رئيس التحرير

سامي التميمي يكتب :الأنتخابات ودورها في بناء الوطن والأنسان .

الخميس 12-06-2025 17:30

بقلم :  سامي التميمي

لقد عملت بعض الدول التي تعمل على ترسيخ مبادىء الديمقراطية أن تحرص على نزاهة وعدالة العملية الانتخابية، لضمان تعزيز الديمقراطية في إختيار الشعب ( للنواب والممثلين ) ، وأن الصوت الانتخابي يستطيع أن يقلب الموازين السياسية إذانظمت الانتخابات بصورة نزيهة وشفافية ووفقاً للشروط القانونية والدستورية التي يحددها القانون والدستور في ذلك البلد ، فعدم المشاركة في الانتخابات والعزوف عنها في بعض البلدان يعكس عدم ثقة الشعب في النظام السياسي والأنتخابي . و تُعرَّف الانتخابات هي العملية التي يتم فيها اختيار الأشخاص ليشغلوا المناصب التشريعية والتنفيذية بشكل رسمي، أو القيام برفض أو قبول قرار سياسي أو حكومي من خلال التصويت ، وعادةً ما تكون المناصب سياسية، أو بتفسير آخر ، فالانتخابات هي العملية الديمقراطية التي تسمح لأي مواطن يتجاوزعمره الثامنة عشرة بانتخاب ممثل عنه وعن مصالحه . هناك أنواع من الأنظمة الأنتخابية مثلا : النظام الانتخابي المتعدد : يكون المُرشح فائزاً في حال حصوله على أكثر عدد من الأصوات بغض النظر عن نسبةأصواته من المجموع الكلي من الأصوات حتى لو كانت أقل من 50 بالمئة، حيث يتم في هذا النظام الاعتماد على الدوائر الانتخابية التي ترشح عضواً واحداً مع السماح للناخبين بالإدلاء بصوت واحد فقط خلال عملية الاقتراع. نظام الأغلبية : يجب حصول المرشحين على أغلبية الأصوات لكي يفوزوا بالانتخابات؛ بحيث تتجاوز نسبة 50 ‎%‎ بالمئة من خلال تصويت المرشحين بصوت واحد، وفي حال لم يصل أي من المُرشحين لهذه النسبة تُجرى جولة ثانية من الانتخابات ويُسمح فقط للذين وصلوا للحد الأدنى من الأصوات خلال الجولة الأولى. التمثيل النسبي : هذا النظام الانتخابي يعد شائعاً بين كثير من الدول والتي تتمثل بإعطاء الكتل و الأحزاب نسبة معينة بعدد مقاعد البرلمان ، بناءً على النسبة التي حصل عليها من الأصوات في صناديق الاقتراع. نظام قائمة الحزب : يقوم الناخبون بالتصويت للأحزاب بدلاً من التصويت للأفراد وبعدها تقوم هيئة أو أدارة الحزب بتحديد الاشخاص الذين سيشغلون المقاعد البرلمانية ويمثلون ناخبيه . ولكن عموما ً أثبتت كل تلك النظم الأنتخابيةفشلها في عدم تحقيق النزاهة والمصداقيةفي تحقيق ما تصبوا له الشعوب في تحقيق العدالةوالشفافية . المدرسة الدينقراطية الحضارية الحديثة . قام الباحث والكاتب الأستاذ حسن العتابي من العراق ، بدراسة شاملة ووافيةلكل تلك الأنظمة في العالم ، من وخلال ذلك البحث المعمق والدراسة المستفيضة ، أوجد الكثير من العيوب والمثالب والثغرات ، وقد عالجها بشكل علمي وموضوعي وعقلاني ومنطقي ، وقد دخل في الكثير من الحوارات والنقاشات الفكرية المتخصصة مع أساتذةالقانون والدستور والفكر السياسي والنظم الأنتخابية والأدارية ، وقد أبدى الجميع بالأعجاب لما توصل له من دراسة مهمة في الفكر المتقدم والحديث للنظم الأنتخابية . وفي تعريف بسيط لتلك المدرسة التي أعجب و أنظم أليها الكثير من النخب المهمة والمثقفة من الأكاديميين والكتاب والأعلاميين والقادة الكبار من الضباط في الجيش والشرطة . الدينقراطية هي نظرية سياسية حديثة ومتطورة جائت بـ ( المقارنه ) مع جميع النظم السياسية وعلى رأسها المنظومتين ( الديمقراطية والثيوقراطية ) , والدينقراطية هي كلمة مركبة من مقطعين : المقطع الأول ( دين ) وتعني باللغة العربية العقيدة , والمقطع الثاني ( قراط ) وتعني باللغة الإغريقية الحكم , وبذلك تعرف الدينقراطية حرفيآ بـ ( حكم العقيدة ) هل الشعب هو مصدر السلطات أم هو مصدر شرعية السلطات ؟ تعتبر جميع الدساتير الديمقراطية , إن الشعب هو مصدر السلطات , وان الشعب هو الحاكم الفعلي للدولة , وليست الأحزاب السياسية , بينما تعتبر المنظومة الدينقراطية , إن ما تدعيه الديمقراطية من مبدأ الشعب هو مصدر السلطات , هو مجرد شعار صوري , وإن الشعب ليس أكثر من أداة لتمكين الأحزاب السياسية , من الهيمنة على مقاليد السلطة بإسم الشعب , وإنما الشعب في الواقع هو مصدر شرعية السلطات , وليس مصدر السلطات . فالنخب المهنية هم الذين يديرون العملية السياسية , وهم مصدر السلطات التي ترسم وتخطط وتمارس , كافة وظائف السلطات الثلاثة التشريعية والقضائية والتنفيذية , بالقهر والقوة والفرض والإكراه , الذي اكتسبوا شرعيته , بإقرار وتفويض ( الأغلبية ) من الشعب , ومن خلال قاعدة العقد الاجتماعي , التي صادقت عليها صناديق الاقتراع . لذلك فلابد من الركون الى الحكمة والتدبر في التغيير وأتباع أساليب حديثة وفكر متطور وراقي في النظم الأنتخابية والسياسية والأقتصادية القديمة التي عفا عليها الزمن ، والتي لاتواكب التطور والحداثة وحاجات المجتمع والأنسان .

اضف تعليق