مصطفي كمال الأمير يكتب : هل مات الأمل ومافيش فايده عدالة عمر وأصحاب مسيلمة
الأحد 16-06-2024 18:59
بقلم الكاتب مصطفي كمال الأمير
مفيش فايده هذه الجملة الشهيرة الخالدة علي ألسنة المصريين قالها زعيم الأمة سعد باشا زغلول وزوجته صفية أم المصريين بعد ثورة 1919 التي ثار فيها المصريين علي تسلط المندوب السامي البريطاني اللورد كرومر وجنود الإحتلال الإنجليزي وفساد القصر والخديوي وخروج الشعب المصري لإستقباله في الإسكندرية بعد عودته من المنفي مع قادة الكفاح ونضال التحرر الوطني لكن جنود وضباط جيش مصر نجحوا بعدها بسنوات عام 1952 فيما فشل فيه الرجل الوطني “المدني” مع كل رجال مصر وأطاحت قوة الجيش بالملكية كلها بعد نجاح حركة الضباط الأحرار بقيادة اللواء محمد نجيب ( الرئيس الأول) في الإطاحة بالملك فاروق الأول والأخير وتحولت مصر بعدها الي دولة جمهورية لأول مرة في تاريخها بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر ثم كانت الجمهورية الثانية بعد نصر أكتوبر 1973 ونعيش حاليا في الجمهورية الثالثة الجديدة لبناء مصر الدولة العصرية الحديثة ندخل في موضوع المقال بأن الآمال والأحلام مشروعة لكنها تحتاج الي قوة قادرة تحميها وتحققها في الواقع وعلينا ان نعي جيداً ونفهم أن كل دعاوي نشر اليأس والإحباط والتشكيك في رئيس وقيادة مصر العظيمة كلها بهدف إخوانجي خبيث يخدم أعدائنا وهو إسقاط الدولة المصرية القوة الوحيدة الباقية في جمهوريات الوطن العربي بعد تدمير وانهيار ليبيا سوريا السودان واليمن وقبلها العراق والصومال بسبب اندلاع فتنة الحروب الأهلية التي أشعلها جماعة الإخوان الإرهابية والميليشيات الانقلابية المسلحة مع جبهة الإنقاذ وحسن الترابي والذين حكموا السودان 30 عاماً تقسم بعدها الجنوب وحدثت مجاعات ثم الحرب الأهلية الطاحنة حالياً بين حمديتي والبرهان كما يروجون الأكاذيب والأباطيل عن العهد الملكي “الذهبي” زمن السمن والعسل ! أو عصر السادات أو حتي مبارك الذي ثار عليه الشعب بعد ثلاثين عاماً من حكمه الفرعوني أذكركم وأذكر نفسي بأننا في مصر كنا نعيش عهد الإقطاع وسيطرة الباشاوات علي أقوات المصريين المغلوبين علي أمرهم وكنا نعاني حينها من الظلم والفقر والبطالة والإستغلال والعمل بالسخرة كما كان في حفر قناة السويس وحتي بعد ثورة يوليو كانت حملات مكافحة ” الحفاء” لتوفير نعال وأحذية للصعايدة والفلاحين في قرب ونجوع مصر مع طوابع معونة الشتاء لتوفير الكساء والغذاء للفقراء المعدمين ثم دخلت الماء والكهرباء والغاز والصرف الصحي الي القري والنجوع المحرومة من ترف المدينة ورفاهية قصور البكوات والباشاوات في مصر العاصمة نعم حدثت أخطاء بعد ثورة يوليو رغم نبل أهدافها الستة ( لم يتحقق أربعة منها حتي الأن) لكنهم بشر أيضاً فشلوا في تطبيق الإصلاح السياسي والاقتصادي لأسباب كثيرة لا يتسع المجال لسردها الآن لكن أهمها هو خوضنا خمس حروب خلال 25 سنة فقط مما أرهق اقتصاد مصر خاصة بعد نكسة 1967 وكان عصر الرئيس الشهيد السادات وحكمه القصير عشر سنوات فقط حدثت فيه تحولات كبري من الاشتراكية الي الرأسمالية والإنفتاح الذي حول مجتمعنا من منتج الي مستهلك وبدأت أفواج السفر للعراق ليبيا والأردن ودول الخليج لكن السادات حارب وانتصر في اكتوبر 1973 ومحا عار هزيمة 1967 حتي حدثت جريمة اغتياله في مؤامرة عربية فارسية في ذكري يوم النصر 1981/10/6 عقاباً له علي معاهدة السلام مع إسرائيل واستضافة شاه ايران المخلوع وبعد ظهور الإرهاب المسلح من رحم جماعة الإخوان واغتيال الشيخ الذهبي ومحاولات اغتيال رفعت المحجوب رئيس البرلمان وعاطف صدقي رئيس الحكومة المصرية ثم تولي النائب حسني مبارك وكان عمره حينها 54 سنة واستكمل تنفيذ معاهدة السلام وتحرير أراضي مصر في سيناء حتي مدينة طابا المصرية لكنه وضع مصر وأهلها في الفريزر تجمدنا 30 سنة ثم خرجنا مباشرة علي نار ثورة 25 يناير 2011 والتي ركبها تنظيم الإخوان “المفسدين” وسيطروا علي البرلمان ورئاسة الجمهورية بوصول محمد مرسي العياط كأول رئيس “مدني” منتخب لكنه فشل وتخبط في إدارة البلاد وكنا علي وشك انهيار الدولة كلها لولا تدخل الجيش المصري بقيادة وزير الدفاع ” السيسي” والذي عينه واختاره مرسي نفسه عام 2012 بعدما أقال المشير طنطاوي والفريق سامي عنان رئيس الأركان وكانت ثورة الشعب الثانية في 30 يونيو 2013 وتم حل البرلمان وتولي رئاسة مصر ” انتقالياً” المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا ثم كانت انتخابات 2014 وفاز بها الرئيس السيسي علي حمدين صباحي وتم اعادة انتخابه عام 2018 ثم 2024 لإنجاز رؤية 2030 ختاماً أقول أننا ندرك المخاطر الضخمة التي تحيط ببلادنا من جميع الجهات وحدودنا كلها مشتعلة بالحروب جنوباً في السودان وغرباً في ليبيا وشرقاً في غزة فلسطين مع نجاحنا في القضاء علي الإرهاب الأسود بعد تضحية آلاف الشهداء من رجال الجيش والشرطة والمدنيين أيضاً الرئيس السيسي يحارب سرطان الفساد بلا هوادة بجميع مستوياته وأشكاله واجهنا أزمات متتالية من وباء كورونا عامي 2020/21 ثم اندلاع حرب أوكرانيا ونقص إمدادات الغذاء واشتعال أسعار السلع والخدمات بسبب شح الدولار وغرق قيمة الجنيه ونرفض أي دعوات للتسخين وشق الصف وتفتيت الجبهة الداخلية الكلام سهل نظرياً خاصة في التواصل الاجتماعي والإعلام لكن الواقع والحقيقة مختلفة تماماً لأنها أزمة عالمية يعاني منها الجميع في هولندا مثلا يدفعون 40% من دخلهم للضرائب مع 10% أيضاً للتأمين الصحي يعني نصف دخلك الشهري كله غير فواتير الغاز والكهربا والمياه وخلافه أسعار الأكل والشرب زادت 100% وإيجارات المساكن والمحلات أيضاً غالية رغم قوة الاقتصاد الهولندي وثبات عدد السكان المشكلة في مصر قلة الإنتاج وغياب الضمير مع الفساد المتفشي في غالبية الشعب نفسه مع الزيادة السكانية الرهيبة لدرجة ان ربع سكان مصر حالياً ( 110 مليون) ولدوا بعد ثورة 2011 مع عشرة مليون وافد ولاجيء أثقلوا كاهل الدولة في الصحة والتعليم وزحام الطرق للأسف نحن لم نتعلم شيئاً من الدرس القاسي لفيروس كورونا وبعد ثورتين علي الظلم في مصر عدنا أسوأ مما كنا قبلها نسرق ونكذب ونقتل ونخون ونأكل حقوق غيرنا ونستحل أعراض وأموال بعضنا بدون ثقة وإحترام بيننا وقعنا في مستنقع الفساد وإنعدام الأمانة ونقدم دليلاً من تاريخنا بمن ضرب بهم المثل في الحكم الرشيد والعدل والتقوي قتلوا غدراً ! الخليفة عمر ابن الخطاب كان أول اغتيال في الإسلام قتله ابو لؤلؤه المجوسي وهو يؤم الناس في صلاة العصر بخنجر مسموم كذلك الخليفة الشاب عمر بن عبد العزيز قتل مسموماً فإذا كنا نريد عدالة عمر علينا أن نكون في أخلاق صحابة الرسول ولا ننافق بعضنا مثل مسيلمةالكذاب مع ثقتنا الكاملة في قيادتنا الحكيمة فإننا لم نعد نريد تطبيق العدل في بلادنا لإستحالة ذلك عملياً حتي بعد أربع ثورات ! نريد فقط توزيع الظلم بطريقة عادلة الخونة والعملاء الذين باعوا الوطن كله لأعدائنا وقبضوا بالريال والدولار لا يمكنهم التباكي علي قطّع شجرة ! موش كده ولا إيه كلنا ثقة في الرئيس السيسي وقيادتنا لبناء مصر العظيمة حفظ الله مصر