رئيس التحرير

هيثم زينهم  رئيس التحريريكتب : (الهداف ) ..اسألوا الاعلام التجارى  والفساد والقوانين البالية والتعليم من يصنع البلطجى القاتل

الثلاثاء 31-01-2023 23:21

بقلم : هيثــم زينهــم .. رئيـس التحــريــر

حاكموا انفسكم  ونواب الشعب والتربية والتعليم وصناع السينما فجميعكم من صنع البلطجى القاتل .

فى مدارسنا حولو الشعر والأدب وروعة السكون الى مافيا كتب خارجية وعلاقة متردية بين الطاالب والمعلم فكان البلطجى القاتل

حاكموا من لم يضع مكانا للفقير بيننا ومن يستغل نفوذه حاكموا كل هؤلاء ستقضون على مليون بلطجى قاتل

داخل الملعب : أمام قضاييا قتل بنت لامها وابن لوالده وزميل لزميلته ومن يتهم غيره بدون دليل والكل لاينظر لما يحدث ويساعد فى صنع بلطجى جديد  هنا شعرت بالانكشاف, وأيقنت بأنّه مهما طال وقوفنا اليوميّ أمام المرآة الصباحية فلن نستطيع ان نخفي تشوّهنا, ولن تستطيع مساحيق الزينة تحسين القبيح !. لكنّنا ورغم تشوهنا نكابر, وندعي امتلاك مقاليد الأرض ومفاتيح الجنان, وأننا زبدة الأمم تحضّراً وتطوّراً ورقيّا, وأنّه من حقنا أن نعيب على الآخرين تشوّههم, بفضل أقنعتنا التي لو انكشفت للحظة توسّلنا الظلام ستّار العيوب .. مشوّهون نحن .. حين أخذنا من الدين ما يرضي غرائزنا وتركنا منه ما يرضي عقولنا !.. مشوّهون نعم حين تملّكنا الغرور وأطلنا الوقوف على الأطلال نتغنى بأمجاد العرب القدماء وما حفلت به مكتباتهم, دون أن نأخذ من تلكم المكاتب ما يبني مدرسة أو يشيد مصنعاً أو يرفع بنيان حضارة ..و المشوّه الحقيقي يا سادتي من توقف لسانه عن التعبير, وقلمه عن الكتابة, وعقله عن التفكير, وفكره عن الإبداع !

ومن صنع البلطجى القاتل سيصنع الف الفبلطجى  جديد وحتى لاننتج بلطجى جديد لابد لنا من اقتحام المكنون, حدث ولاحرج عن التعليم فى مصر وكيف وصلت العلاقة بين الطالب والمعلم وتدخل المال فيها من خلال الدروس الخصوصية التى صارت كخلايا سرطانية تنهش فى الاسرالمصرية  حدث ولا حرج عن المليارات التى تصرف على طباعة كتب مدرسية لا تثمن ولا تغنى من جوع وليس من وجودها طائلة ويقابلها مافيا الكتب الخارجية حدث ولا حرج عن السماح لطلبة الثانوية العامة بعدم الحضور للفصول الدراسية داخل المدرسة وجعل الطلبة فريسة لمافيا الدروس الخصوصية هنا اختفى دور المدرسة  برعاية وزارة التربية والتعليم وضع مليون خط تحت التربية والتعليم واين هى التربية والتعليم الأن هل تقوم الوزارة ومدارسها بتربية الطلبة وتعليمهم ؟! كل تلك العوامل تصنع كل يوم بلطجى جديد ..  ولكن بديهيا عندما تفوه بنطق جملة وزارة التربية والتعليم  هنا لابد ان تحدّثني عن الشعر والأدب وروعة السكون, عن الطيور والأشجار والأوتار والفنون, عن الرجل والمرأة والحبِّ والفتون, عن التعصرن والتمدّن والتعقّل والجنون .. هذا هو دور وزارة التربية والتعليم الذى تحول لصناعة بلطجى .

حدث ولا حرج عن صورة الإعلام سيما المرئي منه, وليس سخرية القول إننا نسجل تقدّماً وتفوّقا من خلال ما تعرضه شاشاتنا الصغيرة من برامج “التنكيت” المبتذلة والتي تخدش ما تبقّى من حياء عام في المجتمع وتسوّق لمفاهيم وإيحاءات جنسيّة رخيصة, كما تروّج بأسلوب الدعابة المصطنعة إلى آفات مسلكية يعاني منها شبابنا وشابّاتنا كآفة المخدرات من خلال تداول مصطلحات “الحشيش والمحشّش” وغيرها مما يوحي بتطبيع واقع الإدمان والتعاطي مع مدمني الحشيش أو تجّاره على أنّهم فاكهة المجتمع وصورته الجميلة المحبّبة . هذه الفوضى الإعلامية تجري على مرأى ومسمع المجتمع الأهلي المنقسم على نفسه إمّا إلى مؤيّد ومشجّع أو إلى ناقم ومعارض, والمشكلة أنَّ أجهزة الرقابة ومن يفترض بهم أن يكونوا العين الساهرة على تنقية المواد التلفزيونية وفلترتها يقفون موقف الصامت المحايد إن لم يكونوا هم أنفسهم معجبين ومأخوذين بتلك البضاعة البخسة . ولا عجب أمام هذا التسيّب الإعلامي الفاضح أن نجد أبناءنا وبناتنا يتداولون فيما بينهم في المدارس والجامعات آخر النكات التي تعلموها من برامج التثقيف, أو يتقمّصون صور بعض الشخصيات الهزلية المفرغة من أيِّ مضمون علميّ أو قيمة ثقافية أو أخلاقية .. وهنا اصبح اعلامنا ينتج بلطجى  بوميا والف بلطجى جديد .

