حسام الأطير يكتب : إنتفاضة الجامعات الأمريكية والأوروبية من أجل فلسطين
الثلاثاء 07-05-2024 23:24
بقلم : حسام الأطير
تشهد العديد من الجامعات الأمريكية والأوروبية مظاهرات وإحتجاجات وإعتصامات دعما للقضية الفلسطينية ورفضا لحرب الإبادة الجماعية الذي يشهدها قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي . ولم تشهد أميركا منذ عقود طويلة مظاهرات في جامعاتها بهذا الحجم وهذا الشكل مثل تلك المظاهرات والإحتجاجات الطلابية المنددة بالحرب الدموية والمذابح الجماعية التي يرتكبها الإحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وخاصة في غزة. وشهدت تلك المظاهرات مواجهات حادة بين الطلاب وقوات الشرطة نتج على أثرها اعتقالات في صفوف الطلاب والمدرسين المؤيدين للطلاب في بعض الجامعات. حيث قام طلاب مؤيدون للقضية الفلسطينية في جامعة “كولومبيا ” بعمل اعتصامًا في حديقة الحرم الجامعي؛ احتجاجا على استثماراتها المالية المستمرة في الشركات التي تدعم احتلال فلسطين و”الإبادة الجماعية” في غزة. وفي وقت لاحق، امتدت مظاهرات الطلاب المؤيدين للفلسطينيين إلى جامعات كبيرة أخرى في الولايات المتحدة، مثل جامعات نيويورك وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعة نورث كارولينا وغيرها. ووفقا لعدد من التقارير الصحفية والإعلامية فقد بلغ عدد الجامعات التي شهدت مظاهرات طلابية منددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة أكثر من ٧٥ جامعة ومعهدا وكلية. في الوقت نفسه اتسعت شرارة الاحتجاجات الطلابية ، لتصل إلى جامعة ماكجيل، إحدى الجامعات الرائدة في كندا، تعبيرًا عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني. ورفع طلاب في جامعة ماكجيل، لافتة كتبت عليها عبارة “لن نسمح لجامعتنا بأن تكون شريكة في الإبادة الجماعية”، مطالبين بدعم الشعب الفلسطيني. وأمام الحرم الجامعي بالعاصمة الكندية “مونتريال” أقام طلاب مخيما للتعبير عن دعمهم لفلسطين، ومطالبين جامعتهم بـ”إنهاء استثماراتها المالية في الشركات التي تدعم العدوان الإسرائيلي على غزة”. كما إتسعت رقعة الظاهرات والإحتجاجات لتشمل عدد من البلدان الأوروبية على رأسها فرنسا التي تشهد جامعاتها حراكا طلابيا كبيرا مناهضا لمماراسات الإحتلال الإسرائيلي الوحشية ضد الشعب الفلسطيني . حيث أغلق عشرات الطلاب مدخل معهد الدراسات السياسية في وسط باريس بصناديق القمامة والقطع الخشبية والمعدنية وأقاموا مخيمات للإعتصام داخل أسوار المعهد . ويعد معهد الدراسات السياسية في باريس، الذي يعتبر من بين المعاهد الجامعية المرموقة في فرنسا، لكونه الحاضنة الحقيقية للنخبة الفرنسية. كما تشهد عدة دول أوروبية أخرى مثل ألمانيا وبريطانيا وأسبانيا والنرويج والسويد مظاهرات شبه يومية تنديدا بحرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أهالي قطاع غزة منذ نحو سبعة أشهر متواصلة . وعلى ما يبدو أننا أمام صحوة للضمير الإنساني العالمي ، في ظل صمت دولي رهيب وتواطئ الحكومات الغربية ودعمها للمذابح اليومية التي ترتكبها إسرائيل ضد الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى وضد شعب مدني أعزل إنتزعت منه أرضه وحريته وأصبح فريسة لمحتل دموي غاشم غير آدمي.