رئيس التحرير

سامي التميمي يكتب : تزوير الحقائق والتأريخ بعقلية الحكام وأقلام الكتاب

الأحد 04-08-2024 14:12

 بقلم : سامي التميمي

كثيراً مانصطدم بالحقائق والتأريخ المزيف الذي أسس له الحكام الغاصبون للحكم والسلطة والثروات ، والذي كتب وروج بأقلام الكتاب والدعاة المنافقين . المؤرخ (جون آرنولد توينبي J.A.Toynbee) يذكر في كتاب (مختصر دراسة التاريخ) يقول يميل المؤرخون في العادة إلى تبني آراء الجماعات التي يعيشون في محيطها ويكدحون من أجلها ، وهكذا فكلنا متحزبون ومنحازون الى فكر ما أو دين ما أو عقيدة ما . وهذه الحقيقة قد تكون صادمة وقد يخجل منها ولايعترف بها أحد في العادة، وربما تكون قدرة المراجعة والتدقيق والنقد الذاتي من أعلى الأمور نضجا في المجتمعات، وخروج أناس باحثين وملهمين ، ليفكروا في تصحيح التاريخ وأبعاد وحرق الأوراق المزيفة . فمثلا أكثر مايعاني منه الكتاب والباحثين العرب ، هو التناقض والأختلاف في الروايات والأحاديث التي نسبت للرسول محمد ص ، فهناك الكثير ممن يدعي بأنه كان جالس عند الرسول أو سمعه يقول كذا وكذا ، فمثلاً أحد التجار أراد أن يروج لبضاعته فأدعى كذباً وقال ( سمعت الرسول ص يقول ( من أكل بصل عكا فقد حج مكة ) . وأحدهم يقول سمعت الرسول ص يقول ( بارك الله في الرجل المشعر ، وبارك الله في المرأة الحلساء الملساء ) . وهناك غيرها من الأحاديث الغير الصحيحة والكاذبة . وفي فترات الأسلام السياسي أيام الحكم الأموي والعباسي والعثماني ، كثرت الأكاذيب والفتاوى الباطلة ، والنفاق والتثقيف الممنهج والتاريخ المزيف الذي كتب بأيادي الكتاب ووعاظ السلاطين الذين يرتادون بلاط الحكم ويعتاشون على فتات فضلاتهم ، أو ممن يدينون بدينهم ويلعقون قصاعهم . وللأسف فقد حاربوا الكثير ممن كان يخالفهم في الدين والعقيدةوالفكر والمنهج والأخلاق ، ومنهم أهل البيت ع ، والكتاب والشعراء والأدباء والعلماء المعتدلين الذين عرفوا بفضلهم وعلمهم في الكثير من الأمور . بل راحوا أبعد من ذلك في سجنهم وتعذيبهم وتهجيرهم وتصفيتهم جسدياً . لكي يأسسوا لمرحلة أوسع وأشمل وهي الغزو والنهب والسلب وسبي النساء ، للكثير من المدن والدول ، دون رادع ديني وأخلاقي وأنساني ،وهذا ماسجله ووثقه عليهم التاريخ من الجانب الآخر جماعة أو أفرادا . والأن في ظل الثورة العالمية للأنترنيت ، أصبح الجميع بأمكانه أن يرى من موبايله الأخبار والحقائق وحتى الأكاذيب والدجل النفاق والتلفيق والتزوير ، وأصبح يميز أين تكمن الحقيقة وفقاً لثقافته وأخلاقه وأهتماماته . ولكن لاننسى بأن هناك الكثير من الحكام المستبدين لازالوا يمارسون الدور الأبوي ( الكاذب والمنافق ) بأن يمنعوا الكثير من المنصات والمواقع للإستخدام في دولهم ، خوفاً من الأنتفاضات والثورات .

اضف تعليق