امل مصطفي تكتب…..عندما تكون الكلمة ….. مفتاحآ للقلب
الإثنين 03-06-2024 13:08
بقلم : امل مصطفى
الكلمة لها شأن عظيم؛ فحروبٌ قامت؛ بسبب كلمة، وحروبٌ خمدت؛ بسبب كلمة، وكم من علاقات قُطعت ورجعت؛ بسبب كلمة، فالكلمة لها باب شرٍ وباب خيرٍ، واحذروا من الكلمة الذميمة مهما صغر شأنها، فقد تكون شرارة هلاك لصاحبها وغيره
فسبحان الله كيفَ للكلمة أثر كبير في نفوس البشر، وفي حالتهم الشعورية؛ فمن كلمة واحدة تجعل من الإنسان يطير من فرط سعادته، وقد تهوي به إلى أسفل السافلين. الكلمة الطيبة كالعطر تترك أثراً طيباً في نفوس الناس، وكما قال تعالى ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء﴾، وقال خير البشر ﷺ (والكلمة الطيبة صدقة).
والكلمة السيئة لها تأثير كذلك، وتأثيرها سلبي على النفوس، فهي كالجرح تندمل لكن يبقى أثرها غارزاً في الروح، فهناك كلمات كالسم رميت علينا، وبقيت راسخة في عقولنا رغم مرور السنوات، ودائماً ما نسمعهم يقولون «تكبر وتنسى» وكبرنا وما نسينا، إنما تهاجم هذه الذكريات صفو يومنا وقد تنغص علينا سعادتنا. وقال تعالى ﴿وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾. الأسلوب الحسن، والكلمة الطيبة تكون أقرب إلى كسب الناس وقلوبهم، ويساند ذلك لغة الجسد، والعيون، والابتسامة الصادقة،
فكانت الدعوة للدين الإسلامي أساسها الكلمة الطيبة، وهذا ما كان عليه نهج ورشد الأنبياء والرسل عليهم السلام. والكلمة الطيبة تكشف عن المكنون والأصل الطيب لصاحبها، مهما مر بمواقف فيها من الحدة والغلظة؛ فإن صاحب النفس الرصينة العاقلة لا تضيق عليه المفردات الطيبة يستطيع أن يعبر ويصل بها إلى مراده دون أن يلجأ لقبيح ودميم الكلام، فيجرح به من هو أمامه، وقد يندم على ما تفوه به وفعل، وقد قال تعالى: ﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾.