الشاعرة الفلسطنية د. أحلام أبو السعود تشدو … رثاءٌ في شهداءِ فلسطين (مرّوا على الضَّوْءِ كالأَنْبِياءِ)
الخميس 31-07-2025 17:14

بقلم: السفيرة أحلام أبو السعود
🇵🇸🌴🇵🇸🌴🇵🇸🌴
مَرُّوا على الضَّوْءِ، لا صَوْتٌ يُرافِقُهُمْ
إلّا صَدى الأرْضِ… إلّا وَجَعَ الأُمَّهَاتْ
مَرُّوا كأنَّ الفَجْرَ يَسْبِقُهُمْ
وكأنَّهُمْ أَطْلَقُوا الأرْواحَ نَحْوَ السَّماوَاتْ
مَرُّوا… وكَانَتْ خُطَاهُمْ آيَةً عُلْيَا
وكانَتِ التُّرْبَةُ الخَضْرَاءُ تَنْتَظِرُ
وكانَ في دَمِهِمْ مَعْنًى يُفَسِّرُنَا
وكانَ في رِحْلَتِهِمْ سِرٌّ لِمَنْ عَبَرُوا
هذِي الجَنَازَاتُ لا تَبْكِي على جَسَدٍ
لَكِنَّهَا تَبْكِي على وَطَنٍ
على الحِصَارِ،
على الخُذْلَانِ،
والفُرَقَى،
وعلى العُيُونِ الَّتِي ما عادَتِ الزُّرْقَى
نَمْ يا شَهِيدَ النَّدَى، نَمْ يا ابْنَ مَنْ حَمَلُوا
نارَ الحَقِيقَةِ في كَفٍّ مِنَ الشَّغَفِ
نَمْ في تُرَابِكَ، إنَّ الأرْضَ تَحْفَظُهُمْ
أَحْيَاءَ في لُغَةِ العَدْلِ، وفي الصُّحُفِ
نَمْ وابتَسِمْ، إنَّ هذَا الحُزْنَ أُغْنِيَةٌ
يُهْدِيكَ إِيَّاهَا مَنْ ظَلَّ يَنْتَظِرُ
نَمْ وابتَسِمْ، يا ابْنَ زَيْتُونِ العَصَافِرَةِ
فَكُلُّ طِفْلٍ سَيَلْهُو حَيْثُ تَنْكَسِرُ
صَخْرَةُ القَيْدِ في بَابٍ مِنَ الحَجَرِ
نَمْ يا شَهِيدَ الصَّبَاحِ المُسْتَحِيلِ لَنَا
نَمْ، إنَّنَا بَعْدَكَ…
نَرْنُو للسَّمَاءِ،
نُخَبِّئُ الضَّوْءَ في أَعْمَاقِنَا،
ونَظَلُّ نَحْمِلُ في الدُّرُوبِ وَصِيَّتَكَ
نَمْ، وقُلْ لِلرِّفَاقِ:
“لا تَنْسَمُوهَا فِلَسْطِينْ… لا تَسْكُنُوهَا الصَّمْتَ،
بَلِ اصرُخُوا بِهَا دِينْ…
وسَلامًا على مَنْ مَاتَ لا يَنْهَزِمْ
وسَلامًا على مَنْ مَاتَ كَيْ نَحْتَكِمْ
لِلْحَقِّ… لا لِلسَّكَاكِينْ.”
اترك تعليقاً