فى مثل هذا اليوم السابع من رمضان افتتاح الازهرالشريف و أقيمت الصلاة لأول مرة فيه بالقاهرة، بعد أن استغرق بناؤه عامين
الأحد 17-03-2024 14:00
في مثل هذا اليوم السابع من شهر رمضان رمضان المبارك سنة 361 هـجرية، أُقيمت الصلاة لأول مرة في الجامع الأزهر بالقاهرة، بعد أن استغرق بناؤه عامين.
بني الأزهر الشريف بعد تأسيس القاهرة عاصمة الدولة الفاطمية، وكان غرض تأسيسه هو أن يكون مسجداً رسمياً للدولة واستحوذ الأزهر على سطوة كُبرى في العصر الفاطمي، فقد جاء الفاطميون إلى مصر ومعهم طموح الدولة الكبرى أسسوا القاهرة وفي قلبها الأزهر.
ومع أسرة محمد علي صدر أول قانون نظامي للأزهر سنة 1872 محدداً فيه كيفية الحصول على الشهادة العالمية وفي 1930 صدر القانون رقم 49 الذي نظم الدراسة في الأزهر ومعاهده وكلياته. في السابع من رمضان من العام 362 هجرية أصبحت القاهرة هي عاصمة مصر وأكبر وأهم مدنها على الإطلاق.
يعود تاريخ المدينة إلى نشأة مدينة أون الفرعونية أو هليوبوليس عين شمس حالياً، والتي تعد أقدم عواصم العالم القديم، أما القاهرة بطرازها الحالي فيعود تاريخ إنشائها إلى الفتح الإسلامي لمصر على يد عمرو بن العاص عام 641 وإنشائه مدينة الفسطاط، ثم إنشاء العباسيين لمدينة العسكر، وتلاها بناء أحمد بن طولون لمدينة القطائع، ومع دخول الفاطميين مصر بدأ القائد جوهر الصقلي في بناء العاصمة الجديدة للدولة الفاطمية بأمر من الخليفة الفاطمي المعز لدين الله وذلك عام 969 ميلادية، وأطلق عليها الخليفة اسم القاهرة.
يبدأ تاريخها حين بعث الخليفة الفاطمي المعز لدين الله بقائد جيوشه جوهر الصقلي إلى مصر ليستولي على السلطة وينفصل بها عن الدولة العباسية.
وصل جوهر في 17 شعبان 358 هـجرية 968 ميلادية، فاتجه في نفس الليلة إلى الصحراء القريبة من تلال المقطم، واختار مكان العاصمة الجديدة ونصب خيامه، وأطلق جوهر على العاصمة الجديدة اسم المنصورية نسبة إلى الخليفة المنصور الفاطمي والد الخليفة المعز، تكريما لذكراه وظلت تعرف بهذا الاسم حتى وصول الخليفة الذي غير اسمها إلى القاهرة المعزية.
في السابع من رمضان في العام 1299 هجرية تم عزل الخديوي توفيق من حكم مصر.
فقد اجتمع المصلحون من النخبة الثائرة حول أحمد عرابي باشا، وكان للأزهر مكانة كبيرة في نفوس الناس، ولشيخه كذلك، فرفع الثوار لشيخ الأزهر محمد المهدي العباسي شكواهم من سياسات الخديوي توفيق لينظر فيها.
استفتاه المشاركون في اجتماع الجمعية العمومية المنعقد بتاريخ 23 يوليو 1882 ميلادية بمقرّ دار وزارة الداخلية، وبدعوة من أحمد عرابي للرد على قرار الخديوي توفيق بعزله، لرفضه سياساته المنحازة للأجانب، وكان الردّ الصادم للمُجتمعين هو الرفض، ورفض شيخ الأزهر خروج عرابي على الخديوي، معتبرا الثورة هُوجَة.
وكان لذلك الرفض دويّ في أوساط النخبة، وكذا في الشارع، إذ جرت العادة أن يستجيب شيخ الأزهر لمطالب الناس في استصداره ما يُحقّق مصالحهم، والحديث بما يدفع الضرر عنهم، خاصة إذا ما انضمّ إليهم أهل النظر في الأمور.
اجتمع علماء من الأزهر على رأسهم الشيخ شمس الدين الإنبابي وكبار علماء الأزهر، ونقيب الأشراف عبد الباقي البكري وأصدروا #فتوى نصّها أن الخديوي توفيق قد مرق من الدين مروق السهم من الرمية لخيانته لدينه ووطنه وانحيازه لعدو بلاده وتلا الفتوى على الحضور الإمام الشيخ محمد عبده، وكان لصدور هذه الفتوى دوي كدويّ النحل، فأثارت جدلًا واسعًا، وانتشرت انتشارًا كبيرًا حتى وصلت الآستانة مقرّ الخليفة، وأراد المشايخ توقيع شيخ الأزهر محمد المهدي العباسي على هذه الفتوى، فرفض وامتنع عن التوقيع على عزْل الخديوي توفيق وأبى إلا الوقوف بجانب السلطة ومحاباتها حتى تمكن العرابيون من الحصول على تأييد علماء الأزهر بعزل الخديوي توفيق وهو ما تم في اليوم السابع من رمضان.