هيثم زينهم رئيس التحرير يكتب : ( الهداف ) لا تقرأ هذا المقال فيه سم قاتل …أحلام ممنوعة
الإثنين 21-08-2023 21:03
بقلم : هيثم زينهم رئيس التحرير
داخل الملعب : أحلم بوطن … أحلم بوطنى أن يكون وطن .. أحلم فى هذا الوطن أن لا نجتمع على الخوف والحزن والفقر،والأ يكون قدرنااللقاء الدائم في الشارع مطالبين بأبسط الحقوق التي تحفظ لنا العيش بكرامة، أحلم بوطنى بأن يكون وطن ..أحلم بأن يتوقف النفاق السياسي الاستعراضي الذي يتقن فنّ المناورة ويستغل الملفات المعيشية كأداة للتجاذب وتسجيل النقاط وأن تختفى خطابات المسؤولين المشفقين على الفقراء التى لا تسمن أو تغني من جوع ولا اسمع مبرر عدم إقرار الحقوق بحجة الدين والافلاس وخزينة الدولة وغيرها من الأعذار .. أحلم بألا نكون ضحية لسياسات الهدر والسرقات وتضخيم الثروات الشخصية، وخيالية الرواتب والمخصصات لأهل الحكم … أحلم .. أن لاتهان الكرامات على أرصفة الشوارع لتنال الحقوق، فهل المطلوب أن يُذل المُطالب بلقمة عيشه ويبكي ويستجدي أولئك الذين أوصلهم بصوته إلى موقع الحكم ومخملية الكرسي …أحلم .. بأن شباب مصر لايقف طوابير على أبواب السفارات التي تجرّعه الذل، طمعاً بتأشيرة هروب من بلد لم يعد فيه من مقومات العيش ما يستحق البقاء ..أحلم … ان اجد حكومة فى وطنى تحس بنا وتستشعرألامنا , وينسون عالمهم الذى ليس عالمنا، لأنّهم لم يطون على الجوع كما نطوي، ولم يذلوا على أبواب المستشفيات كما نُذلّ، لأنّ جلودهم الطريّة لا تلوّحها الشّمس كما تكوي جباهنا و أكفّهم النّاعمة لا تعرف شقوق التّعب كما تعرفها أكفّنا, لانهم لم يتألمون لسع البرد في الشّتاء، أو حمّارة القيظ في الصيف، …أحلم فى بيوتنا أن لا يمارس القمع .. أحلم ألاأرى ربَّ العمل يفتئت العمال حقوقهم دون رحمة, ولا أرى المعلّم يحمل العصا في مدرسته ويجبر طلّابه على تجرّع أفكاره دون نقاش, ولاأرى رجل الدين يسوق النّاس إلى الجنّة حفاة جوعى و لا أجد من يتقاتلون على الله وباسمه. أحلم.. أن تصمت فى وطنى أصوات النّشاز, ويخرس أهل الرّشى قتلة أحلام الشباب, مجمّلو الوجوه القبيحة, المتنكّرون لإرادة الغضب والتّعب والرغبة بالخلاص, مطّهرو الأيدي الملطّخة بالدّم, المنتصرون للجلّاد, وأن يستحي الإعلام المزوّر ويكفّ عن التملّق والنفاق!.. أحلم .. أن أن يتضخّم الوعي فيك, وتتعمّق الصلات بالله الأحد, ويلتقي فيك أبناء التراب على الإنسانية, ويتورّع المسلم عن ذبح أخيه, وتكفيره, والكيد له, وتلتقي المساجد والكنائس على المحبّة. فى القلوب قبل اللسان احلم فى وطنى أن أن أرى فيه حكومة للنّاس ويجد خريجو الجامعات موطئ قدم لهم في بلدهم, ويشعر الفقير أنّه من بني البشر ويحقّ له أن يتعلّم ويتشافى. أن يتحسّس نوّاب الأمّة جوع الشّعب, عتمة الشّعب, فراغ جيوب الشّعب, سخط الشّعب, وجع الشّعب. وأن يجد اليتيم مقعداً له على مائدة المتخمين بالمال والسلطة .. وان يجد لأصحاب الاحتياجات الخاصة والمرضى المنسيين آذاناً صاغية, وعيوناً راحمة, ونفوساً مشفقة … أحلم أن نفكر ببناء دولة الإنسان, فقد حاول كل منا أن يبني دولة على قياسه, دولة بحجم مكاسبه ومصالحه وبحدود امتداده الجغرافي والطائفي, ولا ضير لديه إن قامت صروحه على حساب غيره, ولا همَّ عنده إن تقدمت مصالحه على حساب الآخرين وحقوقهم . أحلم … أن يتطور الوعي الإجتماعي ويتحسّس الفرد مسؤولياته في إنتاج الحاكمية العادلة ، ويدرك خطورة دوره كمستولد وشريك ومسؤول عن صلاح السلطة وفسادها ، ويوقن أنَّ مردود حركتها سيصيبه مباشرة بوجهيه السلبي والإيجابي ، وسيترك آثاره على حاضره ومستقبله ومستقبل أولاده وأحفاده .
ولنا فى الحديث بقيه ان كان فى العمر بقيه وأحلام ممنوعة