الدكتورة منى حنا عياد تكتب : البلطجة تدق أجراس الخطر فى المدارس
الأربعاء 06-11-2024 12:31
بقلم /دكتورة منى حنا عياد
حوادث شاذة وغريبة بتنا نسمع عنها كل فترة في شوارع مصر، الخطير في الأمر انتقال هذه الأحداث المؤسفة إلى المدارس التي من المفترض أنها محراب العلم، حيث وقعت عدة جرائم بلطجة تنذر بارتفاع مؤشر الخطر وتدق أجراس الإنذار قبل أن تتحول دور التربية هذه إلى معامل لتفريخ الإجرام ففي واقعة صادمة شهدت إحدى المدارس في محافظة بورسعيد جريمة مروعة، بمقتل طالب على يد زميله إثر شجار بينهما، الحادث أثار حالة من الذهول والحزن بين الطلاب وأولياء الأمور، فهل اصبحت المدرسة التى هى محراب العلم وواحة التربية والقيم الاخلاقية مرتعا لبراعم خارجين على القانون وفساد اخلاقى ؟ . فالعنف يعد سمة من سمات العصر نتيجة لوجود أفلام الأكشن وانتشارها ، حيث يراها الطفل منذ الصغر فترسخ لديه وبداخله العنف ، كما يرجع العنف أيضا إلى أن الام أصبحت عاملة وغير متواجدة في البيت فقلت عاطفة الأمومة والحنان وضم الأم ابنها إلى حضنها وصدرها أصبح قليل وأصبح الطفل منذ صغره 6 أو 4 أشهر يربي عبر الحضانات أو الهاوس بيبي حيث ترعي كل مربية حوالي عشرة أطفال أو 12 في الأماكن المتقدمة وغيرها قد يصل العدد إلى 25 أو 30 طفل لكل مربية ، فهنا الطفل يشعر بالجفاء منذ صغره نتيجة لعدم وجود أمه بجواره تحتضنه وترعاه وترضعه ويشعر بحنانها لذلك فالعاطفة التي تمنح للطفل أصبحت قليلة مما سيؤثر في سلوكه عند الكبر ” . و أن الولد او البنت منذ الولادة يستشعر كيف يحصل على رغباته فإذا كان البكاء يلبي طلبه فيبكي في كل مطلب وينظر إلى عين أمه وعدسة عينه راصدة وبذكاء فطري يعرف كيف يحصل على رغباته ويلبي مطالبه .كذلك انتشار العنف بين الطلاب يرجع إلى غياب الوازع الديني ، حيث اهتممنا خلال الأيام الماصية بالأيديوجيات الفكرية و، وأيضا فقدت دور العبادة دورها في التوجيه نتيجة الانتقادات اللاذاعة التي توجه لها عبر وسائل الإعلام بمبرر أو غير مبرر”. أن البذرة تبدأ منذ الصغر وان أعباء الحياة لدى الأب جعلته لا يستطع أن يعطي الرعاية اللازمة لأبنائه ولم يستطع الأطفال في سن الصغر أن يخرجوا ما بداخلهم فيختزلوه ويخرج على شكل سلوك عنيف في الحلقة الأخيرة من مرحلة الإعدادي ومراحل الثانوي عندما يجدوا القوة اللازمة للتعبير عن العنف المختزن بداخلهم . فأهمية دور المدرسة كمؤسسة تربوية في محاولة نبذ العنف وإرشاد الطلاب إلى البعد عنه كسلوك غير محبب ، حيث إنه على المدرس التعامل مع الطالب منذ الصغر باحترام وتلبية رغباته وانفعالاته وتوجيهها في ضوء المناقشة الفكرية لحل مشكلة ومعضلة العاطفة بالتفكير الذهني والعقلي في خلق مجتمع يستطع أن يساند الجانب العقلي ويحكمه في انفعالاته ، هذا بالإضافة إلى خلق الحوار بين المعلم والتلميذ في جو من الهدوء والسكينة والعاطفة والحب التعويضي والاحترام مما يفتح المجال لخلق مجتمع متميز عقلاني .