منهجية تفصيح العاميات.. معايير ونماذج في كتاب رضا محمود عبدالحي
الإثنين 20-01-2025 14:54
صدر حديثا عن دار أم الدنيا للدراسات والنشر والتوزيع، كتاب “منهجية تفصيح العاميات.. معايير لغوية ونماذج تطبيقية”، للباحث بمجمع اللغة العربية بالقاهرة رضا محمود عبدالحي، ليكون متاحا لجمهور الثقافة بمعرض القاهرة الدولى للكتاب بدورته 56.
الكتاب يمثل مرجعا هاما في تفصيح العاميات، ويقع في 470 صفحة من القطع المتوسط، قسمه المؤلف لثلاثة فصول، الأول عن الأصوات بين العامية المصرية والعربية، والثاني عن البنية بين العامية المصرية والعربية، والثالث في قضايا المعجم والدلالة.
يقدم الكتاب رؤية منهجية في تفصيح العاميات مستمدة من واقع الموروث العربي لغويا واصطلاحيًا، ومركزا في الإجراءات التطبيقية على العامية المصرية في ضوء معجم تيمور الكبير في الألفاظ العامية. فالإسهام المنهجي في هذا الكتاب يتمثل في وضع منهج لتفصيح العاميات؛ إذ إن أغلب الدراسات في هذا الصدد بوجه عام قد احتكم في تحليل الظواهر اللغوية بين العاميات والعربية) إلى بعض النصوص التقعيدية والاستدلالية: إما رفضا قاطعا للاستعمال اللغوي: إعمالاً للقاعدة الضارمة، وإما توسعا في إجازته؛ إهمالاً للقواعد المتعارف عليها – دون الاحتكام إلى منهج واضح في التأصيل والتحليل.
ويقول المؤلف: إذا ما وضعنا في الاعتبار نذرة الدراسات التي اهتمت برصد المصطلحات الدالة على تجريد الظواهر اللغوية المشتركة بين العامية والعربية، وضبطها مصطلحبًا ودلاليا ومنها: مصطلحات التبادل بين الصوامت العربية كالقلب والبدل والاعتقاب والتعاقب والمعاقبة والاشتقاق الأكبر والإبدال اللغوي وكتخفيف الهمزة أو تسهيلها وتليينها وانتقالها وحذفها، وبعض المصطلحات اللغوية التراثية التي اكتسبت دلالات مستحدثة على نحو سيتضح للقارئ.
وعن المعالجات الواردة في الكتاب يكمل: إذا وضعنا هذا في اعتبارنا: فسيلمس القارئ الكريم مدى أهمية هذا العمل في استخلاص منهج مقترح لتفصيح العاميات من ناحية، وفي تحرير المصطلحات المتداولة في هذا المجال، ورصد العلاقات الدلالية بينها، ودراسة الظواهر اللغوية من ناحية أخرى. ومن هنا فإنني أقرر مطمئنا أنه يمكن الاعتماد على معايير هذا المنهج أو مقاييسه في أية دراسة تتخذ التفصيح منهجا لها.
وتسهيلاً على القراء والباحثين، يتضمن الكتاب نماذج تطبيقية تقوم دليلاً على القواعد والمعايير المنهجية المستخلصة من واقع التطبيق والاطراد. وليس أحق بالتحليل والتطبيق في هذا الجانب من جهود أحمد تيمور في تفصيح العامية المصرية من خلال استقراء معجمه الكبير في الألفاظ العامية. ويكفي أن نقول إن معجم تيمور من أكبر المعاجم في العامية المصرية إن لم يكن أكبرها – ويتكون من ستة أجزاء، جاء الجزء الأول منه في مئة وخمس وتسعين صفحة (195): وهذا الجزء بمنزلة كتاب كما يرى الأستاذ الدكتور حسين نصار في مقدمة المعجم فقد قدم تيمور في هذا الجزء مقدمة طويلة رصد فيها كثيرًا من قواعد العامية وفق مستويات اللغة المختلفة، والربط بينها وبين العربية من خلال نصوص عربية من أمهات كتب اللغة والأدب والتاريخ. وأما الأجزاء الأربعة اللاحقة فكان أحمد تيمور يأتي بألفاظ عامية ويبين أصلها الفصيح، أو الأجنبي، وقد جاء الجزء الثاني في ثلاث مئة وثمان وستين صفحة (368)، والجزء الثالث في ثلاث مئة وإحدى وخمسين صفحة (351)، والجزء الرابع في أربع مئة وإحدى وستين صفحة (461)، والجزء الخامس في أربع مئة وسبع من الصفحات (407). وأما الجزء السادس فقد خصص للفهارس التفصيلية.
وتشارك دار أم الدنيا للدراسات والنشر والتوزيع، بمعرض القاهرة الدولى للكتاب بدورته 56، في الفترة بين 23 يناير و 5 فبراير 2025 تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، بما يزيد عن 150 عنوانا جديدا من إصداراتها، عبر جناحها المتواجد في صالة 2 جناح c-23.