الطاقة وقوة اللسان: اقدارك تنبع من لسانك
الثلاثاء 10-06-2025 12:58

كتبت رغدة كاظم
في كل لحظة من حياتنا، نحن محاطون بطاقة لا تُرى بالعين، لكنها تُشعر وتُستشعر. هذه الطاقة تتأثر بأفكارنا، ومشاعرنا، والأهم من ذلك: كلماتنا. كثيرًا ما نُهمل قوة الكلمة، وننسى أن اللسان ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل أداة قادرة على البناء أو الهدم، على التحفيز أو التثبيط، على خلق الواقع أو تدميره.
الطاقة تبدأ من الداخل
الطاقة التي نحملها بداخلنا تنعكس على سلوكنا، علاقاتنا، وحتى على صحتنا الجسدية والنفسية. وهذه الطاقة تبدأ بأفكارنا، لكنّها لا تكتمل إلا حين نُخرجها من أفواهنا كلمات. فعندما تقول “أنا قادر”، تفتح لنفسك بوابة جديدة من الإمكانيات. وعندما تردد “أنا تعبان، أنا فاشل”، فأنت تُغلق الأبواب بيدك.
اللسان مفتاح القدَر
هناك مثل قديم يقول: “اللسان حصان، إن صنته صانك، وإن خنته خانك”. هذا القول لا يعبر فقط عن الأخلاق، بل أيضًا عن الطاقة الكامنة في الكلمة. فالكلمات التي نستخدمها ترسل ذبذبات تؤثر على وعينا وواقعنا. من يكرر الشكوى يعيش في دوامة التعب. ومن يردد الأمل يفتح قلبه للحلول والفرص.
في علم الطاقة، هناك ما يُعرف بـ”النية المعلنة”، وهي فكرة أن ما تقوله بصوت عالٍ، يصبح أكثر احتمالًا لأن يتحقق، لأنك لا تعلنه فقط للعالم، بل لعقلك الباطن أيضًا. ولسانك هنا هو أداة توجيه، يُشبه المقود الذي يحدد وجهة سفينتك.
غيّر كلماتك، تتغير حياتك
ابدأ بملاحظة ما تقوله يوميًا عن نفسك، عن الآخرين، وعن الحياة. هل كلماتك تحمل طاقة سلبية؟ هل تكثر من قول “لا أستطيع”، “مستحيل”، “ما في فايدة”؟ جرّب أن تستبدلها بـ”سأحاول”، “كل شيء ممكن”، “أنا أتعلم وأتطور”. هذه التغييرات البسيطة في المفردات، تصنع تغييرات عميقة في طريقة تفكيرك وحياتك.
البرمجة الذاتية تبدأ من اللسان
عقلك الباطن يُصدق ما تردده باستمرار. فإن رددت “أنا قوي، أنا أستحق النجاح”، مرارًا وتكرارًا، ستجد أنك بدأت تتصرف بثقة، وتشعر أنك حقًا تستحق الأفضل. أما إذا استخدمت لسانك لتجلد ذاتك، فستبني جدارًا داخليًا من الضعف والتردد.
خاتمة
لسانك ليس فقط وسيلة للكلام، بل هو أداة للطاقة، للنية، وللتحوّل. كل كلمة تنطق بها هي بذرة تزرعها في حقل واقعك. فإن زرعت الأمل، نبت النجاح. وإن زرعت الشكوى، نبت الألم. تذكّر دائمًا: أقدارك تنبع من لسانك، فاجعله ينطق بما تريد أن تعيشه.