كتب:  عبد الله هيثم

في مشهد فني مفعم بالحيوية والإبداع، شهد مسرح الجمهورية تألق براعم وشباب مركز تنمية المواهب في دار الأوبرا المصرية خلال احتفالية “عيد الربيع”، التي عكست حصاد جهود فنية وتربوية استثنائية، حملت توقيع الفنان الدكتور علاء عبد السلام، رئيس دار الأوبرا المصرية، وإشراف فني دقيق من المايسترو الدكتورة سهير حسين.

الحفل الذي امتد لما يقارب الساعة والنصف، تضمن أكثر من ثلاثة عشر عملاً غنائياً لأصوات واعدة، استحوذت على إعجاب الحضور، وسط تصفيق حار وحضور جماهيري مميز، عكس حالة من التفاعل الحي مع الأداء الطفولي الناضج فنياً والمدروس بعناية.

بين إشارات القائدة الفنية سهير حسين، وانفعالاتها كمتذوقة للفن، كان الجمهور على موعد مع تجربة مسرحية تُجسِّد تلاقي الموهبة بالتدريب، والانضباط الفني بالتعبير الصادق. وقد حظي العرض بإشادة كبيرة من الدكتور سامح صابر، مدير مركز تنمية المواهب، الذي حرص على التواجد ودعم الفريق بكامل طاقته، مؤكداً أن الفن الحقيقي يزدهر حين يُدار بعشق وتفانٍ.

اللافت في الحفل، كانت اللمسات الإنسانية والتنظيمية التي أضافها الدكتور علاء عبد السلام، بإعادته ترتيب تفاصيل صغيرة صنعت فارقاً كبيراً، أبرزها توفير أماكن جلوس مخصصة للأطفال المشاركين، بعد معاناة دامت لأشهر، وصلت إلى حد حالات الإغماء. هذا القرار البسيط في مظهره، العميق في دلالته، أعاد للأوبرا المصرية وهجها الإنساني قبل الفني، وأشعل مشاعر الامتنان بين أولياء الأمور وأبناء الفريق.

شهد الحفل حضوراً مميزاً لعدد من الشخصيات الفنية والثقافية، من بينهم الفنانة عيشة فؤاد، المايسترو عمرو حسن، والكاتب الصحفي أشرف عامر، في مشهد يجسد تلاحم مجتمع الثقافة والفن دعماً للموهبة.

في الوقت الذي تتسابق فيه التحديات على استهداف الهوية والثقافة، يأتي هذا النجاح ليؤكد أن الفن الجاد، حين يُدار بإخلاص، يملك قدرة حقيقية على صناعة الوعي وبناء الأوطان.

وتبقى دار الأوبرا المصرية، بقيادتها الحالية، على موعد مع مستقبل أكثر إشراقاً، للحديث بقية.