الدكتور صلاح الدين الجعفراوي يكتب : لماذا حادث ماجديبورج الآن ؟
الإثنين 20-01-2025 14:21
رأيت العديد من المواقع المشبوهة وبعض الدوائر الغير منصفة والعديد من الجماعات ذات الأجندات الخارجية، في الفترة الأخيرة شنت حرب إعلامية موجهة ضد المملكة العربية السعودية، والتي تهدف إلي تجييش الرأي العام العربي في إتجاه معين للنيل من المملكة، وتعطيل نهضتها الحديثة واضفاء صورة بعيدة كل البعد عن توجيهات المملكة ورسالتها.
فبدأت تلك الدوائر تبث الإشاعة تلو الأخري لإبعاد قلوب المسلمين عن التوجه والتعلق بهذه البقعة المقدسة، وإظهار النهضة التي تعيشها المملكة الآن أنها تشويه لصورة الإسلام ومبادئه وهذا للأسف يجد من يروج له من البسطاء السطحيين “ياله من ببغاء عقله في أذنيه”.
وتأتي حادثة مدينة ماجديبورج الألمانية الأخيرة، تتويجاً لهذه الحملة الظالمة كي تتجه الأنظار إلي الجنسية الأصلية لهذا المتهم، ونغمض اعينها عن هذه الدوائر إلي أن هذا المتهم مرفوض من الشعب السعودي وأنه عادى شعبه وعقائده وقيم مجتمعه، فإتجه إلي الإلحاد ليعادي كافة الأديان وطلب حق اللجوء إلي ألمانيا منذ عدة سنوات، وقام بهذه الحادثة إعتراض علس سياسة ألمانيا تجاه من هم علي شاكلته.
وهنا أود أن أذكر بحكم بقائي أكثر من ثلاث عقود في ألمانيا، أن المملكة العربية السعودية كانت راعية لكل مبادئ الوسطية والإعتدال، مدت أيديها إلي كل صوت صادق يدعو إلي الحوار وعبر ملتقيات خادم الحرمين الشريفين التي جابت مدن اوروبا في التسعينات بثت أسس الوسطية والتعارف والحوار، قامت بدعم المراكز الإسلامية التي تتسم بالإعتدال وأقامت عشرات الدورات للأئمة والدعاة في أوروبا للتأكيد علي أسس الدعوة الإسلامية التي تدعو إلي التسامح والإخاء والتي أشرقت عليها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
قامت المملكة العربية السعودية عبر مؤسساتها الإنسانية بتقديم الدعم اللازم لمساندة المتضررين من الكوارث الطبيعية في شتي أنحاء المعمورة، كانت سباقة في عقد مؤتمرات الحوار والتعارف التي جمعت أطياف شتى علي مستوي العالم وعليه، فإن هذه الحادثة حلقة من حلقات تشويه صورة المملكة لدي المجتمعات الأوروبية، ولكن لن تسطيع كل هذه المحاولات من النيل من مكانة المملكة في قلوب المسلمين، وما بذلته المملكة عبر أكثر من قرن في خدمة الإنسانية سيظل ويتعاظم وسوف يعم نورها الكون.