رئيس التحرير

 الإخوان… من فوضى الميادين إلى فوضى السفارات

السبت 23-08-2025 11:47

قال هانى محمد الباحث بحقوق الانسان والشأن السياسي ، الإخوان لم يتغيروا كثيراً؛ فهم نفس الوجوه التي اعتادت إشعال الفوضى في الداخل المصري خلال 2011 و2012، يقطعون الطرق، يحاصرون المؤسسات، ويظنون أن الفوضى طريق للسلطة. واليوم يكررون المشهد نفسه ولكن على مسرح آخر: الخارج. ما لم يستطيعوا فعله في القاهرة يحاولون استنساخه أمام سفارات وقنصليات مصر في أوروبا.

إنها نفس الوصفة القديمة: إثارة الفوضى، جرّ الآخرين إلى معركة ليست لهم، والتلويح بالعنف كلما فقدوا الشعبية. لكن هذه المرة، المستهدف ليس فقط الدولة المصرية، بل البعثات الدبلوماسية، ما يشكل تهديداً مباشراً لأمن واستقرار الدول المضيفة نفسها. وهنا يصبح السؤال: أليس هؤلاء مجرد مشروع “داعش صغير” يتغذى على خطاب الكراهية والفوضى؟

على أوروبا أن تختار

هذه الممارسات ليست “شأن مصرياً داخلياً”، بل قنبلة مؤجلة على أبواب أوروبا. مهاجمة السفارات، الاعتداء على الدبلوماسيين، وتحويل العواصم الغربية إلى ساحات صراع تنظيمي؛ كلها إشارات تقول: “الخطر يقترب”.

ولهذا، على الدول الأوروبية أن تتحرك بجدية أكبر للتعاون مع القاهرة في تجفيف منابع هذا الفكر الإرهابي، وملاحقة عناصره، قبل أن تجد نفسها أمام نسخة مصغّرة من داعش، تعيد للأذهان مشاهد التفجيرات والعنف التي خبرتها أوروبا خلال العقد الماضي.

وبالمقابل، يقف أنصار الرئيس السيسي والدولة المصرية أكثر قوة وصلابة: مصر اليوم دولة ترفض العودة للفوضى، وتحذر شركاءها في الخارج بأن الصمت على تجاوزات الإخوان ليس مجرد مجاملة سياسية، بل خطر أمني يهدد العواصم الأوروبية قبل غيرها.
في النهاية، الإخوان لا يجيدون سوى صناعة الفوضى، سواء في شوارع القاهرة أو أمام أبواب السفارات بالخارج. لكن ما لا يدركونه أن العالم تغيّر، ومصر تغيّرت، وأن صوت الاستقرار أعلى من صرخات الخراب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *