رغم القتل والقهر الفلسطينيون فى باريس لتمثيل شعبهم في الأولمبياد
الثلاثاء 30-07-2024 14:22
كتبت : تسنيم محمد
السفر لباريس حلم يتحقق فهو بالنسبة للكثير من الرياضيين قفزة لمنصة الرياضة الأكبر. و بعد أكثر من تسعة أشهر من الحرب على غزة و مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين ترى السباحة الفلسطينية الأمريكية “فاليري ترزي” أن مشاركتها في الأولمبياد بمثابة إحياء لذكراهم و تشريفًا لهم.
“فاليري ترزي” تعرضت للتهجير أثناء طفولتها و الآن فهي سباحة ستشارك يوم الجمعة المقبل في سباق ٢٠٠ متر.
ولدت “فاليري” و نشأت في الولايات المتحدة لكنها تحتفل بكونها فرد من أقدم العائلات المسيحية في غزة.
تعترف اللجنة الأولمبية الدولية بدولة فلسطين و ذلك منذ عام ١٩٩٥ و كذلك ثلاثة أرباع أعضاء الأمم المتحدة. لكن الولايات المتحدة و بريطانيا و الدولة المستضيفة لألعاب هذا العام لا تعترف بها.
و بالرغم من جدول تدريبات “فاليري” التعسفي و التضحيات المطلوبة من أجل المنافسة على هذا المستوى فإن “فاليري” مدركة تمامًا أنها في مكان متميز و متاح لها فرصة رفع العلم في المحفل الرياضي الأكبر في العالم. و ذكرت أن الألم الذي تشعر به ضئيل مقارنة بما يمر الفلسطينيون به يوميًا.
أما عن “تامر قاعود” فهو أحد أعضاء الفريق لكنه يواجه وقتًا عصيبًا في محاولة إبقاء طموحه الرياضي حيًا.
تم تدمير منزله في غزة و إجباره هو و عائلته على الانتقال مرتين خلال الحرب و الآن يعيشون في خيمة في دير البلح في وسط قطاع غزة.
ذكر تامر أنه كان يحلم بالمشاركة في الأولمبياد لكن لسوء الحظ نظرًا لظروف الحرب فلم يستطع مغادرة غزة.
تامر قاعود عداء ١٥٠٠ متر و مثل دولته مرتين من قبل حيث شارك في العام الماضي في دورة الألعاب العربية بالجزائر و كانت أول مرة يرتدي فيها أحذية ركض و أيضًا المرة الأولى التي يجري فيها على شيء غير الأرضية الخرسانية.
و في شهر سبتمبر انضم لفاليري ترزي في الألعاب الآسيوية بمدينة “هانغتشو” بالصين. و كانا لا يزالان هناك حينما اندلعت الحرب في غزة في أوائل شهر أكتوبر و ذكر قاعود أنه اضطر للعودة للوطن. و تلاشت فرصته الضعيفة في المنافسة في باريس بسرعة.
عبر تامر عن رغبته في منافسة أفضل لاعبي العالم مثل “جاكوب إنجبرجيستن” بطل العالم الحالي في سباق ١٥٠٠ متر للرجال. أراد أن يركض بجانبه حتى يعرف ما هو شعور منافسة اللاعب الأفضل في العالم.
مازال يتدرب وسط الخيام و النخل في دير البلح مرتديًا زيه الفلسطيني الأبيض بينما تشاهده مجموعات صغيرة من الأطفال المدهوشين.
أما عن ستاد اليرموك الذي اعتاد أن يتدرب فيه سابقًا أصبح الآن ساحة للقمامة و العائلات النازحة الباحثة عن مأوى وسط المدرجات.
و بالنسبة لمدربه “بلال أبو سمعان” فقد قُتل في ضربة قوية إسرائيلية في ديسمبر الماضي. و وفقًا لاتحاد كرة القدم الفلسطيني فإن بلال واحد من بين ما يقدر بنحو ١٨٢ رياضي و مسئول رياضي قتلوا منذ أكتوبر الماضي.
تامر يعرف أن وقته لم يحن بعد. لكنه سيحين إذا لم يخرج من غزة و هو ما يخشى أنه لن يحدث أبدًا. و أضاف: “دمرت الحرب كل شئ و حطمت أحلامنا. أتمنى أن أغادر غزة و انضم لمعسكر التدريب و استعيد قوتي السابقة و أعود أقوى من ذي قبل.”
و في باريس، عبر “يزن البواب” و هو سباح فلسطيني عن شعوره بالفخر أنه ممثل لمكان تُعد ممارسة الرياضة فيه تحديًا و صرح: “نحن لا نملك حمامات سباحة في فلسطين و لا يوجد بنية تحتية.”
ولد يزن و نشأ خارج البلاد مثل فاليري ترزي لكنه يرتدي زيه و يعلن هويته بشجاعة و فخر.
و أضاف بتحدٍ: ” إن فرنسا لا تعترف بفلسطين كدولة لكن ها أنا هنا أرفع العلم.”