رئيس التحرير

عبدالله هيثم يكتب : خالد البلشي أمام إختبار حاسم نقابة الصحفيين بين تحديات حقيقية وآمال مهنية كبيرة

الإثنين 05-05-2025 16:59

إعداد : عبدالله هيثم 

جاء فوز خالد البلشي بمنصب نقيب الصحفيين، الجمعة الماضية، تتويجًا لثقة متجددة من الجمعية العمومية التي منحت صوتها لمن تراه الأقرب لنبضها ومطالبها. إلا أن هذا الفوز لم يكن نهاية السباق، بل بداية لمعركة حقيقية مع ملفات نقابية ثقيلة، باتت على طاولة النقيب الجديد، وعلى رأسها: حرية الصحافة، ملف الصحفيين المحبوسين، القيد الاستئنافي، وزيادة بدل التكنولوجيا.

حرية الصحافة أولًا لتعيش وحدة الصحفيين 

مع كل دورة انتخابية، يتصدر شعار “حرية الصحافة” المشهد، لكن بعد انتهاء التصويت، غالبًا ما تتوارى المطالب خلف الحسابات. البلشي، المعروف بمواقفه الواضحة في هذا الملف، يواجه اليوم مسؤولية تنفيذية تتجاوز الشعارات. فالصحفيون ينتظرون آليات حماية حقيقية، وبيئة عمل تضمن الحد الأدنى من الاستقلال والأمان.

الصحفيون المحبوسون قضية لا تقبل الصمت

رغم الوعود المتكررة، لا يزال ملف الصحفيين المحبوسين حبيس التصريحات. العشرات من الزملاء يقبعون خلف القضبان بسبب قضايا مرتبطة بالرأي أو التغطية الصحفية. الكرة الآن في ملعب النقيب، الذي بات مطالبًا بتحرك ملموس على مسارات قانونية ونقابية، لتفعيل دور النقابة كمدافع حقيقي عن حرية الزملاء وحقوقهم الأساسية.

 

“القيد الاستئنافي”.. معركة الاعتراف بالمهنة

أما ملف القيد الاستئنافي، فيُعد من أكثر الملفات حساسية داخل أروقة النقابة. فهناك المئات من الصحفيين، يعملون بشكل منتظم في مؤسسات صحفية، دون أن يحصلوا على حقهم في العضوية الكاملة. تجاهل هذا الملف يعني تكريس التفرقة داخل الجسم النقابي وحرمان شباب المهنة من أبسط حقوقهم النقابية.

 

زيادة البدل حق مكتسب أم ورقة تفاوض؟

يُعد بدل التدريب والتكنولوجيا أحد أبرز الملفات التي تنتظر تحركًا واضحًا من النقيب، خصوصًا في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة. فبالنسبة لآلاف الصحفيين، خاصة في المؤسسات المتعثرة والأقاليم، يمثل البدل شريان حياة لا يمكن التفريط فيه. ومع تزايد معدلات التضخم، بات من الضروري ربطه بمؤشرات غلاء المعيشة، بدلًا من إبقائه رهينة للتفاوض أو القرارات الموسمية.             

             الرهان على التغيير

الجمعية العمومية وضعت ثقتها في خالد البلشي ليس فقط كشخص، بل كمشروع نقابي يرتكز على الشفافية، والانحياز للمهنة وأصحابها. والرهان الآن هو على مدى قدرته على إدارة الملفات الساخنة دون التفاف أو تأجيل الأفعال أصدق من الوعود

الوقت الآن هو وقت التنفيذ، والأنظار موجهة نحو خالد البلشي كما لم يحدث من قبل. التحديات لا تنتظر، والمطالب لا تقبل التأجيل. النجاح في المرحلة القادمة لن يقاس بالكلام بل بالأفعال،    وهو ما ينتظره الجميع من نقيب الصحفيين  .

اضف تعليق