رئيس التحرير

ساندي حسنين تكتب : يوم الأرض الفلسطيني

السبت 30-03-2024 17:30

بقلم / ساندي حسنين
يتصادف اليوم مع يوم الأرض الفلسطيني وهو يوم يحتفل به الفلسطنيين خاصة والعالم العربي والإسلامي عامة في اليوم الثلاثون من شهر مارس في كل عام
وتعود ذكراه لعام ١٩٧٦ بعد أن قام الكيان المزعوم بمصادرة الكثير من مساحات الأراضي الفلسطينية ذات الملكية الخاصة أو المشاع في نطاق حدود مناطق ذات أغلبية سكانية فلسطينية وقد حدث إضراب عام ومسيرات من الجليل إلى النقب وإندلعت مواجهات أسفرت عن سقوط الكثير من الفلسطينيين واصابت واعتقال البعض
ويعتبر يوم الأرض حدثاً محورياً في الصراع على الأرض وفي علاقة المواطنين العرب بالكيان المزعوم بحيث أن هذه هي المرة الأولى التي ينظم فيها العرب في فلسطين منذ عام ١٩٤٨ إحتجاجات منظمة رداً على سياسات الكيان المزعوم بصفة جماعية وطنية فلسطينية
– للأرض المقدسة والمسجد الأقصى مكان متميز ومكانة رفيعة في قلوب العرب
فالقدس والأقصى يسكنان قلب كل عربي مخلص
حيث حظيت فلسطين وما تزال بمكانة عظيمة في التاريخ الإنساني وتميزت بخصوصية الزمان والمكان
فهي في الزمان ثابتة الجذور منذ الحضارة الكنعانية أما بالنسبة لخصوصيتها المكانية فقد شملت الموقع والموضع فكانت ملتقى الإتصال والتواصل بين قارات العالم القديم
تعاقبت عليها الحضارات وأَمتها الجماعات البشرية المختلفة مخلفة وراءها آثارها ومخطوطاتها الأثرية التي جسدت الملاحم والحضارة والتاريخ دلالة على عظم وقدسية المكان
ولابد أن يكون لمثل هذه الظاهرة الحضارية الفذة أسباب ومبررات هي سر خلودها وإستمرارها آلاف السنين رغم كل ما حل بها من نكبات وحروب أدت إلى هدم العديد من الأماكن وإعادة بنائها ما لا يقل عن ثماني عشرة مرة عبر التاريخ وفي كل مرة كانت تخرج أعظم وأصلب وأكثر رسوخاً من ذي قبل دليلاً على إصرار فلسطين على البقاء فمنذ أن قامت (القدس الأولى) الكنعانية قبل نحو ٦٠٠٠ سنة وهي محط أنظار البشرية منذ نشأت الحضارات الأولى في (فلسطين ووادي النيل والرافدين) مروراً بالحضارة العربية الإسلامية وحتى يومنا هذا
يقدر علماء الآثار أن تاريخ فلسطين يرجع إلى حوالي ستة آلاف سنة كما أكدت الحفريات والدراسات
عندما خرج بنو إسرائيل من مصر ونظروا أرض كنعان ورأوا فيها ما رأوا من خيرات راحوا يغيرون عليها بقصد إمتلاكها قائلين : أنها هي الأرض التي وعدهم الله بها وبذلك أيقن الكنعانيون الخطر القادم فطلبوا العون من مصر ذلك لأن بني إسرائيل كانوا كلما إحتلوا مكاناً خربوه وأعملوا السيف فيه أما المصريون بعد الفتح الإسلامي فقد كانوا يكتفون بالجزية فلا يتعرضون لسكان البلاد وعاداتهم ومعتقداتهم ولم يتوان المصريون في مد يد العون إلى الكنعانيين فراحوا يدفعوا الأذى عنهم ونجحوا في صد الغارات مع الكنعانيين ضد العبريين
لقد قام باحثين من أنحاء العالم بالتنقيب والتفتيش للعثور على أية كنوز وآثار من ملك سيدنا سليمان عليه السلام ولكن جميع محاولاتهم بائت بالفشل ولعلها حكمة ربانية لكي لا يحتجوا أن القدس حق لهم كما يدعون اليوم بأن هيكل سيدنا سليمان تحت الأقصى و حفروا الأنفاق تحت الأقصى ولكن لم يعثروا على الهيكل ايضاً
الجدير بالذكر أيضاً أنه سقطت فلسطين بيد الجيش البريطاني بعد البيان الذي أذاعه الجنرال البريطاني إدموند هنري ومنحت عصبة الأمم بريطانيا حق الإنتداب على فلسطين وأصبحت القدس عاصمة فلسطين عام (١٩٢٠ – ١٩٤٨). ومنذ ذلك الحين دخلت فلسطين في عهد جديد كان من أبرز سماته زيادة أعداد المهاجرين اليهود إليها خاصة بعد وعد بلفور عام ١٩١٧
حيث أحيلت قضية فلسطين إلى الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية فأصدرت الهيئة الدولية قرارها في ٢٩ نوفمبر عام ١٩٤٧ بتدويل القدس
وفي عام ١٩٤٨ أعلنت بريطانيا إنهاء الإنتداب في فلسطين وسحب قواتها فإستغلت عصابات الكيان المحتل حالة الفراغ السياسي والعسكري وأعلنت قيام الكيام المحتل حيث أعلن ديفيد بن غوريون رئيس وزراء الكيان المحتل في ديسمبر عام ١٩٤٨ أن القدس الغربية عاصمة للدولة المزعومة في حين خضعت القدس الشرقية للسيادة الأردنية حتى هزيمة يونيو عام ١٩٦٧ التي أسفرت عن ضم القدس بأكملها لسلطة الكيان المزعوم
إنها أيام صعبة على أهل فلسطين فيها يعلو الظلام علو كبيراً ولكنهم تحت رعاية وحفظ الله وضمن خطة إلاهية تتحول إلى نصر قريب
إنها مرحلة مخاض لولادة أرض فلسطينية جديدة لا ظلم ولا إضطهاد فيها.

التعليقات مغلقة.