بقلم : ساندي حسنين

في زمن كثر فيه الغم وقلت فيه الفرص تتألق بعض القصص بإلهامها وقوتها لتذكرنا بأن الإرادة الصلبة والإصرار يمكن أن يصنعوا المعجزات واحدة من هذه القصص هي قصة طارق الجزار اللاعب الذي تألق في عالم كرة القدم للصم والبكم والذي تحولت حياته بشكل جذري ليصبح بائع خضار في السوق
قصة طارق هي تجسيد للروح الرياضية الحقيقية والتحدي أمام المصاعب
حيث ولد طارق الجزار في إحدى القرى البسيطة في الجمهورية المصرية وكانت حياته مليئة بالتحديات منذ البداية فقد ولد طارق بضعف في السمع مما جعله يواجه صعوبات في التواصل مع من حوله إلا أن طارق لم يدع هذه العقبة تقف في طريق شغفه بكرة القدم بدأ يلعب الكرة في الشوارع مع أصدقائه حيث إكتسب مهاراته الفريدة وإستطاع أن يبهر الجميع بموهبته
لم يكن الطريق إلى النجاح سهلاً بالنسبة لطارق فمن خلال التفاني والإلتزام إنضم إلى فريق كرة القدم للصم والبكم في الجمهورية المصرية بفضل موهبته الإستثنائية وروحه القتالية المثابرة تم إختياره لتمثيل الجمهورية المصرية في البطولات الدولية
وفي عام ٢٠١٧ أضاءت سماء طارق في بطولة كأس العالم لكرة القدم للصم والبكم في إيطاليا قاد فريقه إلى النصر وتم تكريمه كأفضل لاعب في البطولة بل كأفضل لاعب في العالم في تلك الفئة كانت لحظة تتويجه باللقب تجسيداً لسنوات من الجهد والعمل الدؤوب ومصدر فخر وإعتزاز له ولبلده
وعلى الرغم من الإنجاز الكبير الذي حققه لم تكن الحياة بعد ذلك سهلة التحديات الإقتصادية والإفتقار إلى الدعم المالي للرياضيين ذوي الإحتياجات الخاصة جعل من الصعب عليه الإستمرار في مسيرته الرياضية أو تأمين حياة كريمة
بدون فرص عمل ملائمة أو دعم مستمر إضطر طارق للعودة إلى مجتمعه البسيط والعمل كبائع خضار في السوق هذا التحول الكبير لم ينقص من عزيمته أو إيمانه بقدراته بل على العكس إستمر في العمل بجدية وإجتهاد ليؤمن حياة كريمة له ولعائلته
وإني أرى أنه يجب على الدولة المصرية تقديم الدعم المجتمعي للرياضيين ذوي الإحتياجات الخاصة وتوفير الفرص والموارد لهم ليس فقط خلال مسيرتهم الرياضية بل أيضاً بعد إنتهائها
فإن طارق الجزار بطل بكل معنى الكلمة يعبر عن قوة الإصرار والعزيمة وتحدي الصعاب بأقصى درجات الشجاعة على الرغم من التحديات الإقتصادية والإجتماعية التي يواجهها تظل روحه القتالية وإرادته القوية مصدر إلهام للجميع ويجب على المجتمع بأكمله أن يلتف حول هؤلاء الأبطال ليضمن لهم حياة كريمة ومستقبلاً مشرقاً يعكس جهودهم وإنجازاتهم.