الدكتورة تمارا حداد تكتب : اعتداء على الأماكن الدينية جريمة حرب ممنهجة.
الأربعاء 05-04-2023 19:58
بقلم الدكتور : تمارا حداد.
بعد احتلال المدينة المقدسة من قبل الاحتلال سعت حكومات الاحتلال وبشكل متواصل لاحكام السيطرة على مدينة القدس، فمنذ اليوم الأول من احتلالها باشر الاحتلال بإجراءات قاسية من خلال إصدار القوانين الاحتلالية التي ترسخ عملية المشروع الصهيوني وقيامه بإجراءات على الأرض لتغيير وجه المدينة العربي.
اقامت دولة الاحتلال خلال عشرات السنين إجراءات بعزل المدينة المقدسة من خلال بناء الأحياء الاستيطانية على الأراضي الفلسطينية وذلك بهدف عزلها عن محيطها العربية وصبغها بالطابع اليهودي.
ومازالت حتى اللحظة تقوم بعمل الحفريات لإثبات مصطنعها في المدينة المحتلة ولم تثبت حتى اللحظة بقيد أنملة بأن المدينة لها.
أقامت مدينة داوود تحت الأرض وأقامت الشوارع الالتفافية الضخمة وسكك الحديد والإنشاءات العمرانية الحديثة وتعزيز القوانين العنصرية بحق المقدسيين لتهجيرهم وتحقيق هدف الاحتلال وهو ضم المنطقة المقدسية إداريا واقتصاديا وسياسيا والمباشرة لترسيخ السيادة الإسرائيلية وإلغاء اي هوية أخرى تقاسمهم المنطقة المقدسة.
يستخدمون الحجج الدينية لتحويل الحرب الوجودية إلى حرب دينية من خلال الاستمرار في الاقتحامات بإعداد ضخمة حتى الوصول إلى هدفهم وهو هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل.
ان الاعتداء على المسجد الأقصى وبوتيرة متسارعة وجريئة لم يسبق لها مثيل من خلال تعدد الإجراءات القمعية مثل منع المصلين بدخول المسجد الأقصى والسعي لتنفيذ التقسيم الزماني وقد تحقق فعلا امام الدخول اليومي لقطعان المستوطنين بشكل يومي لم يبق إلى التقسيم المكاني الذي بات شرعنته قريبا بعد صعود اليمين الأكثر تطرفا وأصبح صانع القرار في الحكم العنصري .
وتشكل اقتحامات المسجد الأقصى خطرا محدقا على مستقبل المكان المقدس وذلك لما تنبئ عنه هذه الاقتحامات ومواقفها مع تصريحات بن غفير وأعضاء الحكومة الائتلافية التي تنم عن اطماع المؤسسة الاحتلالية وخاصة في البلدة القديمة والمسجد الأقصى. حيث ان قادة الاحتلال يوظفون البعد الديني لتحقيق مرادهم وإجراء تغيرا شاملا على الوضع القائم في المسجد الأقصى.
ما يحدث من اعتداءات يبعث الريبة والشك ان دولة إسرائيل تمارس الخداع لأجل تثبيت المستوطنين وإيجاد لهم مكانا دائما داخل ساحات المسجد الأقصى لممارسة طقوسهم الدينية ليلا نهارا وبناء المعبد الحلم.
ان تنفيذ هذه الاحلام منوط بالحالة العربية من جهة وبقدرة الفلسطينيين وبالذات المقدسيين من الدفاع عن حقهم وعن مقدساتهم امام خروج التصريحات العبثية التي لم تعوق الاحتلال من دخول المسجد الأقصى واستباحته وامام غياب الاستراتيجية الوطنية تسهم في الدفاع عن المسجد الأقصى.
وهو ما يحتم إلى الهروب الى الامام من واقع العجز وتبني خيارا يقاوم المحتل واجراءاته في المدينة المحتلة.