رئيس التحرير

الدكتورة منى حنا عياد تكتب : 30 يونيو ثوره سيخلدها التاريخ

الأحد 22-06-2025 14:22

بقلم /دكتورة منى حنا عياد

جماعة الإخوان كانت – كعادتها – تجرى وراء سراب أستاذية العالم، أى حكم العالم، من باب عشق السلطة وليس من باب خدمة الدين، وتتخذ من نظام الحكم فى إيران القدوة، وتعتبره نبراسا لهم، نظرا  لتطابق فكرة ولاية الفقيه الإيرانية مع فكرة الحاكمية التى ينتهجها ويتبناها تنظيم الإخوان، ويصل التشابه فى الأفكار والمعتقد إلى أكثر من 11 صفة، لذلك سارت على نفس النهج منذ 1979 والتزلف إليه، وعندما اندلع حراك 2011 سارعت جماعة الإخوان لاستنساخ طريقة الحكم الإيرانى، فى مصر، وأبرزها تأسيس جيش مواز على غرار «الحرس الثورى» قوامه 100 ألف مقاتل، ونواته الفرقة 95 «إخوان» التى أسسها القيادى الإخوانى أسامة ياسين، ويتبع مباشرة مكتب الإرشاد، ومهامه قمع وقتل كل من يحاول أن ينبس ولو بحرف من كلمة معارضة للجماعة، والاضطهاد والتنكيل بأشقائنا فى الوطن، الأقباط. وتلقى مكتب الإرشاد بالفعل اقتراحات ونصائح من قيادات الحرس الثورى الإيرانى، منها ضرورة إلحاق عناصر من الجماعة بكلية الشرطة والكليات العسكرية، والاستعانة أيضا بطلاب كليات التربية الرياضية وكليات الحقوق وتدريبهم لمدة 6 أشهر، ومن ثم إلحاقهم بعد ذلك للعمل فى حماية المنشآت والمقار الإخوانية، ومواجهة قوات الجيش والشرطة، والتمهيد للإطاحة بكل العناصر غير الموالية لهم فى الأجهزة الأمنية، وإحلال هؤلاء محلهم. وبدأت الجماعة فعليا فى التنفيذ، لكن ورغم حالة السيولة الأمنية والفوضى العارمة فى الشارع، كانت الأجهزة الأمنية المصرية فى أعلى درجات اليقظة، وتواصل العمل ليل نهار، وتمكنت من رصد هذه المخططات، وأحبطتها فى حينها. مخطط جماعة الإخوان لتأسيس جيش مواز على غرار الحرس الثورى الإيرانى، اعترف به قيادات الإخوان عندما هددوا فى 2012 وفى يوليو 2013 بحرق مصر، وأنهم يمتلكون 100 ألف مقاتل تدربوا فى سيناء، وهو ما كشفه أيضا بعض الشخصيات التى كانت قريبة من الجماعة، مثل الشيخ ياسر برهامى، والذى أكد أن الجماعة بالفعل اتخذت خطوات حثيثة لتأسيس شبيه الحرس الثورى، لتنفيذ مخططاتهم، وهو الأمر الذى كان سيمثل كارثة لدولة المؤسسات، واستبدالها بميليشيات مسلحة تتناحر فيما بينها، وتورط البلاد فى مشاكل جمة، وعندما تتعرض البلاد لعدوان، لن يكون قى مقدرتها المواجهة، مثلما نرى من حولنا، وهو درس لو تعلمون عظيم، يدفعنا إلى التمسك والالتفاف وتقديم كل الدعم لمؤسسات الدولة الحامية وفى القلب منها المؤسسة العسكرية، درع وحصن وأمان البلاد، ضد الأطماع المستعرة حاليا، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. ليست شيفونية لثورة 30 يونيو 2013 وإنما حقيقة سيخلدها التاريخ، وأثبتتها الأحداث الملتهبة التى تمر بها المنطقة حاليا، وأن مصر قى قلب بركان، لذلك لولا خروج المصريين فى ذلك التاريخ المضىء، لكان المصير الآن يفوق ما يحدث حولنا بكثير؛ ولو افترضنا أن الجماعة كانت مستمرة، لتورطت مصر فى صراعات دون استعداد حقيقى وتقديرات موقف تأسيسا على العلم والخبرة، كون أن الجماعة لا تجيد سوى التجارة بالشعارات والخطب، ولا تمتلك أى قدرات من أى نوع، وساكن جيناتها الداخلية، الخيانة والغدر؛ والأهم أن قيمة «الوطن» منقرضة من عقيدتهم وأفكارهم، واعتباره «مجرد حفنة من تراب عفن» فلا يعنيهم حدود ولا مقدرات، ويعيشون فى خيال مريض بطله «أستاذية العالم» أى حكم العالم بمفهوم الخلافة الإسلامية، تتلاشى فيه الحدود، فيه الأفغانى الإخوانى أفضل وأعلى مرتبة من المسلم المصرى وليس عضوا بالجماعة! هذا غيض من فيض، مما أحدثته ثورة المصريين المضيئة فى 30 يونيو، والتى أعادت الوطن المخطوف إلى أبنائه، وأثبتت الأيام والأحداث أن المصريين كان منسوب وعيهم فى أقصى ارتفاعاته، واستشعروا مبكرا للغاية مخاطر وجود هذه الجماعة الإرهابية ومن لف لفهم، فخرجوا عليهم وطردوهم شر طردة.

اضف تعليق