في الوقت الذي تتزايد فيه الدعوات للعودة إلى الطبيعة واعتماد الأنظمة الغذائية الصحية، تبرز “الجوافة” كأحد أبطال الفاكهة في مصر، ليس فقط لمذاقها العذب، بل لما تحمله من فوائد طبية وغذائية تجعلها بمثابة صيدلية طبيعية بين أيدينا.

الجوافة، تلك الثمرة التي تتوفر بكثرة في الأسواق المصرية من الخريف وحتى أوائل الشتاء، غنية بفيتامين C بنسبة تفوق ما يحتويه البرتقال، ما يجعلها درعًا واقيًا في مواجهة نزلات البرد والإنفلونزا، خاصة لدى الأطفال وكبار السن.

دراسات علمية عديدة أكدت أن تناول الجوافة بانتظام يعزز من قوة الجهاز المناعي، ويسهم في تحسين الهضم بفضل غناها بالألياف، كما تساعد في خفض ضغط الدم، وتنظيم مستويات السكر في الدم، ما يجعلها صديقة لمرضى الضغط والسكري على حد سواء.

ولمن يسعون إلى إنقاص الوزن، تقدم الجوافة حلاً مثالياً؛ فهي فاكهة منخفضة السعرات الحرارية، وتمنح إحساسًا بالشبع دون الإخلال بالتوازن الغذائي. هذا إلى جانب احتوائها على مضادات أكسدة تساهم في مكافحة الشيخوخة وتقوية خلايا الجلد.

الجوافة ليست فقط فاكهة، بل هي تراث غذائي وصحي يجب الحفاظ عليه وتعزيزه في ثقافتنا الغذائية اليومية. وفي ظل توجهات الدولة لدعم الزراعة والمنتجات المحلية، تبقى الجوافة مثالاً على ثمار الخير التي تنمو على أرض مصر، وتحمل في طياتها ما لا تحمله عقاقير كيميائية كثيرة.