الشاعرة الفلسطينية د. أحلام محمد أبو السعود تكتب : غزة… حين يُصبح الجوعُ سلاحًا والمساعداتُ مصائد موت
الثلاثاء 01-07-2025 14:49

بقلم: د. أحلام محمد أبو السعود
سفيرة الإعلام العربي والباحثة في الشؤون الفلسطينية
༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻
نعم… هذا هو الواقعُ الدامي في غزة اليوم… واقعٌ يُدمي القلب وتدمع له العيون.
فلا شيء في هذه الأرض المحاصرة يُشبه الحياة، إلا الصمود… ولا شيء يُشبه الصبر، إلا وجوه أهلها وهم يقفون في طوابير الخبز والدواء تحت القصف، وسط المجازر.
في غزة، تُقصف شاحنات المساعدات لا في مكانٍ واحدٍ فحسب، بل في كل بقعة من الشمال حتى رفح؛ في الطرقات الترابية، عند مداخل الأحياء، على مشارف النقاط الإنسانية، حتى أمام المراكز المعلنة لتوزيع الغذاء…
تحولت الشاحنات التي تُفترض أن تحمل الحياة، إلى أهدافٍ للقنص والتفجير، وأحيانًا إلى طُعمٍ مسمومٍ بالموت!
وما لم يُقصف منها، يُنهب ويُسطى عليه…
نعم، فهناك من شغّلتهم دولة الاحتلال كعملاء على الأرض، لينفذوا مهمتها الخبيثة:
السطو على الشاحنات قبل أن تصل إلى الجياع، نهب المساعدات، بيعها في السوق السوداء، وحرمان الأطفال والنساء والشيوخ من أبسط مقومات البقاء.
ووسط هذا الجوع الممنهج، يبقى الاحتلال يُحكم الطوق، ويمنع الغذاء والدواء، ويُحظر الأونروا منذ الثاني من مارس، تلك التي كانت لأكثر من سبعين عامًا الملاذ الإنساني الأمين للاجئين الفلسطينيين.
لقد سُحب منها التفويض السياسي، وسُدّت أبواب مراكزها، في وقتٍ تموت فيه غزة من الجوع والعطش والمرض.
أنواع المعاناة في غزة اليوم:
🔻 تجويعٌ متعمد: لا طحين، لا غذاء، لا مياه صالحة للشرب.
🔻 انهيار صحي شامل: مستشفيات بلا كهرباء، أدوية نفدت، ومرضى يُتركون للموت.
🔻 حرب على الأمومة والطفولة: لا حليب، لا لقاحات، لا حضانات… الأطفال يُدفنون بالجوع قبل القصف.
🔻 تهجير ونزوح لا يتوقف: والملاجئ بلا مأوى، والخيام بلا دفء، والطرقات مليئة بالجثامين.
وفي ظل كل ذلك، يتكرر السيناريو الدموي:
ينتظر الفلسطينيون طحينًا… فيُقتلون.
ينتظرون ماءً… فيُقصفون.
ينتظرون دواءً… فيُحاصرون.
كل يوم، يموت العشرات في طوابير الذل،
كل يوم، تُقصف المساعدات،
كل يوم، يتحول الأمل إلى كمين، وسط صمت دولي وعربي لا يُغتفر.
فيا من تملكون القرار…
هل أصبح الجوع وسيلة عقاب جماعي؟
هل الصمود في انتظار رغيف خبز بطولة؟
هل رأيتم شعبًا يُذبح بحثًا عن وجبة… وعن نسمة حياة؟
غزة لا تحتاج شجبًا وخطاباتٍ ومؤتمراتٍ فارغة.
غزة تحتاج كسر الحصار الآن، تحتاج حماية دولية عاجلة، تحتاج ضميرًا عالميًّا حرًّا.
فأهل غزة لا يستحقون أن يُقتلوا جوعًا…
بل يستحقون أن يعيشوا أحرارًا، بكرامة، وعدالة، كما كل شعوب الأرض.
وإن ظللتم على صمتكم…
فليشهد التاريخ،
ولتشهد الإنسانية،
أن غزة لم تنكسر…
لكنكم خذلتموها!