رئيس التحرير

عبدالباسط خليل يكتب : الطلاق ظاهرة اجتماعية بين الضرورة والتحديات

السبت 24-05-2025 16:47

بقلم/عبدالباسط خليل

في ظل التحولات الاجتماعية والثقافية التي يشهدها العالم العربي، أصبحت ظاهرة الطلاق من أبرز القضايا التي تؤرق المجتمعات، حيث تشير الإحصائيات إلى ارتفاع معدلات الطلاق بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، ما يدعو إلى الوقوف عند أسبابه، آثاره، وسبل الحدّ منه.

فوفقًا لإحصائيات دائرة الأحوال المدنية في مصر لعام 2024، فإن نسبة الطلاق بلغت [44375]حاله في الفئه العمريه ما بين 25 الي 30 عام، مع ارتفاع ملحوظ في حالات الطلاق بين الأزواج حديثي الزواج، أقل من ثلاث سنوات.حيث ان أسبابها تكون متشابكة ومعقدة وتتعدد ذالك الأسباب ما بين اقتصادية، ونفسية، واجتماعية.
فالفقر، والبطالة، وضغوط المعيشة قد تُضعف أواصر العلاقة بين الزوجين.
كما أن غياب التفاهم، وتدخل الأهل، بالإضافة إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من العوامل التي تسرّع من قرارات الانفصال.

قالت الأستاذة نسرين العلي، المتخصصة في علم الاجتماع”لم يعد الطلاق اليوم مرتبطًا فقط بالمشكلات الكبيرة، بل أصبحت الخلافات البسيطة تؤدي أحيانًا إلى قرارات مصيرية نتيجة ضعف التواصل بين الأزواج”.
وتكون الضحايا الصامتون دائما الأطفال، الذين يعيشون صدمة الإنفصال، ويعانون من اضطرابات نفسية، وسلوكية إذا لم يتم التعامل مع الوضع بحكمة.

حيث تشير دراسات إلى أن الأطفال في بيئة أسرية منقسمة معرضون لصعوبات في التحصيل الدراسي، ومشاكل في بناء علاقات صحية مستقبلية.
ضرورة التوعية والإصلاح

فمعالجة هذه الظاهرة، لا بد وان يبرز دور مؤسسات المجتمع المدني، ووسائل الإعلام، ورجال الدين في التوعية بأهمية الزواج، وطرق حل الخلافات الأسرية بطرق حضارية. كما أن مراكز الإرشاد الأسري أصبحت من الأدوات الفعالة لتقليل نسب الطلاق.

كما الفت النظر الي ان ليس دائمًا الطلاق شرًا مطلقًا، فقد يكون الحل الأنسب في بعض الحالات التي تستحيل فيها العشرة. لكنه يظل قرارًا يجب أن يُتخذ بعد تفكير عميق ومحاولات جادة للإصلاح، لما له من تبعات لا تمس الزوجين فقط، بل تمتد إلى الأسرة والمجتمع بأسره.حيث تختلف إجراءات الطلاق في بعض الدول بحسب القوانين المعمول بها. فبعض الأنظمة تسعى إلى تقنين الطلاق عبر جلسات صلح إلزامية قبل الطلاق الرسمي، لضمان استنفاد جميع وسائل المصالحة.
ويؤكد المحامي أحمد سالم أن “الطلاق في القانون ليس مجرد فسخ للعقد، بل عملية اجتماعية معقدة لها تبعات مالية ونفسية يجب أن تُؤخذ بعين الاعتبار”.وتشير دراسات نفسية إلى أن الطلاق قد يؤدي إلى حالات من الاكتئاب، والقلق، والشعور بالفشل، خاصة في السنوات الأولى بعد الانفصال. ويعاني الطرفان، وأحيانًا الأقارب، من مشاعر الحزن والإحباط، مما يتطلب دعماً نفسياً ومجتمعياً فعالاً.

فهناك نوع آخر من الطلاق لا يقل خطورة عن الرسمي، وهو ما يُعرف بـ”الطلاق العاطفي”، حيث يعيش الزوجان تحت سقف واحد دون أي تواصل أو مشاعر، ما ينعكس سلبًا على الأبناء ويخلق بيئة أسرية متوترة وصامتة.حيث ان يمكن للاعلام أن يلعب دورًا حاسمًا في تقديم صورة إما واقعية أو مشوّهة عن الزواج والطلاق. فبعض المسلسلات تُظهر الطلاق كحل سهل وسريع، دون عرض العواقب الواقعية، مما قد يؤثر على قرارات الأفراد. لذا، من الضروري تقديم محتوى يعزز القيم الأسرية ويُبرز أهمية الحوار والتسامح.

اضف تعليق