رئيس التحرير

الشاعرة الفلسطينية د. أحلام محمد أبو السعود تكتب : غزة وحدها في مواجهة تحالف الخذلان والشر

الإثنين 30-06-2025 17:18

༺༺༻༻༺༻
✍️ بقلم:د. أحلام محمد أبو السعود
سفيرة الإعلام العربي – باحثة في الشؤون الفلسطينية

❖❖❖

في زمنٍ تُقلب فيه الحقائق وتُدفن القيم تحت ركام المصالح، تقف غزة، الشريط الضيق المحاصر، كأوسع بقعة من الشرف العربي المتبقي، في مواجهة حرب إبادة ممنهجة تُمارس منذ أكتوبر 2023، وقد شارفت على انتهاء عامها الثاني، بينما تقف الأنظمة العربية، والإسلامية، والمجتمع الدولي، موقف الصامت المتواطئ… أو الممول أحيانًا.

أولاً: التواطؤ العربي المدفوع الأجر

حين دفعت بعض دول الخليج تريليونات الدولارات في صفقة القرن سيئة الذكر لإدارة ترامب، لم يكن ذلك “مقابل السلام”، بل كان مقابل إسكات الصوت الفلسطيني إلى الأبد، وبخاصة صوت غزة المقاوم. لم يكن في شروط تلك الصفقة وقف العدوان على غزة أو إنهاء الحصار، بل كان هدفها تصفية ما تبقى من القضية وتطبيع العلاقات على حساب الدم الفلسطيني.

فلماذا لم يكن وقف الحرب على غزة شرطًا واضحًا وثابتًا مقابل تلك الأموال؟ الجواب واضح: لأن المطلوب كان كسر غزة، لا دعمها. ولأن المقاومة الفلسطينية بجميع فصائلها، هي ما يُعتبر خطرًا على العروش وليس الاحتلال.

ثانيًا: المواقف الإيرانية وحزب الله… شعارات لا تتجاوز الحدود

لطالما صدّرت إيران خطابًا مقاومًا، ورفعت شعار “تحرير القدس”، ولكن في لحظة الحقيقة، حين اشتعلت غزة وارتوت الأرض بدماء أبنائها، لم يكن رد إيران أكثر من بيانات نارية وتصريحات فضفاضة. وإذا كانت طهران قادرة على التفاوض مع “إسرائيل” والولايات المتحدة في ملفاتها النووية والسياسية، ألم يكن أولى أن تجعل وقف الحرب على غزة شرطًا أساسيًا قبل أي تفاهم؟!

أما حزب الله، الذي لطالما صدّر نفسه حاميًا للمقاومة، فقد اختار “الاحتواء” و”الرسائل المحدودة” و”الرد المدروس”؛ تاركًا غزة وحدها تقاتل جيشًا مدججًا، مدعومًا من واشنطن، ولندن، وبرلين، وعواصم العرب أيضًا!

ثالثًا: هل الشعب الفلسطيني أقوى من جغرافيا العرب كلهم؟!

في الوقت الذي ارتجفت فيه عواصم من كلمة “مقاطعة”، وثارت أنظمة على تغريدة، ظل الشعب الفلسطيني في غزة يواجه الإبادة الجماعية، والجوع، والقصف، والتجويع، والخنق، والتعتيم، والحصار، بلا كهرباء، ولا ماء، ولا دواء، ولا غطاء سياسي أو عسكري.

فهل حقًا الشعب الفلسطيني أقوى من كل هذه الدول والأنظمة؟
الجواب: نعم، ولكن ليس بعدد السلاح، بل بقوة الإرادة، وبقناعة الانتماء، وبإيمان الحق. شعبٌ يختار الموت على الركوع، بينما اختار غيره الحياة على حساب الكرامة.

رابعًا: لماذا تبقى غزة وحدها؟ ولمصلحة من؟!

تبقى غزة وحدها في الميدان، لأن المطلوب إسقاطها. فغزة ليست مجرد جغرافيا، بل فكرة؛ رمز للكرامة والبسالة والرفض. وغزة إذا انتصرت، فإن كل منظومات الخنوع ستُفضح، وكل عروش الهوان ستسقط. ولذلك، تتكالب عليها قوى الشر:

الاحتلال الصهيوني بقوته العسكرية

الغرب بمساندته السياسية

العرب بصمتهم وتمويلهم

الإسلاميون بشعاراتهم الفارغة

والأمم المتحدة بعجزها المدروس

في الختام:

لم تعد غزة بحاجة للبيانات، بل للمواقف. لم تعد غزة بحاجة للمواساة، بل للسلاح. أما الشعب الفلسطيني، فقد كتب تاريخه بالدم، وأثبت أنه لا يحتاج إلا لعدالة قضيته، وسواعد أبنائه.

وغدًا حين تُكتب كتب التاريخ، لن يُسأل الغزّي: أين كان العرب؟
بل سيُسأل العرب: أين كنتم حين احترق قلب الأمة؟!

اضف تعليق