رئيس التحرير

الزمن الجميل … الفنانة معالى زايد طعمة السينما المصرية والدها كان ضابط بالجيش وامها الفنانة امال زايد و تحولها من الفنون الجميلة الى التمثيل

السبت 28-10-2023 23:59

هوليود الشرق مصر والسينما المصرية فيها برع عدد من النجوم فى  السينما المصرية،  في العديد من الأعمال الفنية واستطاعوا  حفر اسمائهم في تاريخ السينما، ورغم وفاتهم إلاأن أدوارهم مازالت محفورة في أذهان جمهورهم إلى الآن ومنهم الفنانة  معالى زايد .

حياتها

ولدت معالي زايد في حي السيدة زينب، من مواليد 5 نوفمبر 1953، الأب عبد الله المنباوي ضابط جيش يتسم بالقوة والشدة، والأم آمال زايد ممثلة قديرة أجبرها الزوج على الاعتزال، هي الفتاة الأصغر بين أربعة أبناء: ماجدة وجيجي ومحمد ومعالي، وخالتها الممثلة جمالات زايد.

درست الفنون الجميلة، ثم التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ومثلما أحبت التمثيل كانت فنانة تشكيلية لها أكثر من معرض فني، من بينهم “الوجه الآخر”.

أثقلت معالي زايد موهبتها الفنية بالدراسة، إذ التحقت بالمعهد العالي للسينما، واحترفت الوقوف أمام الكاميرا من خلال مسلسل “الليلة الموعودة” إنتاج تلفزيون دبي، بعد ذلك توالت أعمالها في السينما والتلفزيون، والتي تنوع محتواها بين الكوميدي والتراجيدي.

مفارقة غريبة

حكمت المفارقة والسخرية حياة معالي زايد من اللحظة الأولى، عندما علم والدها بولادتها، طلب من أحد العساكر أن يذهب لتسجيلها وإصدار شهادة الميلاد، باسم “معالي”، وعندما سأل الموظف العسكري عن الاسم، قال له “معالي الصاغ عبد الله المنباوي يافندم”، فهو العسكري الذي لن يقدر على نطق اسم الضابط دون لقبه، وهكذا صار اسمها “معالي الصاغ”.

في حين اختارت أن يكون اسمها الفني معالي زايد تيمنا بعائلة والدتها التي عمل أغلب أفرادها في مجال الفني، بداية من الأم الممثلة آمال زايد، والخالة جمالات زايد، وخالها السيناريست محسن زايد، والمنتج الفني مطيع زايد.

تركت آمال زايد- والدة معالي- عامة مميزة في تاريخ السينما المصرية بأدائها المميز لدور “أمينة” في ثلاثية نجيب محفوظ، وعلى الرغم من حبها الشديد للتمثيل، ابتعدت عنه لفترة طويلة بسبب غيرة زوجها.

ورفضت آمال زايد بشكل قاطع أن يعمل أي من أبنائها في المجال الفني والتمثيل، “كانت خايفة علينا، بسبب التوتر والقلق الدايم”، فحياة الممثل تشهد تغيرات وتطورات مستمرة، وقد يفقد الشعور بالاستقرار والراحة، ولذلك كان صعبا عليها أن تجد أبناءها يكررون نفس تجربتها.

عام حزين في عام واحد فقط، فقدت معالي زايد أختها الكبرى ماجدة، التي كانت الأقرب إلى قلبها والأحن عليها، وبعد مرور 40 يوما فقط ماتت والدتها آمال زايد في 23 سبتمبر 1972، ومع محاولاتها للتكيف مع الفقدان، رحل والدها بعد 9 أشهر، فتعيش معالي زايد وحيدة، الأخ الاكبر يعمل طبيب في لندن، والأخت المتبقية تعيش مع زوجها في الإسكندرية.

وتبقى ذكريات الألم والفقدان ترافقها لبقية العمر، وترحل وحيدة دون أن تحقق حلمها في تكوين أسرة وأطفال ذكرياتها مع هذه الآلام كانت تحل ضيفا يوميا ثقيلا على قلبها، تتتذكر كم اشتاقت لكل منهم وكم تمنت أن يظلوا برفقتها، وبكيت عليهم حتى جفت الدموع، وصار من بعد رحيلهم أيا ما يحدث هو عابر ولا قيمة له.

