الشاعرة الفلسطينية د. أحلام أبو السعود تكتب : الضربة الإسرائيلية على قطر: ماذا وراءها وماذا يُطبخ أمريكيًا وإسرائيليًا؟!
الأربعاء 10-09-2025 15:25

♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
✍️ بقلم: د. أحلام أبو السعود
سفيرة الإعلام العربي والباحثة في الشؤون الفلسطينية
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
🔴 أولًا: قراءة في خلفية الضربة
إن استهداف الدوحة في 9 أيلول/سبتمبر 2025 لم يكن مجرد عملية عسكرية معزولة، بل مثّل تحولًا جذريًا في قواعد الاشتباك، ونقلة نوعية في مشروع أمريكي–إسرائيلي لإعادة صياغة المشهدين الفلسطيني والإقليمي معًا. فالدوحة، التي طالما اضطلعت بدور الوسيط وموازن المعادلات، جرى استهدافها لقصقصة أجنحة هذا الدور وتحويله من وسيط مستقل إلى ممول محاصر.
🟠 ثانيًا: ما يُطبخ في الغرف الأمريكية – الإسرائيلية
1. إعادة هندسة الدور القطري: لم تعد واشنطن وتل أبيب تقبلان بدوحة تلعب دور الوسيط السياسي المستقل. المطلوب أن ينحصر دورها في التمويل الإنساني فقط.
2. تضييق الخناق على حماس: الهدف ليس قتل بعض القيادات فحسب، بل كسر الشعور بالأمان السياسي للحركة أينما وُجدت.
3. فرض معادلة أمنية خليجية جديدة: عبر هذه الضربة، أرسلت واشنطن وتل أبيب رسالة أن “الأمن الخليجي” محكوم بالتحالف معهما، وأن أي استقلالية في المواقف ستُقابل بالتصعيد
4. تهيئة الأرضية لصفقة سياسية: الهدف النهائي هو جرّ الأطراف إلى مسار تفاوضي جديد، تحت الوصاية الأمريكية المباشرة، وبسقف إسرائيلي ضاغط.
🟡 ثالثًا: السيناريوهات المحتملة بعد الضربة
🟢 1. سيناريو التصعيد المنضبط
مواصلة إسرائيل ضربات “نوعية” في الخارج (قد تشمل تركيا أو لبنان) لإشعار الجميع أن يدها طويلة.
السماح الأمريكي لإسرائيل بالتصرف، مقابل ضبط السقف كي لا يتحول إلى حرب إقليمية شاملة.
هذا السيناريو يضمن الضغط المستمر على حماس وقطر، دون انفلات كلي.
🔵 2. سيناريو التهدئة المشروطة
بعد الصدمة، قد تدفع واشنطن لعودة المفاوضات تحت شعار “منع انفجار إقليمي”.
لكن التهدئة ستكون مشروطة: إضعاف الوساطة القطرية، تقليص حرية حماس، وضبط أي دور تركي–إيراني.
هذا السيناريو يعكس الرغبة الأمريكية في إعادة كل شيء لبيت الطاعة السياسي.
🟣 3. سيناريو الحرب بالوكالة
الضربة قد تشعل ردودًا غير مباشرة عبر ساحات أخرى (لبنان، اليمن، العراق).
واشنطن قد تستغل ذلك لشرعنة توسع عسكري جديد في الخليج، تحت ذريعة حماية الاستقرار وأمن الطاقة.
هذا السيناريو، إن تحقق، قد يعمّق الفوضى ويجر المنطقة إلى جولات استنزاف طويلة.
⚫ رابعًا: الخلاص
الضربة على قطر لم تكن حدثًا عابرًا، بل خطوة مدروسة في مشروع أكبر لإعادة تشكيل قواعد الصراع في الشرق الأوسط.
إسرائيل تؤدي دور الذراع العسكرية.
أمريكا تمسك بخيوط اللعبة وتعيد هندسة موازين القوى.
النتيجة: اختبار صعب لقطر، وضغط متصاعد على حماس، ورسالة رادعة لبقية دول المنطقة.
لكن الثابت أن توسيع الحرب وضرب الوساطات لن يقود إلى سلام، بل إلى انفلات استراتيجي يهدد كل مكونات الإقليم. وهنا يبرز سؤال المستقبل: هل ينكسر هذا المخطط أمام صمود اللاعبين المستقلين، أم تُفرض قواعد أمريكية–إسرائيلية جديدة بالقوة؟
اترك تعليقاً