الدفعه الي الامام

وانك حر مالم تضر ، و لا تستسلم الخذلان او الظروف فمن اراد استطاع ،،،،،

التعليقات مغلقة.