في مثل هذا اليوم الرابع من رمضان عقدت أول سرية لحمزة بن عبد المطلب إلى سيف البحر التي هزت كيان قريش وبثت الرعب في نفوس رجالها
الخميس 14-03-2024 14:00
في مثل هذا اليوم الرابع من شهر رمضان المبارك عقدت أول سرية لحمزة بن عبد المطلب إلى سيف البحر، وكانت أول سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيها عقد أول لواء للمسلمين.
ويضيف لقد كانت عادة قريش أن تذهب بتجارتها إلى الشام لتبيع وتشتري، ويسمَّى الركب السائر بهذه التجارة عيرًا، وكان يسير معها لحراستها كثير من أشراف قريش وسراتهم، وكانت طريقهم إلى الشام تمر على دار الهجرة، فرأى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقطع عليهم طريقهم، ويصادر تجارتهم، ليكون ذلك عقابا لهم على إخراجهم لهم من ديارهم، وما أخذوه من أموالهم، وإضعافا لقوتهم، وتنفيذاً لأمر الله عز وجل ودعوته لجهاد المشركين، فقد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هناك قافلة قرشية محملة بالأموال والبضائع في طريق عودتها إلى مكة من الشام، يقودها أبو جهل بن هشام، ويحرسها حوالي ثلاثمئة راكب من فرسان قريش، فجهز لها رسول الله صلى الله عليه وسلم دورية قتال اعتراضية قوتها ثلاثون مجاهداً من المهاجرين ليس فيهم من الأنصار أحد، وعلى رأسهم أسد الله وأسد رسوله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه.
وفي 4 شهر رمضان من السنة الأولى هجرية ارتفع أول لواء في سبيل الله تبارك وتعالى، وكان لونه أبيض، وحامله أبو مرثد كناز بن الحصين الغنوي رضي الله عنه حليف حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه.
وقبل أن يشتبك الطرفان في مواجهة دامية، تدخل رجل من كبار رجالات جهينة في وساطة سلام بينهم، فقام بجولات من المفاوضات المباشرة مع كل طرف على حدة حتى تمكَّن أخيرًا من النجاح في مساعيه السلمية، فحجز بينهم مخشى بن عمرو الجهني، وكان مخشي ورهطه حلفاء للفريقين جميعًا، فلم يعصوه فرجع الفريقان كلاهما إلى بلادهم، فلم يكن بينهم قتال.
كانت نتائج هذه السرية على معسكر الكفر سيئة للغاية، حيث هزت كيان قريش وبثت الرعب في نفوس رجالها، وفتحت أعينهم على الخطر المحدق بهم والذي أصبح يهدد طريق تجارتهم، وبالتالي اقتصادهم. أما المسلمون فقد كانت نتائجها عليهم إيجابية، حيث تصاعدت الروح الحماسية بينهم، وأعطتهم بعدًا عميقًا من الثقة بالنفس والجرأة على عدوهم، ذلك الذي استطاعوا ولأول مرة الوقوف في وجهه بقوة أبهرت قريش وأدهشتهم.