حدث ولاحرج عن قائمة طويلة من المواد الغنائية الإباحية والمسلسلات و الافلام البعيدة عن الرسالية الإنسانية, والتي لا يصلح توصيفها إلا بكونها استعراضاً لآخر مبتكرات عيادات التجميل ومراكز التصنيع الحديثة .. والبلطجة واصبح ابطالها اساطير مثل الممثل محمد رمضان رمز البلطجة برعاية ابناء السبكى    وهنا نصنع الف بلطجى

حدث ولا حرج عن الانفلات الاخلاقى والعرى والاباحية والتى تدعوا لها الان فى مصر فتيات ونساء اليوتيوب  التى تعبث فى السوشيال ميديا دون رادع ودعوة الشباب للفجر ولغة حوار قذرة لا يرضى بها دين ولا عقل ولاقانون  ولاثقافة مجتمع وهن  من يجنين الاموال مقابل دعواتهم للفجور المرئى الاخلاقى  وهنا نصنع الف بلطجى .

هكذا نتجرّع سموم الإعلام التجاريّ على مدار السنة إلى أن نكون في ليلتها الأخيرة على موعد مع الشعوذة والإستخفاف بالعقول, على موعد مع التنبّؤ والمتنبئين من أصحاب الصور والإلهام الحصري, الذين يطلّون علينا كملائكة منزلين يحملون أسرار الكون, ويستشرفون المستقبل, ويحدّدون الأحداث بالتوقيت الدقيق. ويصل الأمر ببعض منهم إلى استخلاص الحالة الصحية التي سيكون عليها بعض المشاهير من الزعماء والملوك ,ويوقتون حياتهم ومماتهم, كما ينبري البعض إلى قراءة الأفلاك والنجوم ويحدّثك بلسان الواثق المطمئن عن انعكاسات الكواكب والأبراج على الحياة والمستقبل والأحوال الزوجية والعائلية و الظروف المالية , وهؤلاء الكسبة مندفعون بدجلهم إمّا لاستخفافهم بوعي النّاس, أو ثقة باستسلامهم وتعبهم وتعلّقهم حتّى بالخرافة خشبة خلاص مما يعانون منه من فقر واهتزاز اقتصاديّ وأمنيّ واجتماعي .

بهذا يكتمل المشهد الإعلامي ظلامية وهشاشة, وتساهم التكنولوجيا الحديثة بتأثيراتها الكبيرة في تجهيل الناس وانحلالهم وتحويلهم إلى جمهور لا يملك إلا الضحك على البذاءة أو التعلّق بالوهم,  وصناعة الف راجح بعد ان غابت ادوار التربية والتعليم المتمثلة فى سياستها ومدارسها ومعلميها وغباب دور … دور العبادة ودور الفن والاعلام والاسرة ودور نواب الشعب الذين خذلوا الشعب اذا لم يبقى الا ان تحاكموا من افسدوا ويفسدوا  وحاكموا من لايضع مكانا للفقير بيننا ومن يستغل نفوذه وسلطانة ولا بد ان تقرروا اعدام الفساد والقوانين البالية واى بلطجى  حتى لايظهر لنا مليون بلطجى جديد .

على الخط : أنّ انتماء المواطن لدولته وإيمانه بوطنه رهن بمستوى موقعيته في هذه الدولة ومحله في الوطن , فالأنظمة التي تضع في أولى حساباتها مصلحة مواطنيها وتسعى لتوفير الحياة اللائقة والكريمة لهم وتسوسهم بالعدل والإحسان, هي أنظمة تُكتب لها الحياة وتدخل بقوة في سباق الحضارات وتضمن لذاتها الموقع المتقدّم والمميز بين الأمم الراقية المتقدمة, وهي بهذه السياسة المتبصّرة تحصد ولاء الشعب الذي لا بدّ وأن يبادلها الإحسان بالبذل والوفاء ويحميها بغاليّ الدماء .

خارج الملعب : بسم الله الرحمن الرحيم .. فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ (99) سورة يوسف

مصر لن تسقط فلا تستسيغوا ولا تصدقوا احدا يقول مصر ستسقط تحيا مصر

Jour_haz@yahoo.com

التعليقات مغلقة.