رئيس التحرير

الباحث الإعلامي الدكتور إبراهيم الحسن يكتب : استوقفني موقف مؤثر الآن

الثلاثاء 29-10-2024 13:25

~~~~~~
كتب الباحث الإعلامي الدكتور إبراهيم الحسن…

بعد أن ساورتني نفسي بالاعتكاف عن كتابة أية مقالة أو خبر كماجرت العادة، ليس إلا وقد انقضت سنة ونصف شهر على ملحمة طوفان الأقصى التي رسمت ملامح المرحلة المقبلة في تاريخ الصراع المحتدم بيننا و بين عدو صهيوني فاشي يحتل كل شيئ في حياتنا حتى الهواء. مرت 400 يوم على اندلاع ملحمة طوفان الأقصى التي أزالت الغشاوة عن العيون ألعمياء و آلأذان الصماء والألسن البكماء لدى الكثير ممن ينتمون إلى عروبتنا و الأغرب من ذلك أنهم في نفس الوقت ينتمون إلى ديننا و إلى عروبتنا. ففي الأشهر الأولى من هذه الملحمة التي وقف العالم فيها إلى جانب الحق الفلسطيني. وكان أولها الدعوة المقامة من جمهورية جنوب إفريقيا الوفية للشعب ألفلسطيني و تبعها انعقاد مجلس الأمن الدولي لسبع دورات متتالية وهي سابقة لم تحصل في تاريخ ألأمم ألمتحدة و مجلس الأمن الدولي منذ تأسيسهما، حيث يتبني فيها الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى الفلسطيننين و مبادلتهم بالمختطفين الإسرائيليين. إلا أن إصرار حكومة اليمين الصهيوني الديني المتطرف المتمثل بحكومة الحرب المصغرة التي يرأسها المجرم النازي الفاشي نتنياهو و إيتمار بن غفير و بتسيئيل سيموريتش و غالانت و هاليفي. كانت العقبة الكؤود أمام الوصول إلى أية اتفاق حتى لو كان برعاية أمريكية و هذا الشيئ قد حصل . الموقف الذي جذب انتباهي بأن الجمهور الإسرائيلي و بالأخص أهالي المخطوفين ما برحوا يملؤون ساحات تل أبيب و القدس وأمام الكنيست وأمام منزل نتنياهو ، منذ اندلاع الحرب بالرغم من الأوامر الصارمة التي أصدرها وزير الأمن القومي بن غفير بفض المظاهرات المطالبة بإبرام صفقة التبادل و إنهاء الحرب بالقوة.
هذا ما حصل عند الإسرائيليين و شاهده العالم على الشاشات المرئية و المسموعة. أما بالنسبة لمختلف الساحات الدولية في أمريكا حيث بلغت الإحتجاجات ذروتها باقتحام المتظاهرين باحات البيت الأبيض و تبعها اعتصام طلبة الجامعات لأكثر من شهرين في أكثر من عشرين ولايه أمريكية و مهاجمة الرئيسين بايدن و ترامب أثناء انعقاد مؤتمر الحزبين الجمهوري و الديمقراطي وكانت أصوات الأمريكيين تقاطع كلمات الرئيسين بهتاف
Free…Free palistain، stop waer in Gaza
وغيرها من الهتافات التي تعبر عن حالة الغضب الشعبي العارم وعدم الرضى عما يحصل في غزة من مجازر جل ضحاياها من الأطفال و النساء، و تدمير المباني فوق ساكنيها. و ألقت هذه المظاهرات بظلالها لتشمل كافة خرائط الدول الكبرى في العالم منها بريطانيا و فرنسا و ألمانيا و الدانمارك والسويد و النروج و أستراليا و جنوب أفريقيا واليمن وإيران و الجزائر و المغرب و العراق و تونس . أين دور مصر و شعب مصر الشقيقة صاحبة أكبر ثقل شعبي و جماهيري و ذات التأثير السياسي و الإقتصادي على الساحة الدولية وفي العالمين العربي و الإسلامي مما يحصل في غزة بحق الأبرياء من الأطفال و النساء ؟؟؟. أين دور السعودية بلاد الحرمين الشريفين التي اوقف ملكها فيصل بن عبد العزيز آل سعود تدفق البترول إلى اوربا و أمريكا في حرب تشرين عام 1973 وأجبر امريكا على الطلب من مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار ملزم لجميع الأطراف بوقف إطلاق النار على مختلف الجبهات في الجولان السوري وسيناء المصرية وعلى الحدود ألأردنية ؟؟ أين دور قطر التي تقيم على أراضيها ثاني اكبر قاعدة بحرية للأسطول الخامس الأمريكي بعد قاعدة فلوريدا و صاحبة أول إحتياط غاز في العالم؟؟؟ أين دور الإمارات صاحبة أكبر أبراج في العالم؟؟. أين الكويت ثاني أكبر احتياط نفط بالعالم، و عمان المسيطرة على أكبر و أهم منفذ بحري في العالم (مضيق هرمز ) … يعني باختصار شديد و بالقلم العريض العرب لديهم أوراق ضغط مؤثرة .بإمكانهم إجبار إسرائيل وأمريكا على حل القضية الفلسطينية حلا عادلا بدون تحريك جندي واحد من مكانه أو إطلاق طلقة من مسدس خلبي …. عتبنا على الأشقاء والإخوة في الدين و العروبة وليس على الأوروبيين والامريكيين لأنهم مش راح يكونوا عربا و مسلمين أكثر من أشقائنا و إخوتنا .
رحم الله الرئيس جمال عبد الناصر و الملك فيصل و صدام حسين و معمر القذافي و هواري بو مدين و الحبيب بو رقيبة و أبو عمار …. رجال رحلوا وهم أوفياء لأمتهم وعروبتهم لن يكررهم الزمن….

اضف تعليق