الأونروا والكوشان: شاهدان ضد النسيان ومشاريع التهجير
الأحد 24-08-2025 13:34

✍️ بقلم: د. أحلام أبو السعود
مسؤولة إدارة “كوشان بلدي”
📌 مقدمة
في لحظة تتكالب فيها مشاريع التهجير على غزة، تقف الأونروا شاهدة على الجريمة ومُستهدَفة في آنٍ واحد. لم تعد الوكالة مجرد مؤسسة إنسانية تقدم التعليم والطبابة والغذاء، بل أصبحت شاهد الإثبات على النكبة الفلسطينية المستمرة، وصوت اللاجئ الذي يرفض أن يُمحى من السجل الدولي. ولهذا، تُصر إسرائيل على محاصرتها وحظر عملها وتقليص خدماتها، في محاولة يائسة لشطب حق العودة من ذاكرة العالم.
🔸 أبو هولي: الصوت الفلسطيني في مواجهة محاولات التصفية
منذ سنوات، يتصدر الدكتور أحمد أبو هولي، رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، معركة الدفاع عن الأونروا. زياراته المتواصلة، ومواقفه الثابتة، وخطاباته في المحافل العربية والدولية، كلها أكدت أن التفويض الأممي (قرار 302/1949) ليس ورقة قديمة، بل صك شرعي يحمي ملايين اللاجئين من مشاريع التصفية.
🔸 أبريل 2024: رحّب بتقرير المراجعة المستقلة الذي أثبت حيادية الأونروا، وطالب بمساءلة إسرائيل عن استهدافها لمرافقها.
🔸 مايو 2024: شدّد على أن قرار 302 هو الركيزة التي تُبقي الأونروا حيّة.
🔸 مايو 2025: التقى مديري عمليات الأونروا في القدس والضفة، حيث أكد أن وجود الوكالة في القدس والمخيمات هو إثبات سياسي لحقوق اللاجئين.
🔸 يوليو 2025: حذّر في القمة العربية بالقاهرة من مشروع “المدينة الإنسانية”، واصفًا إياه بأنه “مدينة الموت”.
بهذه التحركات، ثبّت أبو هولي معادلة واضحة: لا بديل عن الأونروا إلا العودة.
🔸 الأونروا ترفض أن تكون أداة للتهجير
موقف الأونروا نفسه جاء واضحًا وصريحًا، حين أكد مستشارها الإعلامي:
🔸 “لن نشارك في أي مشروع يهدف إلى إجبار سكان غزة على النزوح”.
🔸 “لن نشرف على أي منطقة ينشئها الجيش الإسرائيلي تمهيدًا لتهجير سكان غزة”.
🔸 “مشاريع إسرائيل لا تستهدف نقل الفلسطينيين من شمال غزة إلى جنوبها، بل تهجيرهم خارج القطاع”.
إنها كلمات تكشف بجلاء أن إسرائيل تحاول استخدام الغطاء الإنساني كمدخل للتطهير العرقي، وأن الأونروا تقف حاجزًا أمام هذا المخطط.
🔸 “كوشان بلدي”: صك الأرض وسلاح الذاكرة
وسط هذا الصراع، ينهض مشروع “كوشان بلدي” كأحد أعمدة المقاومة القانونية والشعبية. فالكوشان ليس ورقة صفراء من الماضي، بل صك ملكية الأرض الفلسطينية الذي ينسف الرواية الصهيونية من جذورها. إنه وثيقة حية تقول للعالم: “هذه الأرض لنا، نملكها بالحق والتاريخ، ولن نمحو أسماء أجدادنا المدونة عليها”.
بإشراف منسقه الأستاذ أكرم جودة، ومرجعيته دائرة شؤون اللاجئين برئاسة د.أحمد أبو هولي رئيس دائرة شؤون اللاجئين عمل المشروع على جمع وتوثيق الكواشين، وتحويلها إلى أرشيف وطني، وسلاح سياسي وأخلاقي يُستخدم في المحافل الدولية. إنها الذاكرة الجماعية التي تقف في وجه النسيان، والشاهد المادي الذي يعزز شرعية الأونروا وحق اللاجئين.
🔸 الإعلام سلاح في معركة الوجود
بوصفي كاتبة وإعلامية، ومسؤولة إدارة “كوشان بلدي”، أعتبر أن معركتنا مع الاحتلال ليست بالسلاح وحده، بل بالكلمة أيضًا. مهمتي أن أفضح الجرائم الإسرائيلية، وأن أنقل صوت المخيم وألم اللاجئ إلى كل منبر إعلامي عربي ودولي. فالحقيقة الفلسطينية لا بد أن تبقى ناصعة في وجه التضليل، لتقول إن التهجير لن يسقط حقًا، وإن الأرض التي رُويت بدماء الشهداء لا يمكن أن تُسلَب بالكذب والدعاية.
🔸 خاتمة
اليوم، تُحاصر الأونروا بين فكيّ التهجير الإسرائيلي والتضييق المالي الدولي، لكن صمودها، ودفاع الفلسطينيين عنها، ومشاريع مثل “كوشان بلدي”، يجعلها أكثر من مؤسسة: يجعلها رمزًا لمعركة الهوية والحق.
فكما أن الكوشان صك ملكية الأرض، فإن الأونروا صك حق العودة، والاثنان معًا يختصران معادلة البقاء الفلسطيني: لا وطن بلا لاجئين، ولا لاجئ بلا حق في العودة.
اترك تعليقاً