رئيس التحرير

“جدو عبده زارع أرضه” و”جدو عبده راح مكتبته” الفنان عبد المنعم مدبولي.. بابا عبده  

الأحد 16-04-2023 13:22

 

كتب/ احمد حجازى

شارك الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي في العديد من الأعمال الدرامية الرمضانية، جسد فيها العديد من الشخصيات، ولعلنا نذكره في شخصية عم يوسف في “العائلة” وكذلك في فوازير “جدو عبده زارع أرضه” وفوازير “جدو عبده راح مكتبته” بالإضافة إلى شخصية بابا عبده في مسلسل “أبنائي الأعزاء شكرا”، والتي تعد واحدة من أجمل وأشهر الشخصيات التي تم تجسيدها في تاريخ الدراما المصرية وقام الرئيس السادات بمنحه عنها شهادة تقدير، وقال وقتها إنه كان يقوم بتأجيل ارتباطاته المختلفة من أجل متابعة حلقات المسلسل، ويعد لقب بابا عبده هو أشهر ألقاب الفنان الكبير عبد المنعم مدبولي، ولازمه هذا اللقب منذ ظهر به في ذلك المسلسل الذي أخرجه محمد فاضل وعرض في سنة 1979.

ومدبولي نجم كبير من نجوم الإذاعة والمسرح والسينما والتليفزيون في مصر، وهو مؤلف ومخرج وممثل، بالإضافة إلى أنه مؤسس ومدير لفرق مسرحية عديدة وصاحب مدرسة شهيرة في التمثيل حملت اسمه هي مدرسة “المدبوليزم” كما أنه في الأساس فنان تشكيلي، وأطلق عليه لقب شارلي شابلن العرب، وهو نجم الكوميديا والتراجيديا الأول في العالم العربي، وأول فنان عربي تكتب عنه دائرة المعارف النمساوية، وقد وصفه الكاتب الساخر محمود السعدني بأنه “جالوص الضحك وأعظم مضحك ومعلم كل المضحكين”.

وقد ولد في يوم 28 ديسمبر سنة 1921 بحي باب الشعرية، وبعد حصوله على الشهادة الإبتدائية التحق بمدرسة الصناعات الزخرفية الثانوية، ثم التحق بعدها بالمعهد العالي للفنون التطبيقية الذي تخرج فيه وأصبح مدرسا غير متفرغ به، وهذا المعهد تغير اسمه بعد ذلك إلى كلية الفنون التطبيقية، وظل مدبولى يعمل بالكلية مدرسا غير متفرغ حتى سنة 1981، ومما يذكر أنه كان عاشقا لفن الرسم والتشكيل، وقبل وفاته بعدة سنوات أقام معرضا للوحاته حضره وقتها عدد من الوزراء، وأشاد الجميع بموهبته في الرسم في ذلك الوقت.

والتحق بالمعهد العالي للتمثيل بعد أن رفضوه في البداية بسبب قصر قامته، لكنهم قبلوا انتسابه للمعهد كمستمع، وتخرج فيه سنة 1949، وبدأ نشاطه الفني من خلال الاشتراك في برنامج بابا شارو بالإذاعة، ثم في برنامج “ساعة لقلبك” بعد ذلك، وبرنامج “ساعة لقلبك” هو الذي فجر موهبته الكوميدية، حيث شارك فيه مؤلفا ومخرجا وممثلا ، والطريف أنه كان يؤدي دور الرغاية قبل أن يقوم به الفنان أحمد الحداد، وقد اشترك عبد المنعم مدبولي مع الكاتب يوسف عوف في تقديم الشخصية التي اشتهرت بكلمة “هيجننونى” التي تحولت لمسلسل إذاعي ثم فيلم سينمائي فيما بعد.

وكتب مدبولي العديد من الأعمال الإذاعية الشهيرة منها “جحا وظريفة” و”تنابلة السلطان” و”الحمارة اللطيفة”، وعمل بفرقة جورج أبيض المسرحية وفرقة فاطمة رشدي وفرقة المسرح الحديث التي أسسها زكى طليمات، وكون فرقة المسرح الحر، واشترك مع السيد بدير في تقديم بعض الأعمال لمسرح التليفزيون كمؤلف ومخرج وممثل، كما ترأس فرقة المسرح الكوميدي التابعة للدولة، وشارك في تأسيس فرقة الفنانين المتحدين مع فؤاد المهندس وسمير خفاجي في سنة 1966.

وأسس فرقة المدبوليزم في سنة 1975، وأخرج لفرقة إسماعيل ياسين مسرحيتين هما “3 فرخات وديك” و”أنا وأخويا وأخويا”، وهو الذي أخرج المسرحية الشهيرة “هاللو شلبي”، واكتشف وقدم من خلالها العديد من النجوم، والجدير بالذكر أنه كان يجسد شخصية الناظر في مسرحية “مدرسة المشاغبين” قبل الفنان حسن مصطفى، وتعد مسرحية “ريا وسكينة” التي قدمها مع الفنانة شادية وسهير البابلي وأحمد بدير من أجمل وأفضل أعماله المسرحية، وقد أطلق عليه لقب صانع النجوم حيث صنع وأظهر بالفعل نجومية العديد من نجوم المسرح والفن في مصر مثل شويكار وعادل إمام وسعيد صالح وأحمد زكي ويونس شلبي وغيرهم.

وقدم مدبولي كذلك العديد من الأعمال السينمائية التي أظهرت موهبته الكوميدية مثل “مطاردة غرامية” و”ربع دستة أشرار” و”الحفيد”، ورغم ذلك نجده قد أبدع وأقنع في تجسيد شخصية الرجل الشرير في فيلم “حب في الزنزانة”، كما أبدع في التراجيديا من خلال فيلمي “احنا بتوع الأتوبيس” و”مولد يا دنيا”، واشتهر بالغناء في أعماله الفنية المختلفة، وقدم عددا من الأغانى الخاصة بالأطفال من أشهرها “الشاطر عمرو” و”توت توت” و”الشمس البرتقالي”، كما غنى أغنية “طيب يا صبر طيب” التي مازالت تبكي الملايين كلما تم عرضها، وقد حصل على جائزة الدولة التقديرية عن مجمل أعماله الفنية، وعلى وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في سنة 1983، وكانت وفاته في يوم 9 يوليو سنة 2006 عن عمر يناهز 85 عاما.

التعليقات مغلقة.