رئيس التحرير

 حين يمرض القلب .. ويحزن الجسد

الأربعاء 16-04-2025 19:46

كتبت : رغدة كاظم

الحزن هو أحد المشاعر الإنسانية الطبيعية التي يمر بها الإنسان في مراحل مختلفة من حياته، سواء بسبب فقدان شخص عزيز، أو فشل في علاقة، أو حتى ضغوط الحياة اليومية. وعلى الرغم من كونه شعورًا نفسيًا، إلا أن آثاره لا تقتصر على الجانب العاطفي فقط، بل تمتد لتؤثر بشكل عميق على صحة الإنسان الجسدية والعقلية.

عندما يعيش الإنسان حالة من الحزن، يختبر مشاعر مثل الاكتئاب، القلق، الانعزال، وانخفاض في تقدير الذات. وقد تؤدي هذه الحالة إلى صعوبة في التركيز، فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية، واضطرابات في النوم. وإذا طال أمد الحزن دون معالجة، فقد يتحول إلى اكتئاب مزمن، يصعب الخروج منه دون تدخل نفسي متخصص.

الجسد لا ينفصل عن النفس، ولذلك فإن الحزن العميق يمكن أن يؤدي إلى عدة أعراض جسدية مثل:

 ضعف المناعة: فالإجهاد العاطفي يضعف الجهاز المناعي، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.

آلام مزمنة: كآلام الرأس، وآلام المفاصل أو الظهر، نتيجة للتوتر العضلي المستمر.

 اضطرابات الجهاز الهضمي: مثل فقدان الشهية أو الإفراط في الأكل، مما يؤدي إلى مشاكل في المعدة أو الوزن.

مشاكل القلب: أظهرت الدراسات أن الحزن الشديد قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، وخصوصًا ما يُعرف بـ “متلازمة القلب المنكسر”، وهي حالة طبية حقيقية يمكن أن تحدث نتيجة لانفعال عاطفي شديد.

كيف نتعامل مع الحزن؟

الحديث عنه: مشاركة المشاعر مع شخص موثوق يمكن أن تخفف من وطأة الحزن.

 الرعاية الذاتية: النوم الكافي، التغذية الجيدة، وممارسة الرياضة يمكن أن تساعد في تحسين المزاج.

 التعبير الإبداعي: مثل الكتابة، الرسم، أو الاستماع إلى الموسيقى.

 اللجوء إلى المتخصصين: في حال استمرار الحزن لفترة طويلة، فإن الدعم النفسي أو العلاج يمكن أن يكون ضروريًا.

الحزن ليس ضعفًا، بل هو دليل على أن للإنسان قلبًا يشعر ويتأثر. لكن من المهم أن ننتبه لآثاره، وأن نمنح أنفسنا الوقت والرعاية اللازمة للشفاء. فالصحة النفسية والجسدية وجهان لعملة واحدة، لا يكتمل أحدهما دون الآخر.

اضف تعليق