ساندي حسنين تكتب : عندما يلامس الإنسان السماء بصوته
السبت 30-03-2024 02:21
بقلم / ساندي حسنين
الدعاء عبادة فيها تتألق شمس الحقيقة فهو مدرسة رمضانية متكاملة وهو مفتاح كل خير حيث تتوجه إلى الله سبحانه لتنال مرادك خاصة وأننا في رمضان وفي يوم الجمعة فإجتمعت الفضيلتين
إن حاجز الدعاء القسوة والقسوة تستجلب الران حيث يختم على القلب بسبب المعاصي والعلاقة المبتورة مع الله
أما الإعتراف بالذنب والتقصير والخطأ وتحمل مسؤولية الأخطاء التي يرتكبها المرء في حق نفسه و غيره لإصلاحها و حل المشاكل التي يتخبط فيها والعوائق التي تحد من حركته فهي إبداء لنية التحسن
هذه النية المباركة تفتح أبواب الخير ويتحسن الحال من حال لحال
قد نسمع أن الدعاء مخدر وأنه بضاعة الكسالى الذين لا يفعلون شيء سوى الطلب أو هؤلاء الأشخاص الذين يقولون ما لا يفعلون أو الذين يدعون بالويل والثبور للآخرين فتنقلب الاية عليهم ويصيبهم السوء بمنطق لسانهم وحالهم
إن هذا السلوك وسع في الإتجاه المعاكس فكرة الإلحاد وأن هذا الإله لا يجيب و يترك خلقه يتعذبون دون أن يمد لهم يد المساعدة
وهذا فهم قاصر وفيه تعدي في الدعاء وعدم إجلال للرب
فالدعاء هدفه وفلسفته شيء وحقيقته شيء آخر غير ما يفعله معظم الناس
أمرنا الله بالدعاء ونحن ندعوه إستجابة لهذا الأمر أولاً وقبل كل شيء وقبل كل طلباتي ومشاكلي ومراري
هذا الأمر الإلهي خلفه حكمة من المؤكد ذلك
فالدعاء تربية ليس فقط طلب ما تحتاجه هو تزكية للنفس وإرتقاء بها من البهيمية والإنحطاط
فالموضوع ليس فقط إستجابة إنه أعمق من ذلك إنه تدريب روحي للتواصل مع الإله الحق ونبذ الزيف
المسألة تتعلق بتطهير القلب والجسد بالندم الإيجابي بطلب العفو والمغفرة
الدعاء يسافر بك في ملكوت الله
إنها سباحة في جلال قدسية الله لتتعرف عليه أكثر ولتعرف نفسك بعمق
الدعاء تهيئة روحية للولوج لسر اللطف الرباني
تعرف نفسك أكثر وتعترف بأخطائك ثم تكتشف الحقيقة ويصقل قلبك (الذين آمنوا أشد حباً لله)
ساعتها تمحى الذنوب هي وآثارها لما تدعوه ليس لأنك أنت تريد بل لأنه هو يريد
هناك قاعدة عامة لا توجد في الحياة حلول سريعة إعقلها وتوكل وإنجز تتلقى الفيض الإلهي وتتعلم جماليات الدعاء وتعرف السر وتحظى بالقرب والصلة والاجابة.