“شجرة البنات” إهداء لكل بنت قصيدة من قلب قاهرة المعز
الأربعاء 20-08-2025 15:35

بقلم محمد أكسم
بلاشك أن ديوان “شجرة البنات” لشاعر العامية المصري أسامة شريف يمثل حالة شعرية خاصة ومتفردة في عالم شعر العامية. وهو ديوان لا يشبه سواه، يحمل في روحه تقديرًا عميقًا واعترافًا صادقًا بفضل المرأة المصرية، مهما كان موقعها في حياة الشاعر أو في حياة المجتمع ككل.
وقد جاءت فكرة الديوان كتجسيد لحالة امتنان، أراد من خلالها الشاعر أن يكرم كل النساء، سواء كانوا أمهات أو أخوات أو زوجات أو بنات، وألا يمر هذا الفضل مرور الكرام، بل يسجله الشعر المتميز في قصائد تخلد هذا العطاء الإنساني والوجداني. أسامة شريف، ابن قاهرة المعز، شاعر عامية له بصمته الخاصة، يكتب من قلب الناس وإليهم، يتحدث بلغتهم اليومية دون أن يتخلى عن عمق المعنى أو عن جمالية التعبير. وفي الجزء الأول من”شجرة البنات”، قرر أن يخص كل فتاة بقصيدة تحمل اسمها، ولكن القصائد لم تكن مجرد عناوين بأسماء، بل كانت لوحات كاملة من المشاعر، وكل قصيدة تحاكي روح صاحبة الاسم، وتجسد تجربة إنسانية نابضة. وبهذا المعنى، تحول الديوان إلى شجرة حقيقية بالفعل، تتفرع منها أغصان كل واحدة تمثل حكاية، وكل حكاية تحمل اسمًا، وكل اسم يسكنه وجدان ومشاعر,بأسلوب يتسم بالبساطة الممتزجة بالعمق مختارة كلماته بعناية تجعل القارئ يشعر أن هذه القصائد كتبت له خصيصاً. في “شجرة البنات”، توليفة شعرية تتحدث عن الحب، والحنية، والضعف، والقوة، والأمل، والخوف، والفرح، وكل ما تمر به المرأة في حياتها، فجاء الديوان وكأنه سيرة غير مكتوبة لكل بنت مصرية. فكل قصيدة في هذا الديوان يمكن أن تكون هدية لفتاة في عيد ميلادها، أو رسالة امتنان لأم، أو تعبير محبة لأخت، أو تحية تقدير لزوجة. ومن هنا تكمن فرادة التجربة، حيث لا تكون القصيدة مجرد قراءة شعرية فحسب، بل تتحول إلى فعل محبة ورسالة احترام. والجدير بالذكر أن شاعر العامية أسامة شريف، الذي سبق له إصدار دواوين مثل “التجارب القديمة” و”لحظة ميلاد” و”الحلم الخامس” و”دولاب حكاوي”. يضيف بهذا العمل إلى رصيده محطة مختلفة تضعه في مكانة خاصة بين شعراء العامية المعاصرين. فـ”شجرة البنات” ليس ديوانًا فقط، بل هو حالة وجدانية وإنسانية، تتغنى بالمرأة، وتكرمها بالكلمة، وتمنحها مكانها المستحق في الشعر كما في الحياة.
اترك تعليقاً