بالصدفة، دخلت معالي زايد لمجال التمثيل، فبعد رحيل والدتها ووالدها حرصت على أن تنهي دراستها بكلية الفنون الجميلة بتفوق، ومع التخرج اكتشفت “لقيت لو اشتغلت أنه معاش بابا هيقف، ومهما اشتغلت مش هيكون مرتبي كمل، فقولت أكمل دراسة”، ولذلك قررت أن تلتحق بمعهد الفنون المسرحية.

وبعد أن عرف أساتذة المعهد أنها نجلة الفنانة الراحلة آمال زايد، فُتحت لها أبوابا لم تكن تعلم عنها شيئا، فرأها المخرج نور الدمرداش، وعرض عليها دور في مسلسل “الليلة الموعودة” من إنتاج تلفزيون دبي عام 1976.

واعتقد نور الدمرداش معرفتها السابقة بطريقة التصوير والوقوف امام الكاميرا. وفي أحد المرات ذهبت غاضبة إلى الفنانة كريمة مختار بعد أن نهرها نور الدمرداش، وقالت لها “لأ أنا مكنش أعرف كده.. أنا مش عاوزة التمثيل أوب تهزيء ده”، ولكن بعد صدور المسلسل وحصولها على أجر 75 جنيها في الحلقة الواحدة، ورؤيتها للنتيجة النهائية التي لم تكن تستوعب كيفية حدوثها، أعادت التفكير مرة ثانية.

طرد ها من حمام السيدات

في أثناء تصوير فيلم “السادة الرجال” عام 1987، بالاشتراك مع محمود عبد العزيز وإخراج رأفت الميهي، كانت تجسد معالي زايد شخصية الزوجة التي تقرر أن تتحول إلى رجل، وخلاله قامت بحلق شعرها مثل الرجال وترتدي مثلهم وتتحرك بنفس طريقتهم، واحتاجت أن تدخل الحمام.

“دخلت حمام السيدات عادي، لقيت الستات بتصوت، وندهوا الأمن، وأنا أقولهم أني ست زيهم.. لكن أبدا” بسبب تقمصها للدور لم يصدقها السيدات وأجبروها على الخروج من الحمام، ولم ينجدها سوى العاملين في الفيلم وبينوا حقيقة الأمر.

أعمال معالي زايد

قدمت معالي زايد عبر مسيرتها الفنية 33 فيلما أبرزها “وضاع العمر يا ولدي، الأرملة والشيطان، سيداتي آنساتي، كتيبة الإعدام، البيضة والحجر، الصرخة، السادة الرجال، قضية عم أحمد”.

كما تألقت على شاشة التلفزيون، وشاركت في بطولة ما يقرب من 20 مسلسلا منها “دموع في عيون وقحة، حضرة المتهم أبي، موجة حارة، أبن الأرندلي، الوتر المشدود”.

وحصدت خلال مشوارها الفني الحافل بالعطاء عددا كبيرا من الجوائز مثل جائزة أحسن ممثلة من مهرجان جمعية الفيلم عام 1987عن دورها في فيلم “السادة الرجال”.

من خلال أعمالها السينمائية والتلفزيوينة، كونت معالي زايد ثنائيات ناجحة مع محمود عبد العزيز ونور الشريف وأحمد زكي وفاروي الفيشاوي ، الذي وصفها في أحد اللقاءات التلفزيونية بـ “الممثلة المستفزة”، التي تجبر الممثل أمامها “يشتغل بجد وإخلاص وحب”، واعتبرها من الممثلات العظام في جيلها.

زواجها

تزوجت معالي زايد مرتين، كانت الأولى من مهندس، وحدث الانفصال بعد مرور 3 سنوات، أما الزيجة الثانية فكانت من طبيب شهير، بعد أن نشأت بينهما قصة حب أثناء قيامه بعملية جراحية لها.

وقيل أن زواجها الثاني فشل بسبب مشهد ساخن جمعها بالفنان ممدوح وافي في فيلم بعنوان “أبو الذهب” وتردد أن زوجها الطبيب ذهب لزيارتها في الاستديو، وبالصدفة شاهدها أثناء تصوير مشهد ساخن مع ممدوح وافي، ولكن هذا ينافي ما قالته زايد في تصريحاتها المختلفة.

وفاتها

في يوم 10 نوفمبر 2014، وصلت معاناتها مع مرض سرطان الرئة إلى ذروتها ورحلت.

التعليقات مغلقة.