بقلم  : حسام الأطير

لقد تخلى الغرب عن الهيمنة العسكرية ليكون البديل عنها هيمنة ثقافية وفكرية ، وهي هيمنة ذات أبعاد واسعة وخطورة كبرى لاسيما في ظل الأمية الثقافية وخاصة الدينية التي تشيع في قطاع كبير من مجتمعاتنا العربية نتيجة لسوء التعليم وتردي الحالة الثقافية والظروف والأوضاع الإقتصادية . ما يعني تجاوز المفهوم العسكري الضيق للغزوات والحروب إلى المفهوم الواسع حيث تستخدم أيضا القوى الناعمة في تلك الهيمنة. فهناك وسائل الإعلام والقنوات، وتعمل هذه الأدوات على تشتيت الرأي العام بقضايا غير أساسية و نشر معلومات وأفكار مغلوطة وخلق حالة من البلبلة داخل المجتمع. وأمام هذا الوضع الزائف فإنه ينبغي إدراك أبعاد الاختراق الثقافي الغربي الذي بدت آثاره تنعكس على بعض المحسوبين على ثقافة هذه الأمة. ممن فقدوا هويتهم ويسعون في الأرض فسادا ، الذين يشار إليهم في عصرنا بأنهم ( النخبة) ويمثلون الفكر الحداثي أو كما يصفون أنفسهم بأنهم رموز التنوير . ولذا فإنهم يعمدون إلى الانتقاص من الثقافة العربية و الإسلامية والتحامل عليها والتشكيك في الثوابت الدينية والوقائع والأحداث التاريخية وذلك بقصد الحط من تاريخ الأمتين العربية و الإسلامية والتشكيك في مسيرتهما وتشويه صورتهما . كذلك بث روح الإنهزام النفسي لدى الشباب و عدم الثقة في الموروث الثقافي العربي والإسلامي و تصدير الانبهار الشديد بالحضارة الغربية وثقافتها على إعتبار أنها وحدها الراعية لحقوق الإنسان في تجاهل مهين لما قرره الإسلام قبل أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان لتكريم الإنسان وحماية حقوقه.