السعودية تتبنى وعى وطنى حديث من خلال كرة القدم
السبت 23-09-2023 22:42
كتب محمد الهادى
نشر عبر حسابه بمنصة X،نادى النصر السعودي فيديو بمناسبة اليوم الوطني السعودي الـ93، وخلال 24 ساعة حصل على أكثر 35 مليون مشاهدة حتى كتابة هذا التقرير.
رقم كبير، رغم أن هنالك العديد من الفيديوهات الجذابة التي أنجزت بمناسبة اليوم الوطني، ونشرتها جهات سعودية وأندية مختلفة، فإن كلمة السرِ لدى “النصر” هي النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي ظهر مرتدياً الثوب السعودي والبشت، حاملاً السيف، محتفلاً مع زملائه بمناسبة أثيرة على قلوب السعوديين جميعاً.
ارتدى كريستيانو الثوب وكأنه شخص اعتاد على لبسهِ، دون أن يظهر بشكلٍ هزليٍ كما في تلك الصور النمطية السلبية التي تروجُ عن أبناء الخليج العربي في أفلام هوليوود أو الملصقات الدعائية، وكأنهم مجرد بدوٍ أثرياء لا علم لديهم ولا حضارة.
كان كريستيانو رونالدو وإلى جواره ساديو ماني، وبقية نجوم نادي “النصر” السعودي، يتمايلونَ على أنغام العرضة السعودية الأصيلة، وهو بذلك يوجه رسالة عن مدى انسجامه مع ناديه أولاً، والدولة التي جاء إليها محترماً ثقافتها وتراثها، ومتفاعلاً مع مناسباتها الوطنية، معبراً عن محبته لها في أكثر من مرة. خلال الكلاسيكو الذي جمع “النصر” و”الأهلي” في “دوري روشن” وفاز فيه “العالمي” بـ 4 أهداف مقابل 3، سجل “الدون” هدفين، وظهر وهو يرقص “العرضة” أمام الجمهور الذي حياه كثيراً.
هذا المثالُ أعلاه يقود إلى فهم مغزى الاستثمار السعودي في الرياضة، وهو عمل مخطط له بوعي، وليس مجرد إنفاقٍ دون أهداف محددة، بل هو جزء من استراتيجية “رؤية المملكة 2030” التي تريد رفع مستوى جودة الحياة من جهة، وجعل الرياضة أحد روافد الاقتصاد الوطني.
تحدث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، فى أكثر من مناسبه عن نية المملكة الاستمرار في الاستثمار الرياضي، وعن نمو مساهمة الرياضة بالناتج المحلي لتصل إلى 1.5% بعدما كانت 0.04%.
الرياضة بقدرِ ما هي ضرورية كأحد روافد الدخل المالي، ودافعة للنمو الاقتصادي، هي أداة للتغيير المفاهيمي والاجتماعي والسلوكي. فمن خلال جذب نجوم عالميين من ثقافات ودول وأديان مختلفة، يتم دمج كل هذا التنوع في النسيج الوطني، لترسيخ ثقافة التعددية واحترام الآخر، وجعل المختلف على قدمِ الاحترام مع الذات، دون إحساسٍ بتفضيلٍ لبشرٍ على سواه.