محمود حمدان لمجلة مصر: الفكرة تلاحقني حتى أكتبها… ولا أستطيع الكتابة في الصمت
السبت 02-08-2025 13:41

حوار محمد أكسم
بلاشك أن في عالم الدراما، هناك من يكتب ليملأ الفراغ، وهناك من يكتب ليترك أثرًا عميقاً لمش مشاعر المشاهد الكريم والكاتب والسيناريست محمود حمدان ينتمي بجدارة إلى الفئة الثانية. محمد حمدان هو واحد من الأسماء البارزة في الساحة الفنية المصرية، استطاع أن يثبت حضوره بخطى ثابتة وأعمال مؤثرة ومميزة، مزج فيها بين الواقعية والدراما، وبين الفكرة الناضجة والأسلوب الجذاب. محمود حمدان ليس مجرد كاتب نصوص فحيب، بل هو صانع حكايات يعرف جيدًا كيف يمسك بخيوط الشخصيات، ويحركها داخل عالم واقعي مليء بالتفاصيل والمشاعر والرسائل الإنسانية. يتميز”حمدان” بأسلوبه الذي يجمع بين البساطة والعمق، وبين الإيقاع السريع والتأمل الصامت، مما جعل أعماله قريبة من الجمهور على اختلاف فئاته. في هذا الحوار الذى تنفرد به مجلة مصر، نقترب من العالم الخاص لهذا الكاتب صاحب القلم المتميز والفكر الفريد، نكتشف بداياته، وطقوسه في الكتابة، والتحديات التي يواجهها، ونستمع إلى آرائه الشخصية التي تكشف عن جانب مختلف من شخصية المؤلف الذي يقف خلف الكواليس، لكنه يمسك بخيوط الحكاية كلها.
المؤلف الكبير محمود حمدان أهلا بكم فى مجلة مصر المؤلف الكبير محمود حمدان لو طلب منك أن تعرف نفسك للقارئ ماذا تقول؟
أنا محمود حمدان، مؤلف وسيناريست مصري, نشأت في بيئة هادئة تقدر الفن والكلمة، وأعتبر نفسي من المحظوظين الذين استطاعوا تحويل شغفهم منذ الطفولة إلى مهنة يعيشون بها ولها
ما الوظيفة التي كنت تحلم بها منذ الصغر؟
منذ طفولتي كنت أقول بكل ثقة إنني أريد أن أكون “فنانًا”. كنت أرددها في كل مناسبة عائلية، وعندما يسألني أحدهم: “عايز تطلع إيه لما تكبر؟”، لم أتردد يومًا في الإجابة, لم أكن أعلم تمامًا ما نوع الفن الذي سأختاره، لكني كنت أشعر بداخلي أن هذا هو طريقي
حدثنا عن بدايتك مع الكتابة والسيناريو؟
البدايات كانت مع الشعر والقصص القصيرة، كنت أكتبها كهواية منذ صغري. في مرحلة الجامعة، اتجهت للمسرح، حيث بدأت أكتشف أبعادًا جديدة في التعبير، وبعدها تطورت الأمور إلى كتابة السيناريو، حيث وجدت نفسي بالكامل
ما الأعمال التى قدمتها وتعتزبها وتكون الأقرب الى قلبك ؟
أعتز كثيرًا بالعمل الذي جمعني بالأستاذ عادل إمام، فهو علامة فارقة في مسيرتي. العمل مع قامة بحجمه مسؤولية كبيرة وتجربة تعلمت منها الكثير، على المستوى المهني والإنساني.
القارئ يتسائل كيف يختار السيناريست محمود حمدان أفكار أعمالك؟
الفكرة دائمًا هي التي تلاحقني، تتسلل إلى رأسي وتبدأ في الإلحاح علي حتى أبدأ في الكتابة. لا أجلس لأبحث عن فكرة… الفكرة هي من تختارني وتفرض نفسها عليّ
هل تكتب في وقت معين أو مكان معين؟
الغريب أنني لا أستطيع الكتابة في الهدوء، حاولت كثيرًا، لكن لا يأتيني الإلهام إلا في الأماكن التي بها حركة وضجيج. المقاهي، الشوارع… الضوضاء تشعل خيالي أكثر من الصمت
ما أول مشهد تكتبه في العمل: النهاية أم البداية؟
البداية دائمًا, أحب أن أبدأ من أول مشهد، وأن أعيش رحلة تطور الأحداث مع الشخصيات حتى أصل إلى النهاية, أؤمن أن البداية القوية تضع الأساس المتين لأي عمل ناجح
ما التحدي الأكبر الذي تواجهه كمؤلف أثناء العمل على سيناريو طويل كمسلسل 30 حلقة؟
أن تبقى كل الحلقات بنفس القوة والتأثير, التحدي الحقيقي أن تحافظ على تماسك العمل، وتستمر في جذب المشاهد من الحلقة الأولى حتى الأخيرة، دون أن يشعر بالملل أو التكرار
ما أكثر مشهد كتبته وأثر فيك على المستوى الشخصى؟
الحقيقة أن هناك الكثير من المشاهد التي أثّرت في. أحيانًا أكتب مشهدًا وأجدني أعيش الحالة وكأنني أحد أبطالها، أتأثر، وربما أبكي أو أضحك كما لو كنت أشاهده لأول مرة
هل الهدوء والموسيقى أصدقاء محمود حمدان ؟
الموسيقى نعم، دائمًا ما ترافقني أثناء الكتابة, لكن الهدوء لا يناسبني كثيرًا، أحتاج إلى حياة حولي حتى أتمكن من الكتابة
هل للأصدقاء أهمية فى حياتك؟
الصداقة جزء لا يتجزأ من حياتي. كل أصدقائي بمثابة إخوة، أشاركهم أفراحي وأحزاني، ويقفون معي في كل محطات حياتي. أؤمن أن الإنسان لا يقاس بما يملك، بل بمن يحيط به
ماذا تمثل الأم فى حياتك وما الذى تعلمته منها ؟
أمي هي أهم إنسانة في حياتي. ربنا يباركلي فيها ويحفظها. منها تعلمت الصبر، والرضا، وحب الناس. هي سندي الحقيقي ودعوتها هي السبب في كل ما وصلت إليه
محمود حمدان عندما يغضب كم يستغرق من الوقت حتى يهدأ ومتى تتراجع عن قرار اتخذته؟
أنا سريع الغضب فعلًا، لكنني سريع في التهدئة أيضًا. يمكنني أن أهدأ في لحظة، بمجرد أن أسمع كلمة طيبة أو أستشعر نية صافية. لا أتمسك بالغضب، وأسعى دائمًا لتجاوز أي خلاف بسرعة
ما هو أهم درس تعلمته على مدار حياتك ؟
أن أواصل، وألا أتوقف عند أي عثرة, الحياة لا تتوقف، وكل شيء يمر, لذلك تعلمت أن أتجاوز أى محنه، وأمضي للأمام.
كلمة تحب تقولها لجمهورك من خلال موقعنا؟
أقول لهم: أنتم السبب الحقيقي في استمرارنا, كل كلمة دعم منكم تعني لي الكثير، وكل مشاهد يتابع عملًا لي هو شريك في النجاح. شكرًا من القلب على ثقتكم، وأعدكم أن أقدم الأفضل دائمًا وأكون عند حسن ظنكم . وفى النهاية نشكر السيناريست والمؤلف الكبير محمود حمدان على هذا الحوار الجميل والأكثر من رائع
اترك تعليقاً